بقلم: د. ممدوح حليم
شجب كثيرون القرار السويسري بخطر بناء المآذن في هذا البلد الجميل. لكن لكي نقيم القرار في إطاره الصحيح، علينا أن نرجع إلى جذور الخوف الكامن في قلب أوربا منذ قرون كثيرة من أن يتم تعريبها وأسلمتها، الأمر الذي حاولت فيه الشعوب الواقعة على حدود أوربا كثيرا عبر قرون طويلة بجدية وعنف، بغية التمدد الإمبراطوري، ولإخضاع شعوب مسالمة تبحث عن التقدم والرخاء.
في عام 711م، قاد طارق بن زياد جيش من العرب والبربر(سكان شمال أفريقيا)، واقتحموا أوربا من جهة الغرب، أي ما يعرف بأسبانيا حاليا، والتي دعاها العرب بلاد الأندلس، واستطاعوا الانتصار على القوط الغربيين، وقتل ملكهم لذريق في معركة "جوادا ليتي" التي يدعوها العرب معركة "وادي برباط" ، وذلك في عهد الدولة الأموية. ظل العرب يحكمون أسبانيا نحو ثمانية قرون حتى تم طردهم منها عام 1492 بواسطة قوات الملك فرناندو وزوجته في معارك استمرت نحو 10 سنوات، سقطت في نهايتها مدينة غرناطة ليشيد مكانها مدينة سانتا في أي الإيمان المقدس.
في عام 732، بعد سنوات قليلة من سيطرة العرب على أسبانيا، حاولت قواتهم الوصول إلى وسط فرنسا وغرب سويسرا، لكن جيوش الفرنجة بقيادة شارل مارتل تمكنت من هزيمة العرب في معركة بواتييه التي يدعوها العرب معركة بلاط الشهداء، وكان العرب قد حاولوا السيطرة على البرتغال ووصلوا إلى لشبونة.
ولولا ستر ربنا لكانت أسبانيا والبرتغال وفرنسا وسويسرا حاليا جزءا من العالم العربي يعانون مثله من التخلف والتأخر.
إن ما ذكرناه من أحداث تاريخية يوضح نوايا العرب التاريخية من غزو أوربا عسكريا، وقد وصلت قواتهم بالفعل لغرب سويسرا، وبعد الحوادث الإرهابية التي شهدها العالم في العقد الأخير يخشى الأوروبيون أن يتم هذا الغزو تدريجيا من خلال القوى الناعمة. |