بقلم : إيهاب شاكر
بالطبع هذا السؤال سؤال استنكاري، فلست انتظر إجابة عليه، فإجابته تلقائية معروفة مسبقاً، وقد أُتهم بالكفر لمجرد طرح هكذا سؤال، لكن دعنا من الإجابة الشفهية المعلومة سابقاً، ولننظر لما يحدث من البعض منا فعلياً وقولوا لي بماذا نفسره، هل تذكر أيها القارئ العزيز، تلك النكتة القديمة، التي تحكي عن شخص مقهور من أحد الأقوياء، وعندما جاءه هذا القوي في إحدى المرات، أشارهذا المقهور بيده إلى شخص آخر بدى أقوي وأضخم من هذا القوي، فأشار الضعيف إليه مهدداً القوي بالأقوى منه.
بماذا تفسر قارئي العزيز ما يفعله البعض تحت شعار الدفاع عن الله ورسله، هل عجز الله عن أن يدافع عن نفسه فاستنجد بالبشر المخلوقين من تراب ليدافعوا عنه؟!
أضف هذا السؤال إلى سابقه ولاحقه من الأسئلة الاستنكارية، هل لا يستطيع الله أن يرسل ملائكته ليقضوا على الأشرار( من يراهم هو جل شأنه أشراراً وليس من نراهم نحن كذلك) كما فعل في سدوم وعمورة( عاد وسمود )؟
هل لا يستطيع الله أن يرسل طوفاناً عظيماً كما فعل في أيام نوح، ويغرق الأرض بمن عليها من أشرار، وخصوصاً تلك التي نراها بلاد الكفر والزندقة؟
هل لا يستطيع الله أن يزلزل الأرض فتبتلع من عليها من أشرار؟
هل لا يستطيع الله أن يستخدم الأمراض والأوبئة كعقاب لهؤلاء الأشرار؟
إن الاستنجاد بالآخر ينم عن عدم قدرتي بمفردي أن أرد الهجوم الواقع عليّ، وحاشا لله أن يكون كذلك.
لماذا إذاً نحاول الدفاع عن الله ونصوره كأنه عاجز عن أن يدافع عن نفسه، فنرفع السيف والبنادق والقنابل في وجه من نظنهم أعداء الله، ورأيي إن أعداء الله الحقيقيون هم من يصورونه لنا على أنه ضعيف يحتاج من يدافع عنه.
لو تعلم عزيزي القارئ ضخامةَ الكون الذي نعيش فيه،وأنه لا يوجد شخصٌ على وجه الكرة الأرضية يستطيع القول:"أنه وجد حدوداً للكون الفسيح غير المتناهي بالنسبة لنا".
نشرت إحدى الصحف الأجنبية مقالاً تقول فيه:"لا يوجد إله!! كلُ العجائب والقوات حولَك هي بالصدفة. لا توجد يدٌ قديرة عملت ألفَ مليار كوكب. هذه الكواكب صنعت نفسَها. وجاءت مصادفة." و يحدثنا الرائد الفضائي المشهور "تومس فبلر" عن التجربة الأولى التي حظي بها عندما استقلّ مركبته الفضائية وطار بها ليصلَ إلى القمر وهو الحلم الذي راود الملايين. كان في منظورهم أنهم عندما يصلون هناك سوف يكتشفون كلَ أسرارِ هذا الكون العجيب. ولكن عندما وصل "تومس" إلى تلك النقطة أدرك أن أمامَه مجراتٍ عديدة وكواكبَ كثيرة ليعرفَها، وعندما أخذ بالحساب وسعَ هذا الكون توصل إلى أن كلَ السنين التي عاشها الإنسان من آدم إلى آخر شخص سوف يولد على وجه الأرض، كلُ هذه السنين لن تكفي لكي يدوروا حول الكون فقط. وفي لقاء صحفي أجرته وكالاتُ الأنباء مع "تومس" تحدث لهم قائلاً:"إن في اعتقادنا أننا يمكن أن ندركَ أسرارَ هذا الكونِ الفسيح الذي نعيش في نقطة صغيرة جداً منه، ولكن إن كنا لا ندرك أبعادَ هذا الكون فكيف سنفهم أسراره الكثيرة"؟ وفي النهاية قال:"إن مجردَ التفكر في هذا الكون الكبير، يعطي لنا أن ندركَ مقدارَ عظمةِ الله، ومقدارَ صغرِنا وضئالتـــِنا."
فهل إله بهذه العظمة والقدرة ينتظر من يدافعون عنه وينصرونه، هل هو إله ضعيف؟! |