المصري اليوم-كتب: محمد عمران،ايمن حسونه |
واصل المسلمون فى أنحاء العالم احتفالهم بثانى أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تصدر مشهد ذبح الأضحية وتوزيع لحومها على الفقراء فرحة العيد، فى الوقت الذى حرم من هذه الفرحة آخرون، خاصة فى قطاع غزة، حيث كان الغلاء والحصار سبباً فى غياب الأضحية عن عيد الأضحى. فقد ذكر راديو هولندا الدولى أن منظمة إسلامية هولندية دشنت حملة لجمع لحوم الأضاحى من أفراد الأقلية المسلمة فى هولندا وتوزيعها على الفقراء الهولنديين، وذلك محاولة للتغلب على الحيرة التى يقع فيها المسلمون فى هذا البلد الأوروبى فى توزيع صدقات العيد من اللحوم. وأوضح راديو هولندا أنه لا يوجد فقراء بمعنى الكلمة فى هولندا، إلا أن المنظمة الإسلامية تحاول توزيع اللحوم فى أيام عيد الأضحى على «من يستحقها» داخل البلاد. وأشارت الإذاعة فى موقعها على الإنترنت إلى أن بعض المسلمين يستبدلون الأضحية بالمال ويرسلونه إلى الفقراء فى بلدهم الأصلى. وتعتبر هذه الطريقة شائعة بين مسلمى هولندا من أصول إندونيسية، ويقول فردوس، إمام المسجد الإندونيسى فى لاهاى: «القربان هو المال المخصص لشراء أضحية العيد ويتم تجميعه فى المسجد ومن ثمة تحويله إلى الفقراء فى إندونيسيا». وفى إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية، من حيث تعداد السكان، تقاتلت مئات النساء أمام مسجد الاستقلال بوسط العاصمة فى ثانى أيام عيد الأضحى المبارك للحصول على نصيبهن من اللحوم التى يتم توزيعها مجاناً. والمشهد كان على النقيض فى قطاع غزة، حيث لا تبدو للعيد فرحته المعتادة فى قطاع غزة، حيث حرم ارتفاع الأسعار وحالة الفقر المستشرية شرائح واسعة من الفلسطينيين من شراء أضحية العيد، لتتواصل حالة الحزن والبؤس التى تسيطر على الأسر الغزاوية، خصوصاً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة التى دمرت مختلف القطاع اقتصادياً وإنتاجياً بعد حصار ٣ سنوات. الفلسطينى عبدالقادر حسونة (٤٧ عاماً) بدا فى حالة حزن شديد، إذ لم يتمكن من شراء أضحية العيد التى اعتاد عليها منذ ٣٠ عاماً، بعد أن جرفت قوات الاحتلال أشجار الزيتون التى كان يتعيش على ما يجنيه منها كل عام، لينضم إلى قائمة الفقراء. وقال لـ«المصرى اليوم»: «لا أحد يتصور كيف سيكون موقفى أمام أبنائى فى يوم العيد، وهم يسألوننى عن خروف العيد، فالصغار لا يعرفون الظروف أو الفقر أو غيرها، فقط يريدون ما اعتادوا عليه سنوياً». وأضاف: «حاولت الاقتراض من أحد الأقارب لشراء الخروف، لكنى وجدت من قصدته لن يضحى مثلى، لأنه لا يملك المال الكافى لذلك». وتقدر ثمن الأضحية ما بين ٤٠٠ و٥٠٠ دولار أمريكى، وهى أسعار تبدو مرتفعة للغاية مقارنة بمدخولات الفلسطينيين المحدودة جداً، بعد ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات كبيرة، فى ظل الحصار الإسرائيلى الذى اضطرت معه ٩٥% من المؤسسات الاقتصادية إلى التوقف عن العمل. وكغيره من الفلسطينيين سيقضى إبراهيم القوادرة (٥٣ عاماً) هذا العيد من دون أضحية، لكنه يأمل أن تتذكره بعض المؤسسات الخيرية وتوفر لعائلته المكونة من ١٢ فرداً بعض اللحوم، علها تشعره بجزء من طعم العيد، الذى تحول إلى يوم حزن مع حالة الفقر التى تعيشها العائلة. وقال: «يوم العيد سأخرج للصلاة ولن أعود إلا عند نهاية اليوم، فأنا لا أستطيع أن أشاهد أولادى ينظرون لبعض الجيران وهم يذبحون الأضحية وأنا غير قادر على ذلك». وفى البرازيل، كان حال أغلب أفراد الأقلية المسلمة متقارباً مع حال أهل غزة، حيث قال ماوريسيو داسيلفا البرازيلى، الذى اعتنق الإسلام منذ ٥ سنوات، فى حوار لموقع قناة الجزيرة على الإنترنت «إن معظم المسلمين فى البرازيل يجدون صعوبة فى شراء الأضاحى، خاصة بعد موجة الغلاء التى شهدتها الأغنام مؤخراً بسبب تزايد الطلب على لحومها للتصدير». كما أشار أيضاً إلى أن كثيراً من البرازيليين الذين أسلموا لم يتفقهوا فى الدين بعدُ ليدركوا أهمية الأضحية كشعيرة من شعائر الإسلام». |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |