بقلم: هانى دانيال وهذا بالطبع كان متأخر للغاية بعد أن كانت أنظار العالم تتجه إلى جنوب أفريقيا والمغرب، وانتظار فوز إحدهما بهذا الشرف بعد أن تمكنت الدولتين من الوصول لأعضاء اللجنة التنفيذية قبل يومًا لتصويت بعدة أشهر، بالإضافة إلى عمل زيارات عديدة للصحافة الرياضية العالمية وهو ما ساهم في التركيز على دول معينة لديها الإمكانيات، وتغافل بلدان أخرى ومن ثم كانت النتيجة المشئومة بخروج مصر "صفر" اليدين، ومع ذلك لم نتعلم الدرس رغم مرور أكثر من 5 سنوات! أعتقد إنه من الضرورى أن يتم تنظيم بطولات عديدة في مصر وليس مقاطعة التنظيم لأن هذا سيساعد على وجود الدول الأجنبية والعربية ليروا بأنفسهم الجمهور المصري ومدى الإستقبال الحافل الذي تقوم به مصر، ومن ثم التنظيم الجيد يفند أي مزاعم حاولت الجزائر نشرها، بالإضافة إلى أن هذه البلدان حينما تأتي إلى مصر تأتي معها الصحفيين المتخصصين ورجال الإعلام، وبالتالي هم أفضل من ينقلون ويساعدون في توضيح الصورة، بينما العزلة ستعمل على تأكيد الصورة التي حاولت الجزائر بثها وبالتالي تنجح مخططاتهم، وتخشى الإتحادات الدولية تنظيم البطولات الرياضية في مصر، ومن ثم ستسعى الحكومة المصرية بكل قوتها على إعادة الأوضاع إلى أمورها، والقيام بحملات ترويجية من أجل تأكيد جدراتها في تنظيم الأحداث الرياضية، ومن ثم العودة للصفر رغم أن مصر أثبتت نجاحًا كبيرًا في تنظيم العدد من البطولات بمختلف الألعاب، ولكن عزلتها تسببت في نسيان ما قامت به! وينبغى التأكيد هنا على أن الوجود المصري في المحافل الدولية بدأ يتخذ اتجاه إيجابي، ومن ثم لا بد من زيادته والإستفادة منه، فهناك هاني أبو ريدة عضو باللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم وهو من ضمن 24 فرد لديهم قرار التصويت على كل ما يتعلق بالإتحاد الدولي، وهو منصب رفيع المستوى ينبغى الإستفادة منه، وهناك حسن مصطفى رئيس الإتحاد الدولي لكرة اليد، وهناك مصطفى فهمي سكرتير عام الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهناك خالد مرتجي منسق عام بالإتحاد الدولي لكرة القدم، وهؤلاء مع غيرهم يمكن الإستفادة منهم في توضيح الصورة لما حدث في السودان، والإستفادة من خبراتهم في التعرف على القنوات المناسبة التي تعيد للمصريين حقوقهم دون الأضرار بمصالح الرياضة المصرية، خاصة وأن هذا الوضع يختلف تمامًا مع 2004، حينما كان هناك المهندس هشام عزمي منسق عام بالإتحاد الدولي لكرة القدم أذهل الإعلام المصري بقوته وتحركاته وقدرته على جذب أصوات عديدة لمصر في إطار منافستها للحصول على تنظيم كأس العالم 2010، حتى خرجت مصر بشكل مهين من التصويت، واختفى عزمي منذ هذا الحين ولم يسمع أحد عنه شيئاً حتى الآن! الوضع مختلف والظروف مختلفة، ولكن المقاطعة هو بمعنى الإتجاه للعزلة وبالتالي ستكون الخسائر كبيرة وحينها سيكون الجانب الجزائري نجح في كل ما يريد الوصول إليه، وقرار الحكومة بالمقاطعة هو قرار "خائب" ولن يفيد شيئًا، بينما المهم الآن هو طلب تنظيم مزيد من البطولات، والعمل بشكل أسرع في تطوير الهيئة العامة للإستعلامات من أجل مخاطبة العالم الخارجي بشكل أفضل، والتنسيق مع السفارات المصرية بالخارج لكي يكون لها دور أفضل في مخاطبة الإعلام الدولي بدلاً من الجمود الذي تعيش فيه حاليًا، وبدون الإتجاه للعالم الخارجي ومخاطبته بوسائله ستزيد المآسي وستظل كرامة المصريين ضائعة وسيتكرر "صفر" المونديال مرة آخرى! |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |