بقلم: د. رأفت فهيم جندى
اعلنت الأنباء الصادرة من القاهرة رسميا خبر وفاة الغير مغفور له القانون المصرى بعد معاناة طويلة مع المرض. العجيب أن البعض لا يصدقون حتى الآن انه بالحقيقة قد انتن، وينكرون الرائحة الصادرة منه والتى قد وصلت لكل بقاع المعمورة فى اوربا واستراليا وامريكا وكندا.
كان القانون الفقيد قد اصيب بجرثومة صفراء اتت من الصحراء القاحلة منذ 1368 عاما، وكانت اعراض المرض تجعله يهذى ويقول "على الأقباط أن يعطوا الجزية وهم صاغرون اذلاء" وتارة يقول "لا يُؤخذ دم مسلم بدم ذمى" وتارة أخرى "أنصر اخاك ظالما او مظلوما"
تم إدخال الفقيد منذ حوالى 200 عام للمستشفيات والمصحات الفرنسية، واستطاعت أن تبرئه من الكثير مما اصابه من جفاف الصحراء، فظهرت عليه علامات الشفاء واصبح يقول بعدها أنه "يكفل حرية العقيدة للكل" وان "الجميع متساوون امام القانون".
استمر الفقيد فى تناول الدواء فنشطت حركته أكثر واكثر، فقبل شهادة المرأة فى المحاكم ولم يعتبرها ناقصة عقل كما اشاع البعض عنها، وقبل حقوق الإنسان، والغى العبودية وملكات اليمين. ظهرت عليه ايضا علامات الصحة اكثر واكثر، فالغى الإجبار فى التحول من المسيحية الى الاسلام، وانشأ لجان النصح والارشاد. كان الفقيد تصدر منه احيانا علامات تدل على ان المرض لم يُستأصل منه نهائيا فلم يطالب بالاعدام للقاتل المسلم "الوردانى" وذلك لأن القتيل كان مسيحيا وهو رئيس الوزراء بطرس غالى، وبخلاف هذه هنا وتلك هناك كانت معظم تصرفاته وقتها عاقلة.
أتى له مجرم الزاوية الحمراء بجرثومة صفراء مرة آخرى ودسها للفقيد وكتب عليها انها المادة الثانية للدستور، ولكن البعض اطمأن بأن هذه الجرثومة لن تستطيع إصابة الفقيد طالما انها متحوصلة فى الدستور وغير نافذة المفعول للقانون.
بدأت علامات الإصابة بالجرثومة الصفراء تمتد للقانون الفقيد، فأنتابته ايام غيبوبة فى محاكمات مجرمى الكشح، وبينما كان القتلى 22 قبطيا ولم يستطع الفقيد فى غيبوبته أن يتعرف حتى على مجرم واحد منهم لكى يدينه بالقتل. ولكن البعض توسم ان هذه الغيبوبة طارئة وسوف يفيق منها بتناول المضادات الحيوية والمنشطات، ولكن إلغاءه لجلسات النصح وتستره على خطف بنات الاقباط افقد الكثيرين الأمل فى شفائه، فاصبح الفقيد بعد هذا يترنح طويلا ولكنه كان يحاول ان يبدو متماسكا.
فى السنوات الأخيرة لاحظ البعض أن الفقيد انتابته نوبات إسهال متواصلة وخرجت إفرازاته فى كل مكان، فكانت فى عرب هوارة بجوار دير ابو فانا، وايضا ديروط وملوى وابو قرقاص والمنيا واسيوط وسوهاج وقنا واسوان.
اراد الفقيد إخفاء إسهاله الممتلئ والملوث بالدماء، فابتكر جلسات صلح توزع فيها البسه من قماش، ولا يتم معاقبة المجرمين الذين يقتلون الأقباط، فحُكم بالبراءة على خميس عيد والذى اعترف تفصيليا بقتله لميلاد فرح وغيره وغيره. كان اهل القانون الفقيد يقولون عنه انه متعافى وينكرون اخبار مرضه بل يرون إسهاله فى كل مكان انه للخير ولسماد الأرض.
انتابت الفقيد نوبات سعال حادة جعلت الناس تصحو من نومها لكى يحاصر 15 الف كنيسة بالأسكندرية ويعدو رجل على موتوسيكل لكى يقتل الخارجين من الكنائس ويحاصر الآلاف كنيسة عين شمس وتتحول نجع حمادى وديروط وملوى لغابة.
انتابت الفقيد ايضا حالات هياج واصبح يحطم ما تمتد له يده، فرأينا البلدوزرات تحطم مبنى كنج مريوط ومبنى الخدمات بالأباجية.
اصابت الفقيد حالات من التهيؤات والهلوسة، فكان هناك محاولة إجبار الكنيسة على تغيير قوانينها فى الزواج والطلاق، وتم سجن أب كاهن فى جريمة تزوير لم يرتكبها.
واخيرا اعلنت وكالات الأنباء خبر وفاة الفقيد رسميا بالإحتباس البولى بعد إحالة اوراق رامى خله طانيوس وعمه للمفتى تمهيدا لإعدامهما، وكان رامى خله قد قتل فى دفاعه عن نفسه الأرهابى احمد صلاح الذى اغتصب وأسلم شقيقته وحملت منه سفاحا.
القانون المصرى الفقيد ليس به امل فلقد توفى، ولكن اهله متوهمين بأنه حى ولا يريدون موارته الثراء، لذلك هم محتاجون للعلاج بصدمات كهربائية من الأجهزة الطبية الأمريكية الحديثة الصنع.
هل يقوم ابونا مرقس عزيز بتوكيل محاميا أمريكيا ـ اقصد طبيبا للقانون ـ لكى يذهب لمصر للعزاء فى الفقيد ولكى يحضر تكفينه حتى يثبت ويكتب للعالم كله شهادة وفاة الفقيد، ولا اتخيل ان هناك قبطى حقيقى سيتردد فى المشاركة فى نفقات تشييع جنازة الفقيد وإعلان موته للعالم اجمع فى قضية رامى خلة وعمه.
رئيس تحرير الأهرام الجديد الكندية |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|