بقلم: إسحاق صبحي
أصبح لدينا حادث طائفي كل يوم وفي حتة غير التانية، فالصعيد يحترق والعنف ينتشرو يتحرك بسرعة، أسرع من حركة لاعبي المنتخب في السودان.
والآن لا فرق في مصر بين الأقلية والأغلبية، فالأقلية تنضرب في الصعيد والأغلبية تنضرب في الخرطوم وما تبقى يتم ضربه في المعتقلات، فالدولة ترسل الشباب إلى السودان جوًا وإلى أوربا عومًا وتتكفل العبّارات بالباقي.
ومن كتر الفلوس فإن الدولة تحرص على مشاعر الشعب فتصرف 6 مليار على القطارات المتصادمة ثم 6 مليون مكافآت للمنتخب المهزوم كيدًا ونكاية في الجمهور الجزائري.. والجمهور المصري أيضًا.
فالمباراة بين مصر والجزائر كانت خناقة بين شقيقين على الورث فتفوق الوريث الجزائري على الوريث المصري، وفازت بلد المليون شهيد على بلد المليون مذيع واهو كلها ملايين. وفشلنا في مباراة الجزائر بسبب الجهل ونقص المعلومات، فكنا نظن أن الجزائر بها تفليقة واحدة واتضح ان لديها تفليقتين كبار وواسعين بس معاون مباحث بولاق كان ناسي العصاية بتاعة عماد الكبير في القسم. لذلك اعتبرنا أن الهوجة صحوة وطنية لأن الوطنية كانت واخدة تعسيلة وعاملة دماغ وشربت من البترودولار لحد ما اتسطلت ودخلت الإنعاش في غيبوبة.
ومن مظاهر الغيبوبة أن يختفي الأمن عند مهاجمة الأقباط ولا يظهر إلا عند مهاجمة السفارات وتنظيم المواكب للمسئولين.
فلن نتقدم ولن تكون لنا مكانة بين الأمم لأن المنافسة على كأس العالم كل 4 سنوات والسباق على ضرب الأقباط كل 4 أيام وعلى نهب مصر كل 4 ساعات. فنفشل في الأولى ونتفوق في الثانية ونحصل على امتياز في الأخيرة.
والكل ثائر من أجل كرامة مصر، ومصر لن تقبل الاعتذار لأن ماحدش هيعتذر أصلاً، وبقينا أضحوكة العرب ونكتة العجم وكوميك شو الكرة الأرضية. فإذا كانت مصر أم الدنيا تبقى الجزائر خالتها بحكم أنهم شقيقتان لذلك الجمهور الجزائري يشتم المصري بالفرنساوي ويقول له يا روح خالتك، ويرد الجمهور المصري ويقول كلمني عربى يا روح طنط. والشقيقتان متشابهتان في المزاج والسلوك والتخلف أيضًا فكلتاهما لديهما فنون عديدة وأهمها فنون السنج والمطاوي، وتمتلك كلتاهما أذنان موسيقيتان لكن مظبوطين على سماع محمد عبد الوهاب الذي يتكلم بلهجة الصحراء وتراث البادية فقط.
لذلك لم يبكِ مصري واحد عندما قتلوا 22 في الكشح، وبكت مصر بأكملها عندما قُتل طفل في فلسطين. وتظاهرت البلاد بأكملها من أجل مسرحية في إسكندرية ورسومات في الدنمارك ومباراة كرة في الخرطوم ولم نجد مظاهرة واحدة من أجل العياط والإسكندرية وديروط وفرشوط و...و...و البقية تأتي.
وأتقدم باقتراح من أجل إنشاء وزارة للمظاهرات تقوم بتوزيع الأعلام والقبعات، وترسم العلم المصري على خدود الحسناوات والمُزز، ثم تقوم بعد المباريات بحرق أعلام الخصم ورفع الدعاوى القضائية على المنافسين وإعداد ملف الشكوى للفيفا!!!!. |