CET 00:00:00 - 25/11/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم:  ماجد سمير
تحضرني قفشة جميلة كان يطلقها عندليب التعليق الرياضي الراحل "محمد لطيف" في كل مرة يذيع فيها مباراة كرة القدم لنادي الأولمبي السكندري، ففور تسلم  لاعب الفريق السكندري  "السكران" الكرة  يقول لطيف بصوته المميز: السكران ..... "بيطوح" ناحية اليمين، لم يكن يعرف المذيع الراحل اللامع أن الثمالة جعلت الشعبين المصري والجزائري  بالرغم من الهزيمة التي نالت كل منهم بعد المباراة بصرف النظر عن نتيجتها وعن غزوة الخرطوم، يسير في المساحة بين المحيط والخليج بإسلوب يتفق تمامًا مع شخصية "السكران" في السينما المصرية تبدأ "بزغوته" ثم يصيح بصوت عالي قائلاً "أنا جدع" رغم أنه يسير بشكل غير متزن ويحتاج لمن يسنده حتى لا يقع.

وعدم الإتزان أصاب رجل الشارع في قاهرة المعز وفي الجزائر بسبب الحرب الإعلامية بين وسائل الإعلام المختلفة في مصر والجزائر رغم أنها هدأت قليلاً بعد مرور أسبوع تقريبًا على موقعة أم درمان الكروية التي تبادل خلالها الإعلام من الطرفين إتهامات وصلت أحيانًا إلى التراشق بألفاظ، مثل ماقاله الكابتن مصطفي عبده في برنامجه على قناة دريم، وشعور "المجري" بإهانتنا بشكل سيء في السودان جعله يتعامل مع القضية بإسلوب غير إعلامي بالمرة، ويبدو أن المجري خرج من المحطة وقرر دهس كل شيء أمامه ربما بحكم العادة فالقطارات حتى لو كانت ألقاب للاعبي كرة قدم تسير بلا هوادة، ولا يتحكم فيها "كمسري" أو مفتش، وما قام به "المجري" بالظبط كالسير خارج "القضبان" نهايته الحتمية التصادم بشكل عشوائي في منزل أو حائط والتسبب في مأساة نهايتها كنتيجة وحيدة للتهور وعدم التحكم في القطار.

وإذا كانت القطارات في الفترة الأخيرة كانت محط أنظار الإعلام المصري مسموع كان أو مقروء أو مرئي حكومي ومستقل وخاص، فإن المجري وزملاءه أيضًا قادوا الرأي العام في مصر خلال الأسبوع الأخير وبمنتهى المهارة  لكي "يلبس في حائط" أسمنتي وصخري، ورغم ذلك لم يصحوا الرأي العام ولم نرى ولو على سبيل التفائل شخص يتعامل بإسلوب إعلامي فعلي الكل تمامًا كمن شرب حتى "الثمالة".
والهزيمة الكروية التي تسبب فيها  المدرب برغم عشقي الشخصي له وأكاد أن أكون مشجع لحسن شحاتة نفسه منذ أن كان لاعبًا فذالك لن يتكرر وكان أيضًا مدربًا متميزًا حقق مالم يحققه أحد من قبله، لكن خسارة المباراة تعود بكل بساطة إلى المعلم بات لا يجروء على عدم اختيار أو اخراج لاعب بحجم فضيلة الكابتن محمد أبو تريكة من الملعب مهما كان سيئًا ولا يستحق أن يكون ضمن الأسماء المرشحة للمباراة، ربما لإنه بركة وقد يتم احتساب أي كرة صوبها هدف لمجرد أنه كان ينوي إحراز هدف، وأيضًا خاف المدرب أن لا يختار أحمد حسن رغم تدني مستواه الفني.

والإعلام المصري مع الأسف وقع في خطائين الأول أنه كان يتحدث داخليًا كأننا جمهوره المستهدف رغم أن الجمهور المستهدف في هذه القضية هو الرأي العام العالمي والعربي والأقليمي، فأصبحنا كالمجانين نحدث أنفسنا فقط  ونتعامل مع المشكلة على نهج بيانات أحمد سعيد وقت نكسة 1967 التي أكد خلالها أن الأهلي والزمالك سيلعبا مباراتهما القادمة في "تل أبيب"، تمامًا كما ستحيي "أم كلثوم" حفلها الشهري هناك وأن صلاة الجمعة القادمة ستكون أيضًا في تل أبيب، بالرغم من أن العدو الإسرائيلي بات وقتها على حدود قناة السويس،
والخطأ الثاني كان بكل بساطة عدم اثبات كل الإتهامات بدليل أن وسائل الإعلام العالمية في أوربا وأمريكا لم تقتنع بسردقات العزاء التي قدمها الإعلام المصري لدرجة أن  صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أكدت أن المصريين مثل الطفل الذي بكى بعد خسارته مباراة طفولية.
رحم الله محمد لطيف الذي عينه فنان الشعب عادل امام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة وزيرًا للشئون الكروية في الحكومة المصرية، فلو كان له عمرًا وعلق على ماحدث وعلى المعركة الإعلامية الفاشلة  سيصرخ مطالبًا بتغير وخروج السكران فورًا من الملعب الرياضي والإعلامي أيضًا في البلدين قائلاً: "واحد فايق وصلحه".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق