بقلم محبة مترى
الحريــــــــة ....... ما أثمنها من كلمة لايعرف قيمتها الا من فقدها يوما ما وذاق مرارة الأسر والعبودية, كم من شعوب ناضلت لنوالها وكم من ثورات قامت باسمها ,الحريـــــة ..... كلمة غالية عندما يفقدها الانسان فالموت هو أهون له.
وان كنا دائما مانبحث عن حريتنا في الاختيار وفى تقرير المصير وفى تشكيل حياتنا كيفما نشاء..الا ان مفهوم الحرية عند بعضنا قد يكون المعنى المطلق بلا حدود والتى فى سبيلنا لتحقيقها قد نقع فى أسر العديد من الخطايا التى نستعبد لها بدلا من ان نتحرر وذلك تحت مسمى الحرية الشخصية.
ولكن شكرا لله الذي حررنا من سجن الخطية وسجن الدينونة وفك قيودنا على عود الصليب واوصانا ان نعيش بحسب الحق الذى فيه حريتنا ولا يتعارض معها. " انكم ان ثبتم فى كلامى فبالحقيقة تكونون تلاميذى وتعرفون الحق والحق يحرركم" ( يوحنا 8: 31 -32 ).
وقد حذر بولس الرسول المؤمنين من الاستخدام الخاطئ لمفهوم الحرية فتصبح بلا ضوابط بحسب رغبات الجسد وتنحرف عن مفهومها الصحيح " فأنكم انما دعيتم للحرية ايها الاخوة. غير انه لاتصيروا للحرية فرصه للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا. لان الناموس فى كلمة واحدة يكمل تحب قريبك كنفسك" (غلاطية5:13-14 ).
وفى بحثنا عن اشباع رغباتنا الشخصية باسم الحرية كم من خطايا تصرعنا ولا نستطيع منها فكاكا من ذواتنا, كم من خطايا نستهين بها فتسيطر علينا وتصبح بمثابة الأدمان لنا فنصير عبيدا لها ونصير كقول الكتاب "يشربون الأثم كالماء" (ايوب 15 :16), بعقولنا ندرك انها تحزن قلب الله ونرتكبها عن عمد ونستهين بلطفه وطول اناته, ولان قلوبنا بعيده عنه وخاوية فهى تحلو لنا ونتمسك بها ونلتصق بها اكثر واكثر وتصير هى محور حياتنا ومصدر لسعادتنا المزيفة .
أى حرية بعيدة عنك يارب هى سجن مظلم , يكبلنى بقيود الالم , يشدنى بسلاسل الخطية, أشعر فيه بالجوع والعطش والوحدة, بل أتجرع فيه كئوس عذاب الندم والبعد عنك, فأنر بنورك حياتى ...حررنى وفك قيودى التى اوثقتها بنفسى باحكام بارادتى بجهل فعلت, يامن اسرتنى بحبك العجيب....اجعلنى اتنسم نسيم الحرية معك يامن حررتنى على عود الصليب.
سامحنى لاني صنعت آلهة اخرى لنفسى أتعبد فى محرابها طوال اليوم وتركتك انت ينبوع الماء الحى, وحفرت لنفسى آبار مشققة لاتضبط ماء , وجريت وراء ذاتى وشهواتى ...حريتى فيك... يامن قلت " روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق" (اشعياء 61 : 1).
نعم يارب انا اعرف خطيتى ومن اين سقطت ...
...نعم يارب اعلم ان اصدقائى هم اصدقاء سوء لم اكن استغنى عن مجلسهم وحديثهم الذى كان يأسرنى, شكرا يارب لانك حررتنى منهم ويكفينى انك اوفى صديق وفيك مسرتى.
.... نعم يارب اعلم ان هذه العلاقة فى حياتى هى علاقة غير سوية لاترضيك ولاتمجد اسمك وقد تقودنى الى الدمار, لكن شكرا لك لانك قادر ان تحررنى من عبوديتها فقدس كل علاقاتى فيك, كل علاقة انت لست فيها لا اريدها.
... نعم يارب كنت أدمن هذا الشئ أو ذاك ,كنت استمتع به وأفعله فى الخفاء وكأنك لاترانى , كنت اريد ان اهرب منك , ولم اكن اعلم انني انا الأعمى وانت تبصر كل شئ, فشكرا لك لانك فتحت عيونى , فنظرت فاذا هو نفاية ولا شئ يذكر امام محبتك ونعمتك التى لااستحقها.
حطم يارب اليوم كل الأصنام فى حياتى وحررنى ..... لاشئ ثمين عندى سوى حبك ...... فان حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احرارا ...... نعم .... حريتى فيك. |