بقلم: ماجد سمير
سأل "جورج سيدهم" أثناء قيامه بدور "سي حنفي" الفنان الراحل "نجاح الموجي" خلال حوار المسرحية الكوميدية "المتزوجون" قائلاً: بتفهم في السياسة يامزيكا؟!
فرد الموجي "رحمه الله" بعد أن وضع ساق على ساق بتعالي العالم ببواطن الأمور مجيبًا: أنا الشعب، لم يفصل المشهد الوحيد في المسرحية الذي أشار إلى السياسة من بعيد بينها وبين الشعب؛ لأن الشعب دائمًا هو المصدر الوحيد لكل شيء يتعلق بالدولة وهو الأساس في قيامها في كل الدول المتقدمة، وكرامة كل فرد في الشعب من كرامة الوطن نفسه.
سي "حنفي" أو "حففي" كما كانت زوجته في المسرحية تحب أن تناديه عندما تدلل عليه وكان يرد عليها قائلاً: الله يخرب بيت اللي "حففك" عليا، أكمل أسئلته "لمزيكا" قائلاً "إيه رأيك في سياسة الوفاق فرد الموجي بشكل سريع "يابخت من وفق راسين في الحلال"، فقال "حنفي" بشكل ساخر "دي سياسة أمك"، تذكرت المشهد الجميل والحوار الممتع بين نجما الكوميديا بعد تعرض المصريين لإعتداءات في العاصمة السودانية الخرطوم وكذالك أبناء بلدي وأهلي الميقمون في الجزائر.
فالمصري مع الأسف أصبح لا ثقل ولا وزن له ولن يحتاج إلى رجيم أو دايت لأن الخارجية المصرية نجحت بشكل مقنطع النظير في إخفاء مصر عن الأنظار وبات الجميع لا يروها على الساحة طبقًا لخطة "طاقية الإخفاء" التي تتبعها الوزارة منذ سنوات، المتمثلة في إخفاء البلد تمامًا من على الساحة، وباتت الفرص كبيرة لأي دولة حتى لو كانت أصغر من إمبابة مساحة وأقل من بولاق الدكرور في عدد السكان في التغلب على مصر.
وبالإتساق مع تقويم "نجاح الموجي" أو "مزيكا" لسياسة الوفاق إنطلقت خطط الخارجية المصرية توفق راسين في الحلال فالإخوة المتصارعون في السودان تتدخل مصر للوفاق بينهم والأخوة المتنازعون على جبهة "البلدزاريو" في المغرب والجزائر تجلس مصر على "الطبلية معهما وتأكل معهما "عيش وملح " ويرجع أبوك عند أخوك، وأحمد زي الحاج أحمد لأن مصر الشقيقة الكبرى التي تصلح بين الأخوة ومع الوقت باتت الشقيقة "شقيقة ومتولي"، وأصبح كل الأشقاء الصغار يعايرون "كبيرتهم " بفقرها ويصفوا أهلها "بآكلين الفول" تمامًا كالبهائم و"تدمست" العلاقات العربية أكثر.
ورغم أن تطبيق نظام الكفيل على المصري كفيلاً في تغيير سياسة الخارجية وبمثابة جرس إنذار أو نوبة صحيان لرجالها، إلا أنها مستمرة بإستمتاع شديد في أداء دور الخاطبة على الأقل بين حماس وفتح وبقية الفصائل الفلسطينية المتناحرة، ويرفض أي من فتح أو حماس الزواج ولو عرفيًا، ربما لأن الخاطبة لا تعجبهم وإلا لماذا يرفع سكان غزة أعلام الجزائر فرحًا بإنتصارها على مصر، وبالإتفاق بين وزارتي الخارجية ووزارة القوى العاملة يتم توريد المصريين ليعملوا كخادمين وخادمات في دول الخليج وبقية الدول، ليصبح المصري بلا سعر في أي مكان في العالم .
وأهملت الخارجية بشدة دورها الأساسي فتاهت الدبلوماسية المصرية في معظم بلاد العالم وفشل "المنادي" الذي أجره الشعب لكي يبحث عنها مناديًا بصوت عالي وهو واقف بظهره على عربية نصف نقل "بيهاتي" من أعماق قلبه أملاً في الوصول إلي مكان الغائب.
وتعتبر قضية المياه وحصتنا في نهر النيل أهم القضيايا التي يجب أن تهتم بها الخارجية المصرية، فعلاقتنا بدول حوض النيل من أهم الأدوار التي تهتم بها وزارة الخارجية، وربما تكون كلمة "الحوض" التي تسبق دائمًا الدول التي يمر بها نهر النيل سببًا كافيًا لصرف النظر عن المشكلة التي سيتم حلها بشكل بسيط غير معقد وفقًا لوجهة نظر حكومية لا تؤمن أبدًا بمركزية القرار عن طريق التعاقد مع نفس تاجر الأدوات الصحية الذي قام "بتسليك" مسرحية المتزوجون. |