بقلم : فاضل عباس
الذكرى السنوية الثانية والتسعون على تعهد الحكومة البريطانية في رسالة وزير خارجيتها اللورد آرثر بلفور إلى اللورد اليهودي ليونيل روثشايلد في الثاني
من نوفمبر 1917 والمسمى بوعد بلفور أو ‘’وعد من لا يملك لمن لا يستحق “ هذا الوعد الذي أعطته بريطانيا والقاضي بإقامة وطن لليهود في فلسطين على
حساب الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه ووطنه في مقابل دولة بنيت على أساس الأسطورة الدينية في تناقض واضح مع ما تدعيه دولة إسرائيل من
علمانية في الحكم والتفكير والذي لا يمكن القبول به في زمن العولمة والثقافة القومية لكل أمة وهو الأساس الذي بنيت عليه الأمم المتحدة، لذلك فإن حديث
قادة إسرائيل عن المرجعية الدينية وليست الواقعية في قيام إسرائيل هو في الحقيقة صناعة لأسطورة دينية وتصديقها ومطالبة العالم بتصديق ذلك، فالدول لا تقوم على أساس الأسطورة الدينية بل لها شعب وارض له مكونات ثقافية وحضارية راسخة. لقد أشار الكثير من المورخين إلى ماهية الأسطورة وارتباط
الأسطورة الدينية في أذهان الكثيرين بالخرافة أو الحديث الباطل, فالخرافة والأسطورة تعتمد على الخيال، وهذا ما أكد عليه “روبرتسن سميث” في مؤلفه “
محاضرات في ديانة الساميين “. بقوله “ إن الأسطورة ليست تفسيرا لأصل الشعيرة الدينية ،« ولذلك فإن دولة الكيان الإسرائيلي تفقد مقومات الدولة، فلا يمكن الحديث عن قيام دول على أساس الأساطير الدينية ولو قبلنا بذلك فهذا يعني أن كل مجموعة دينية تجاوزها التاريخ ستضع لها أساطير وتطالب بدولة، وتدعي أنها قادمة من السماء. إن حاجة اليهود إلى الأسطورة قد أصبحت ضرورة نتيجة المحن والمشقات التي واجهتهم في حياتهم لذلك فان المؤرخ اليهودي هو هيليل هلكين في كتابه “البحث عن نسل مناشيه” “ أن الكثيرين قبله آمنوا بأن روايات الكتب القديمة حول أسباط إسرائيل كانت مختلقة وكتبت كنوع من إثارة الحنين لدى السامعين “، لذلك فإن هذا الأساس في قيام دولة الكيان الصهيوني هو باطل ولا يتفق مع القوانين الدولية ولا مع الحقائق التاريخية للديانات
السماوية والتي هي واضحة في الديانتين الإسلامية والمسيحية. كما أن ما تقوم به دولة إسرائيل اليوم في العالم لا يوحي بأنها جاءت لتنفيذ فقط الدولة
المزعومة في فلسطين بل هي تسيطر على قرارات عدد من الدول العظمى وهي ترتبط بتنفيذ بروتوكلات آل صهيون التي لها أهداف واسعة اتجاه الهيمنة والاستعمار للدول والشعوب الاخرى، وهي بالتالي لا تشكل غطاء دينيا مزعوما أو تنفيذ أوامر إلهية. ويعتبر موضوع المحرقة اليهودية في زمن هتلر
واحدة من أهم الرويات الإسرائيلية قامت عليها إسرائيل وهي “الهولوكوست HOLOCAUST” التي تعني بالإنجليزية محرقة، والذبيحة التي تحرق تعبداً لله، وقد شكك العديد من العلماء في روايات إسرائيل ولكن لماذا السؤال يرفض اليهود مناقشة هذه المحرقة المزعومة في مؤتمرات دولية ليتضح حقيقة هذه الأسطورة ؟. لذلك فان مصير هذه الدولة الاسرئيلية مرتبط بمصير هذا الدعم لها من الدول الكبرى والضغوط التي تشكل الحاجز الأكبر نحو فضح هذه الأساطير الدينية التي تدعيها إسرائيل والتي أصبح مناقشتها من المحرمات دولياً، ولا يمكن لأي دولة الاستمرار على أساطير مشكوك في صحتها. |