CET 00:00:00 - 20/11/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
لا شك في أن أنباء الاعتداء على المصريين في السودان من قبل الجماهير الجزائرية أمر في غاية الخطورة ويؤكد حالة الاحتقان الموجودة في العالم العربي عامة ودول شمال إفريقيا خاصة تجاه المصريين، وأن هذه الاعتدءات لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم اتخاذ قرارات سريعة وخطوات جادة لإعادة الكرامة للمصريين الذين أصبحوا بلا كرامة في بلادهم أو خارج بلادهم!
المصريون الذين ذهبوا إلى السودان تعرضوا لأبشع عمليات الإرهاب، ولولا فوز المنتخب الجزائري وخروج الجماهير المصرية من الإستاد أولاً حسب ما كان مُتفقًا عليه بخروج الفريق المهزوم مع جماهيره من الإستاد لشهدت الخرطوم مذبحة حقيقية للمصريين، حيث كانت الجماهير الجزائرية مستعدة لانتظار المصريين لساعات طويلة، بعد أن استطاعوا جمع أكبر عدد ممكن من الأسلحة البيضاء، للدرجة التي جعلت السوق السوداء تشهد أزمة بسبب تذاكر المباراة والأسلحة البيضاء لتهافت الجماهير الجزائرية عليها قبل بدء المباراة!
مطلوب على وجه السرعة اتخاذ موقف حازم مع الحكومة الجزائرية، لا يمكن أن تكون بقطع العلاقات أو إعلان الحرب، وإنما لا بد من موقف حاسم يعيد للدولة المصرية هيبتها في المنطقة، فلم يعد من الطبيعي أن تستمر حوادث الاعتداء على المصريين دون مواجهة أو رد فعل مناسب يعيد للمصريين كرامتهم الضائعة، وتعد الحكومة المصرية مُدانة بشكل كبير في هذا الأمر بعد أن ساهمت بسوء تخطيطها والتعامل مع الأزمات قصر رؤيتها في التعامل مع القضايا المفاجئة!
المصريون في الجزائر تعرضوا لعمليات ترويع واعتداءت، ومنهم من استطاع العودة للقاهرة ومنهم من أُحتجز هناك، ورغم محاولات الدبلوماسية للتهدئة إلا أن هذه السياسة لم تؤتي بثمار جيدة بدليل استمرار حالات الاعتداء على المصريين في الجزائر، بل وامتداد الاعتداء إلى خارج الجزائر، وشحن طائرات مدنية وعسكرية تحمل آلاف المشجعين الجزائريين معظمهم دون الـ 18 عامًا، وعدم إنكار هؤلاء بأنهم جاءوا إلى السودان للانتقام من المصريين الذين تسببوا في مقتل جزائريين، ورغم نفي وجود أي حالات قتل لجزائريين إبان مباراة مصر والجزائر بالقاهرة، إلا ان هذا النفي لم يشفع لهؤلاء في الهجوم على المصريين، مستغلين الشحن الإعلامى بالجزائر والتراخى الدبلوماسي الجزائري والمسئولين في الجزائر من نفي هذه الادعاءات، حيث انتظر سفير الجزائر بمصر أكثر من يومان على نفي هذه الأنباء، وتراخي الشرطة الجزائرية عن حماية المصريين وشركاتهم، رغم أن الاستثمارات المصرية في الجزائر لها الصدارة هناك وتحتل المرتبة الأولى عربيًا، ومع ذلك لم يحرك ذلك ساكنًا.
لا نريد أن يمر هذا الحادث مرور الكرام، وإنما لا بد من وقفة حاسمة لمواجهة هذه الأمور، ربما رشق أحد المواطنين أتوبيس لاعبي الجزائر قبل مباراة القاهرة، ولكن هذا حادث فردي وكان الوجود الأمني مكثفًا ولا يتفق تمامًا مع الحملة الشنعاء التي قام بها مسئولي كرة القدم في الجزائر، وما حدث يكشف عن أن الاتحاد المصري لكرة القدم تعرض لضربة موجعة من أقرب أصدقائه، خاصة وأن المنتخب المصري تعرض لمضايقات في الجزائر قبل المباراة التي جمعت بين الفريقين في يونيو الماضي، ولكن سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم فضل صداقته بمسئولي الجزائر على حساب مصر، بينما لم يفضل مسئولي الجزائر أي شيء لصالح بلادهم!
مصر في مرحلة حرجة، وعليها أن تختار، إما أن تظل الأسد العجوز، أو تستعيد قوتها وهيبتها؟!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق