CET 08:08:37 - 19/11/2009

أخبار عالمية

ميدل ايست اونلاين-كتبت:رنا موسوي

 العاصمة اللبنانية تريد التربع مجددا على عرش أسواق السلع الفاخرة بالشرق الأوسط في غضون سنتين. 
 تسعى بيروت الى استعادة موقعها كوجهة رئيسية لشراء السلع الفاخرة في الشرق الأوسط، الذي تمكنت دبي من انتزاعه خلال السنوات الأخيرة، بفتح محلات كبرى مثل "ديور" و"لوي فويتون" أبوابها وعودة "الأسواق العتيقة" بحلة جديدة وعصرية الى العاصمة اللبنانية.

ويقول غيوم بوديسو من شركة رامكو للاستشارات العقارية في بيروت ان "عدد المحلات التي تبيع بضاعة فاخرة يزداد وهي تمتد كما بقعة الزيت".

جنة للتسوقوتفتتح قريبا في وسط العاصمة الاسواق الشعبية العتيقة التي اعادت شركة سوليدير العقارية بناءها بقيمة تجاوزت المئة مليون دولار وبحلة مترفة واكثر حداثة.

وكانت هذه الاسواق مسرحا قبل عشرين عاما لاكثر الجبهات ضراوة في الحرب الأهلية (1975-1990).

وستضم هذه الأسواق الى جانب المتاجر التي تستهدف الشريحة الاوسع من المجتمع، اسماء من بينها ايف سان لوران وكلويه وبوربري وفيفين وستوود. ويضم مشروع الاسواق التي تمتد على مساحة اكثر من 150 الف متر مربع والتي بات في امكان الزوار التجول فيها، 400 متجر، بينها 49 مخصصة لبيع المجوهرات.

وتجاور الاسواق شارعي فوش وألنبي اللذين سيحضنان ايضا اسماء براقة تضاف الى لائحة محبي التسوق.

ويرى بوديسو ان "سوق الترف في لبنان لا بد من ان يمر في وسط بيروت" حيث سبقت الاسواق الجديدة ماركات اخرى معروفة في عالم الموضة مثل ارماني وبرلوتي، ناهيك عن دور الازياء لمصممين لبنانيين عالميين على غرار ايلي صعب وزهير مراد.

ووسط المدينة ليس وجهة للتسوق فحسب، بل انتشرت فيها خلال السنوات الاخيرة ابنية تضم شققا سكنية مطلة على البحر يقدر ثمن الواحدة منها باكثر من مليون دولار، بالاضافة الى فنادق تعد من افخم فنادق لبنان.

ويقول رئيس مجلس ادارة مجموعة "آيشتي" المعروفة طوني سلامه ان "بيروت ستصبح وجهة رئيسية وجنة للتسوق الى ان تستعيد مكانتها في غضون سنتين".

واوضح ان السوق في بيروت ينمو بنسبة 15% سنويا بفضل الزبائن الذين لا يتوانى بعضهم عن انفاق مئتي الف دولار في الموسم الواحد على البضائع الفاخرة.

وبيروت التي كان يطلق عليها لقب "باريس الشرق الاوسط" في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عادت لتفرض نفسها واجهة للسياحة والتسوق في المنطقة منذ التسعينات على الرغم من الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن سنوات الحرب.

واغرق مقتل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005 وما تلاه من هزات امنية وازمات سياسية البلاد في نفق جديد من اللاستقرار، كانت خلالها دبي تنمو بسرعة وتكدس الاستثمارات وتستقطب اسماء عالمية كبرى في عالم الموضة وسوق الكماليات.

الا ان الازمة الاقتصادية العالمية التي ترخي بظلالها على اسواق الخليج قد تساهم في تغيير المعطيات.

وقال سلامة في هذا الصدد "لدينا الان الفرصة لنستعيد المرتبة الاولى، لان دبي عانت كثيرا، وان كانت لا تزال تحتل المرتبة الاولى من حيث حجم الاعمال والقدرة الشرائية".

واضاف ان "الشريحة الكبرى من زبائنها تتالف من اثرياء روسيا الذين كانوا يشكلون ما بين 60 الى 65% من حجم الاعمال، وقد تبخروا حاليا".

لكن بوديسو يرى ان بلوغ بيروت الهدف الذي تسعى اليه يتطلب استقرارا سياسيا لجذب الاستثمارات وخلق سوق قادر على منافسة سوق دبي.

وتتمتع العاصمة اللبنانية بصورة تشكل عنصرا رئيسيا قد يساعدها للفوز في هذه المنافسة.

ويوضح سلامة الذي استثمر زهاء 15 مليون دولار في نحو 15 متجرا جديدا ذلك قائلا ان "عاصمتنا تبقى بالنسبة الى العرب النافذة على اخر صيحات الموضى".

وتصطف المتاجر الفاخرة على جانبي شوارع مخصصة للمشاة، وتتداخل الهندسة الجديدة مع تصميم هندسي عائد الى حقبة الانتداب الفرنسي (1923-1943).

ويعتبر بوديسو ان هذا الطابع "القديم المتجدد هو الذي يضفي سحرا لا نجده في الخليج".

وتقول المواطنة المصرية وفاء العيوطي وهي تغادر احد المحال الفاخرة ان الاسواق "عصرية جدا ولكن فيها شيء من الحميمية في الوقت نفسه".

وتؤكد والدتها التي تحمل عددا من الأكياس المليئة بالملابس "كأننا في باريس!".

اما فدوى الاماراتية فتعتبر ان الأسواق الممتدة في ظل قناطر خشبية هي "نسخة محدثة عن اسواق دبي، ولكن اجمل".

الا ان بريق المتاجر الفخمة لم يطغ على الحنين الى الماضي لدى من عهدوا اسواق بيروت العتيقة. وقالت رندا ابي رجيلي بمزيج من الحزن والاعجاب، "هذه ليست الاسواق الشعبية التي طبعت طفولتي".

واضافت "حافظوا على اسماء الشوارع لكنني لم اجد طريقي فيها. اشعر انني في اوروبا لا في بيروت".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع