CET 09:04:47 - 17/11/2009

مساحة رأي

بقلم: د. صبري فوزي جوهرة
عجيب هو امرهم وعميقة هي كراهيتهم للأقباط، يقتلون أبنائنا ويؤسلمون قاصراتنا بالعشرات, يفسدون عقول صغارنا بتشكيكهم في عقيدتهم بحجة التعليم بصرف النظر عن قيمة ما يدعون تقديمه من العلم لهم ولغيرهم من ابناء المصريين الذين سيحملون مسؤلية ادارة شئون الوطن في المستقبل القريب لا تتعدى قيمته القمامة. ينفون عنا حقنا في الوظائف العامة ويميزون ضد النابغين من ابنائنا. يحرقون دور عبادتنا ويلهثون ورائنا "ليضبطونا بنصلى". ترعبهم صلاتنا لانها تدعو الى السلام والمحبة ويعتدون على قبور موتانا وحرمات اديرتنا, يغارون من ثبات زيجاتنا وتماسك اسرنا, يسعون الى احقر الوسائل لدق الاسافين بين شعبنا القبطى وكنيسته وزعامتها, يستأجرون الخونة ممن يدعون القبطية لتدعيم اركان الاضطهاد والتفرقة ضدنا. يدعون تساوينا معهم في الحقوق بينما تتخلى حكومتهم عن واجبها في حمايتنا من العدوان بغير مبرر. يتشدقون "بعدالة" قضاء يستعدى شريعة تنفي عنا الحق في الحياة عند الحسم في شكاوانا. ولكن آخر ما استحدثوا من عدوان علينا هو القول باننا, نحن اقباط مصر, لسنا باحفاد بناة الحضارة والاهرام, بل اننا شتات من شراذم "الاسرائيليين" والرومان والفرنجة ولم يذكروا لنا او للعالم اين ذهبت سلالة االفراعنة الحقيقية وكيف اندثرت تماما ان كان هذا هو ما آل اليه مصيرها!
هذا الادعاء الشاذ هو ما اتى به كاتب يدعى "محمود خليل" يقال انه احد كتاب "جريدة الاحرار المصرية المعارضة" على حد وصفه لها ويقال انها لسان حال حزب جديد من احزاب مصر الورقية. واليكم بعض العجب العجاب الذى جاء به الصحفي الملهم في صدد تعقيب على حديث صحفي سابق لصحيفة اخرى ادلى به نيافة انبا بسنتى اسقف حلوان والمعصرة. قال لا فض فاه:
"وهكذا يحاول الأنبا (بسنتى الاضافة لى) أن يثبت أن المسيحيين فراعنة ويستخدم كلمة "بل" للتدليل على أن المسلمين "أيضا" فراعنة, وهو بهذا يتراجع عن ما كان يتردد في السابق أن المسيحيين أقباط ويقصرون هذا اللفظ على أنفسهم لإثبات أنهم أصل سكان مصر, والوريثون الوحيدون لحضارة الفراعنة وأن المسلمين مجرد غزاة من العرب. ويحاول التأكيد على أصول المسلمين المصريين بأنهم كانوا مسيحيين بالاستشهاد بما قاله محافظ بورسعيد, الذى لم يخطئ". (انتهى)

ويستطرد فيقول:
"لم تعرف مصر باسم المملكة الفرعونية على سبيل المثال بل عرفت باسم مصر كما جاء في القرآن والعهدين القديم والجديد, أما الشعب فلم يعرف تاريخيا بهذا الاسم, فلم يكن يقال مثلا الشعب الفرعونى, بل كان يطلق عليه مسمى, المصريون, وتم ترجمة الإسم الى اليونانية القديمة إلى ايجيبت أو ايجيبتوس – اى المصريين, أو سكان مصر – أما الرومان فلقد اطلقوا على المصريين اسم القبط, إذن فأهل مصر هم الأقباط أو القبط سواء المسيحى أو اليهودى أو الوثنى, فكلهم مصريون, أقباط".(انتهى)

أعترف الكاتب الهمام بان "الرومان" (و ليس الاغريق) قد اطلقوا على المصريين اسم القبط (افتكروا الكلام ده لانه حيغيره بعد كام سطر). ثم هل سمع عالم او جاهل بحاجة اسمها "الشعب الفرعونى"؟ هل يعلم المجهل المبجل ان كلمة "فرعون" تعنى "البيت العظيم" هل بستطيع ان يعى الان لماذا لم يسمى المصريون بالشعب الفرعونى؟ هو احنا يا مولانا سعودية نتسمى باسم قطاع طرق؟ تفتقت العبقرية عن اكتشاف جديد هو ان "الرومان" هم الذين اطلقوا على ابناء مصر لفظة "الاقباط", ويستطرد العالم العلامه والحبر الفهامة "العبقرة" بفتوى لم يسمع عن اصولها بشر او جن من قبل, حتى هو بجلالة قدره لا يعرف لها أصول كمااعترف هو, مؤكدا ان مسيحيي مصر هم الذين اختاروا لانفسهم بان يدعوا "اقباطا" كده من الباب للطاق علشان كانوا عارفين ان المسلمين سيغزون بلادهم, وسموا نفسهم اقباط عاشان يغيظوا المسلمين لما ييجوا! اما عن شرحه الوافي لمعنى لفظ "ايجيبتوس" فقد فسره فضيلته بالمصريين (انظر اعلاه) بينما يعلم من يعلم منا انه جاء تحرفا اغريقيا (و ليس رومانيا) لعبارة "هى كا بتاح" اى وقف روح بتاح (اى وقف معبده) الذى كان يطلق اولا على منطقة المعبد حول منف, عاصمة مصر القديمة, ثم عمم ليصبح دالا على ارض مصر باكملها. المهم, لست بصدد تعليم هذا المجهل المؤثر بهرائه على جموع الاميين من المصريين الذين قد يقعوا فريسة لتعصبه وما يكتب. دعنا نستمر... يقول البيه المسكف (مثقف بلغة شويكار):
إن لفظة قبط أو أقباط كلمة أصلها يعود الى اللغة اليونانية وهو Alguptos ، أو "أي ـ جيبتوس " بمعنى سكان مصر , أو دار الفراعنة ولأسباب غير معلومة تنازل المسيحيون عن الاسم الذي ورد في القرآن الكريم والعهد القديم والجديد، وهو مصر، وتمسكوا بالمسمى اليونانى؟! لماذا ؟؟ لا ندرى؟ (انتهى)

لا يا مولانا. نحن ندرى. انت بس اللى مش دريان! ويقفذ ارسطو العصر بمنطق ما يعلم بيه الا الشيطان الى اسنتاج انه بناء على ادعاء مسيحيي مصر بانهم اقباط يبقى حتى مسيحيو اليابان اقباط كمان! جاب منين هذا التسلسل المنطقى؟ الشيطان وحده هو الذى يعلم. خد عندك: يقول الصحفي الفذ:
"إذن فلفظة الأقباط ليست مسمى قاصرا على المسيحيين المصريين.. وإلا لكان مسيحيى العالم كله من أمريكا الى اليابان من الأقباط!! .. وهذا بالطبع ليس صحيحا.. إذن لماذا يطلق المسيحيون على أنفسهم لفظ الأقباط ؟.. ولماذا يحتكر المسيحيون في مصر لفظة الأقباط, على الرغم أن أهل مصر كلهم أقباط, سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود؟.. ولماذا ظهر هذا المصطلح أو هذا المسمى حديثا؟ إذن فالمسيحيون ليسوا أصحاب هذه البلاد وليسوا ورثة الفراعنة, بل هى كذبة من أكاذيبهم التى صدقوها وعاشوا عليها ويتاجرون بها, فهم في الحقيقة إما سلالة من الرومان أو إسرائيليين أو فرس أو بطالمة يونانيون , ولقد ثبت من الحفريات الأثرية, والفحوصات التشريحية أن جماجم الكثير من مسيحيى مصر , تشبه إلى حد كبير جماجم الإسرائيلين التى وجدت في بلاد الشام والأراضى المقدسة في فلسطين , وفي رسومهم التى رسموها للمسيح وأمه عليهما السلام نجد تشابها كبيرا بينهما وبين مسيحييى مصر , فالراجح أنهم إسرائيليون ورومان وليسوا أقباطا - أى ليسوا مصريين"

وبعد ان اكد ان ان "لفظة الاقباط ليست قاصرة على المسيحيين المصريين (و هذا يعنى منطقيا انها تحتويهم) يرجع في كلامه زى ال.... ويقول: إذن فالمسيحيون ليسوا أصحاب هذه البلاد وليسوا ورثة الفراعنة!
ثم يستطرد مؤكدا:
"هكذا يتضح أن المسيحيين في مصر ليسوا من أبناء مصر وليسوا أقباطا , بل مهاجرين من الشام , وأصلهم يهود من بنى إسرائيل, ولكنهم آمنوا بدعوة عيسى عليه السلام وتعاليمه, وكان عدد هؤلاء في الغالب عشرات , بينما كان المصريون "الأقباط" حينئذ قد تخطوا المليون نسمة, وكان منهم اليهود ومنهم الوثنيين". (انتهى)

مش قلتلكم حيلخبط في الكلام وينفي ما سبق له وقال؟ فجأة اصبح المسيحيون في مصر ليسوا اقباطا وليسوا من ابنائها بل مهجرين من الشام واصلهم يهود كمان! كده بقدرة قادر! ومين اللى هجر الشوام واليهود لمصر ولماذا؟ بس علشان يبقوا مسيحيين ويدعوا انهم اقباط علشان كانوا عارفين ان المسلمين سيغزون مصر بعد سبعة قرون من الزمان ويبقوا يعايروهم بانهم هم فقط الاقباط اصحاب البلد؟ ثم ماذا حدث لابناء الفراعنة الاصليين في هذا السيناريو الامعقول؟ هل ابتلعتهم الارض ولا هاجروا لبلاد الشام زى ما الشوام هاجروا لبلدهم؟ ده كلام ناس عاقلين؟ لكن نعمل ايه؟ ما دام الموضوع سيما في سيما لازم نسمع كلام المخرج (بصرف النظر عما يخرجه) لانه هو المخرج وعايز كده!
اما عن قصة الجماجم فمن الغريب ان يتجرأ انسان يعتز باصله العربى واسلامه ويتناسى ان اجداده الكرام في الجزيره كانوا قد قهروا يهودها وادخلوهم في دين الله الحنيف بالذوق طبعا واصبح اليهود مسلمون كما انهم سبوا نساء من لم ينصاع للاسلام منهم وتكاثروا معهن كملكات يمين فان كان هناك "عرق يهودى" فهو ليس في القبط يا مولانا. دور على البطحة اللى في نافوخك! ولو انه يا ريت كنت طلعت زى اجدادك اليهود وليس العرب الذين استحقوا احتقار العالم عن حق لاسباب قد مللنا من تكرارها.

لم يكتفي هذا الشخص بما جاء اعلاه من "فانتازيات وخيالات" بل تعداها الى خرافات غريبة مثل الادعاء بان الرئيس الامريكى تيودور روزفلت قد القى خطابا في الجامعة المصرية عام 1910 (اى بعد اعلان قيامها بسنتين) اغضب فيه الشعب المصرى! أى والله هذا ما قاله كاتبنا المفضال الى جانب الخرافات الاخرى مع ان عمر ما جل تيودور روزفلت عتبت الجامعة المصرية ولا حتى مصر!

يقال ان هذا الكاتب غريب الاطوار هو سكرتير تحرير جريدة حزبه! فبئس الحزب الذى لم يجد بين اعضائه او خارجهم من يفسد عقول الاميين من المصريين وما اكثرهم حتى بين من دخلوا المدارس والجامعات وخرجوا منها بشهادات تسد عين الشمس. اما العقلاءو المثقفين فليس بينهم من يعير مثل هذا الاسهال اى انتباه. ان هذا الشخص قد ادعى العلم وزور التاريخ واسقط المنطق واهان ابناء مصر الاقباط بعدوانه القبيح على اصلهم والمسلمين بمحاولته الاستخفاف بعقولهم وتدليك مشاعر التعصب بين العنصريين منهم. ناهيك عما فعله بتاريخ مصر. ولكن ماذا يضيره ان اهان الجميع؟ هناك مخرج عايز منه سيناريو معين, وهذا ما تفتقت عنه عبقريته. ادعاء العلم وتشويه الحقائق وشذوذ المنطق واحتواء هذا الكم من الكراهية لابناء الفراعنة الاصلاء والحقد عليهم! وبعد كدة فاكرين ان مصر حتنفع؟ أرجو ان يخلف الله ظنونى.

و ربما تغلبت في يوم ما على ترددى في التعامل مع مثل هذا الهراء وتعريف هذا المجهل بمن هم الاقباط تماما في مقال آخر ان استطعت التغلب على غممان النفس الشديد الذى تسببه هذا المخلوق لنا.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق