أكد الخبراء أن الحديث عن قيام وزارة الداخلية بتكليف من الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين باعتقال عدد من السياسيين والإعلاميين المعارضين لنظام الإخوان، ما هو إلا إفلاس وغباء سياسى، يؤكد أن النظام الحالى يختلف كثيراً عن نظام مبارك، وأنه يتبع نفس أسلوبه فى التعامل مع المعارضين، وأن القيام بهذه الحملة سيشعل الشارع أكثر مما هو عليه.
وكان ائتلاف «ضباط لكن شرفاء»، قد أعلن تلقيه معلومات مؤكدة عن حملة اعتقالات لشباب من حركة تمرد، وإعلاميين، فى مقدمتهم يسرى فودة ووائل الإبراشى وإبراهيم عيسى ويوسف الحسينى وأمانى الخياط وغيرهم.
وأشار الائتلاف الى أن هذه الحملة تهدف الى توريط صغار الضباط والأمناء،وأفراد الشرطة فى مزيد من الاحتقان بين الشعب وجهاز الشرطة.
وكشف الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس الشعب السابق أن النظام أصبح يعانى أزمة ويريد استبقاء الأحداث والتظاهرات العارمة التى ستخرج يوم «30 يونية»، لذلك قام بتقديم مذكرة أمس الأول لجهاز الأمن الوطنى تضم أيضاً أسماء الإعلاميين عمرو أديب ولميس الحديدى، وعادل حمودة وقيادات عدد من الصحف الحزبية والمستقلة وعدد من رموز جبهة الإنقاذ وحركة تمرد، وطلب النظام من جهاز الأمن الوطنى معلومات وعناوين من ورد ذكرهم فى القائمة الا أن قيادات فى الجهاز رفضت ذلك، فطلب الرئيس «مرسى» من الحرس الجمهورى القيام بهذه المهمة، لكن قيادات الحرس الجمهورى رفضت الانصياع لهذه المهمة.
وأكد «بكرى» أن هنك مخاوف الآن من أن يمنح الرئيس «مرسى» سلطة الضبطية القضائية لميليشيات الإخوان لتنفيذ هذه المهمة، وهو ما سينتج عنه إراقة الكثير من الدماء.
وأشار الى أن «مرسى» يريد إحراق مصر كما أحرق «نيرون» روما، مؤكداً ان الأمر لن يقتصر على اعتقال رموز المعارضة، إنما قد يمتد لفرض حالة الطوارئ، واصدار قانون السلطة القضائية لإبعاد «3500» قاض.
وقال إن المخطط لتنفيذ هذه المهمة، أن تتم عقب خطاب «مرسى» وأكد ان الأمل معقود على القوات المسلحة لوضع خطة لحماية البلاد من حالة الفوضى التى يسعى الرئيس وجماعته لإحداثها.
من ناحية أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن قائمة الأسماء لا تضم الدكتور محمد البرادعى أو حمدين صباحى أو عمرو موسى خوفاً من رد الفعل الشعبى والدولى فى حالة القبض على أحد هؤلاء فى حين طالت التهديدات عدداً كبيراً من السياسيين ومقرات الأحزاب والصحف الحزبية والمستقلة، فى مقدمتها حزب وجريدة الوفد.
وأكد الخبراء أن قيام النظام بهذه الحملة فى الوقت الراهن سيزيد من احتقان الشارع، ولكنهم لم يستبعدوا قيام نظام الإخوان بهذه الخطوة، لما يتسم به هذا النظام من غباء وإفلاس سياسى.
وقال الدكتور عبدالله المغازى، أستاذ القانون الدستورى المتحدث باسم حزب الوفد، إن اتجاه نظام الدكتور «مرسى» لاعتقال المعارضين كان واضحاً منذ يوم الجمعة الماضى، حينما طالب صفوت حجازى وبعض قيادات التيار الإسلامى الرئيس مرسى فى مليونية رابعة العدوية، بأن يضرب بيد من حديد، وأن يظهر للمعارضين «العين الحمرا»، فكان هذا مؤشراً على ما ينتوى النظام القيام به.
وأضاف «المغازى» أنه لو قام النظام بالفعل بهذه الحملة، فسيكون دليلاً على الإفلاس السياسى، وصورة للوجه الآخر والقبيح للنظام السابق، الذى لم يستطع الوقوف أمام الكلمة وكان يلجأ للاعتقالات، وهكذا سيفعل الإخوان.
وأشار الى أن هذا النظام لم يعد يجدى مع الشعب المصرى الذى عرف طريق الحرية.
ولو اعتقل «الإخوان» السياسيين فسيخرج من أبناء الشعب آلاف المناضلين الذين سيزيحون هذا النظام الفاشى الفاسد الذى يعانى من قلة الخبرة وانعدام الكفاءة فى كافة المجالات.
ووصف «المغازى» القيام بمثل هذه الحملة بأنه محاولات بائسة وإفلاس سياسى سيشعل الشارع المصرى غضباً، كما سيشعل الموقف السياسى دولياً ضد ممارسات هذا النظام الفاشل.
وقال الدكتور حازم عبدالعظيم، القيادى بجبهة الانقاذ إن مجرد التفكير فى مثل هذه الخطوة إنما يعد غباءاً من هذا النظام الذى يؤكد فى كل المواجهات أنه لا يمتلك فكراً لمواجهة التحديات، ولا أستبعد قيامهم بهذه الحملة ولكنهم لو فعلوا فستزداد الثورة ضدهم أكثر.
مشيراً الى ان هذا النظام لو كان يمتلك قدراً من الزكاء لوافق على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال «90» يوماً، وبذلك يلقى بالكرة فى ملعب الشعب والمعارضة بدلاً من اللجوء للأساليب القمعية التى ستزيد حالة الاحتقان ضدهم.
ورغم أن الدكتور مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق استبعد قيام النظام بهذه الحملة لأنه نظام أضعف من القيام باعتقال رموز المعارضة، الا انه أكد ان هذا لو حدث فسينتهى هذا النظام الى الأبد، لأن الشعب المصرى لن يعود للخلف، ولن يرضى بنظام يعتمد على أسلوب الاعتقالات وكتم أصوات المعارضة.
وأضاف النجار أن الشرطة نفسها لن تقوم بتنفيذ هذه الحملة حفاظاً على ما تبقى من علاقتها بالشعب.
وأشار المهندس ماجد سامى، الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية الى ان هذه الحملة ما هى الا وسيلة لتخويف المواطنين لمنعهم من النزول يوم «30 يونية» فهذه الحملة حلقة من سلسلة التهديدات الإخوانية مرة بالدم والعنف ومرة بالاعتقالات، وهذا لن يرهب المواطنين، فحتى لو تم اعتقال السياسيين والإعلاميين فلن يرهب هذا المواطنين الذين أصبحوا قادة الحملة ضد الرئيس ونظامه وبذلك فعليهم القبض على الشعب المصرى كله. |