بقلم: سحر غريب
شعر أنه متثبت وكأن شوية حرامية طلعوا عليه ثبتوه وأخدوا اللي معاه وغصبوه أنه يشكرهم في الآخر كمان، هكذا شعر "عبد العال الجوال" عندما كان يسير بسيارته على طريق المريوطية والذي كان منذ زمن قصير جدًا شارع إتجاهين وتحول بقدرة قادر إلى شارع إتجاه واحد، إتجاه اللي يروح ما يرجعش، والمصيبة إن اللوحة الإرشادية المكتوب عليها ممنوع الدخول موجودة، عشان يبقى المرور عمل اللي عليه ونبه المواطنين، ولكنها موجودة خلف شجرة وفوق الأرض بنص متر وغير واضحة بالمرة، أما ظابط المرور وعساكره الأجلاء فكانوا لابدين في الشارع من الداخل حتى يطمئنوا أن عجلات السيارات قد دخلت الخية ووقعت في الفخ المنصوب على المواطن لجمع غلة مُخالفات مُحترمة.
دخل عبد العال الخية بحسن نية وكما الشاطر وقع واستوقفه ضابط المرور مخالفة سير في عكس الإتجاه وعقوبتها ألف ومائتين جنيه كحد أدنى وسحب الرخص مع الحبس أربعة أيام -فُسحة مدفوعة الأجر من سيادة القانون-، فلفص عبد العال وقال للضابط: النائب العام لغى الحبس يا حضرة الباشا المُحترم، وحضرة الباشا المُحترم نفى قرار النائب العام ورفع في وش أخينا عبد العال كارت الحبس وهدده بيه، عشان بعد كدة لو قاله يا عبد العال ادفع هايدفع عبد العال، مش أحسن ما يبقي رد سجون وفي وشه بشلة كبيرة عميقة أو على أقل تقدير ضربة مطواة من سجين زميل كان بيسلك سنانه بيها وحب يسلك بيها أسنان زمايله السجناء رأفة بحالهم، خاف عبد العال فهو بين الخلايق راجل مُحترم!
طلب عبد العال وصل يثبت به أن الرخص أتسحبت منه في المرور، رفض الظابط أعطائه وصل وتركه محتار حاول يطالب بالوصل أكثر من مرة، حتى قال الظابط وصل أيه اللي أنت جاي تقول عليه، أنت عارف قبلة معنى الوصل أيه؟ دا أحنا مفروض نسحب العربية بالسواق امشي أحسن لك يا مواطن مالكش دية عندنا.
شكر عبد العال السيد الباشا المُحترم وفوض أمره لله وانطلق ودفع الألف ومائتين جنيه تاني يوم ورجليه فوق رقبته هايعمل أيه يعني؟
مين يقول إن الغرامة المالية للقتل الخطأ يصل حدها الأدنى إلى 600 جنيه وغرامة الدخول في شارع عكس الإتجاه غرامتها حدها الأدنى 1200 جنيه؟ يعني لو دخلت شارع وكان قدامك حلين يا إما تخبط واحد ماشي في الشارع أو ترجع بضهرك أنصحك تخبط الراجل أحسن لأنه أرخص في عُرف الحكومة.
أما عن عبد العال فقد أخذ يلعن اليوم الذي تطلع فيه لامتلاك سيارة، وأخذ يردد بينه وبين نفسه وعلى الملأ: يا ريتك يا عبد العال ما غزيت ولا أشتريت أربع عجلات يلموك، كان ماله التوك توك يا عبد العال مش كان أكرملك أنت والعيال؟ |