الأقباط متحدون - تأملات كنسية
أخر تحديث ٠٨:٥٨ | الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١٦ | ٢١برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩١٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تأملات كنسية

جُمْعَةُ خِتَامِ الصَّوْمِ (نهاية يعقُبها بداية)

يوم جمعة ختام الصوم الكبير... هو آخر يوم في رحلة الصوم؛ ليبدأ بعد ذلك أسبوع الآلام الفصحية؛ ابتداءًا من سبت لعازر، وتتركز عبادة اليوم حول افتقاد الملك ووعده بخلاص البشرية؛ ومجازاته لأبرار شعبه ودينونته للأشرار؛ حسب تدابيره الأزلية؛ عندما تأتي الأيام الأخيرة وأزمنة الشر الصعبة التي تتبعها الدينونة؛ والتي سيتم فيها قضاء الاستقامة وفقًا لثمر وعمل كل أحد. .. المزيد

السُّلَّمُ إِلىَ الَّلهِ

كتب القديس يوحنا الدَّرَجى "السُّلَّمي" والمسمى "كليماكوس" كتابه السلم السمائي، أو السلم إلى الله، والموصوف بأنه "كتاب الألواح الروحية" لبنيان المسيحيين الجدد، وفقًا للدرجات وللنظرة الروحية التفاؤلية برجاء الارتقاء نحو المصاعد، بوعي وحس سليم فى روحانية فضائل متمركزة حول الله. .. المزيد

صِنَاعَةُ التَّوْبَةِ

ما دمنا نُخطئ كل يوم؛ إذنْ فلنتُبْ كل يوم ونجدد أنفسنا بالتوبة. فمراحم الله نحونا لا نهائية وتفوق كل تعبير. التوبة علاجها ليس له حدود؛ وخطايانا الكثيرة يقابلها مراحم لا تُعدّ ولا تُحصىَ… خطايانا المتكررة لن تستعصى إزاء صلاح الله اللانهائي؛ إنها تتلاشى أمام رأفاته التي لا تفرغ؛ هي تقودنا لكي نتبرر. وما لا نستطيع عمله؛ الله يستطيع بقدرته وبدم صليبه أن يكمله. .. المزيد

أَحَدُ التَّنَاصِيرِ

هناك ارتباط شديد في الكنيسة الأولى بين عيد القيامة وطقس المعمودية، لذا جعلت من الصوم الكبير ومن الفترة الليتورجية السابقة لعيد القيامة فترة تهيئة وإعداد للموعوظين المقبلين على التناصير.. باعتبار أن الأربعين المقدسة فترة إعادة اكتشاف مجددة لنعمة المعمودية بالنسبة (للمعمَدين)؛ وفترة إعداد وتهيئة ملائمة للمقبلين الجدُد (الموعوظين(؛ لتكون نعمة المعمودية ونذرها غير غائبة عن حياتنا كسلوك ودعوة عليا؛ مستمرة في تغذية التقوى والحياة؛ سواء للموعوظين أو للمؤمنين المعمدين؛ على اعتبار أن المعمودية (سر فصحي) يعني العبو .. المزيد

فُقَرَاؤُنَا

التفتَ البابا شنودة الثالث في إحدَى محاضرته الأسبوعية إلى الآباء المطارنة والأساقفة وكل رُتب الإكليروس٬ من أجل وَضع الفقراء والمحتاجين في أول اهتمامات وأولويات خدمة الرعاية... ومن أسابيع مضت قال قداسته قولاً عجبًا في رده على محتاج ذهب إلى كنيسة ما يطلب حاجاته٬ لكنهم ردوه فارغًا بحجة: (أنه ليس تابعًا لهم جغرافيًا) فكان رد البابا البطريرك على هذا الشاكي قائلاً: (أخشى أن ربنا في اليوم الأخير يقول لنا أنتم مش تبعي٬ لستُ أعرفكم). .. المزيد

حَيْثِيَّاتُ الحُكْمِ الأَخِيرِ

مسيحنا مختفٍ في هذا العالم ضمن أشخاص "إخوته الأصاغر" الذين نسب نفسه إليهم ، ونسبهم إلى نفسه ، وهم المهملون الذين أعوزهم الملجأ واللقمة والضرورات ... لذلك وضع لأجلهم لائحة تحدد فئاتهم من معوزين وعريانين ومرضى ومتألمين ومسجونين ومتغربين ... أولئك الذين أُغلقت أمامهم أبواب كثيرة ، لكنه فتح أمامهم باب ملكوته ونسبهم إليه ، وأوصى وأمر كنيسته أن تضعهم في أُولىَ اهتماماتها. .. المزيد

للّهِ مُحَاكَمَةٌ

يقول الروح : (أنا عارف أعمالك أن لك إسمًا؛ إنك حي وأنت ميت)، لا يزال هذا التحذير قائم؛ لأن كلمة الله لا تسقط ولا تزول أبدًا.. فللرب محاكمة مع سكان الأرض؛ لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض، لعنٌ وكذبٌ وسرقة وفسق؛ ودماء تلحق دماء... .. المزيد

حِوَارُ مَرِيضِ بَيْتِ حَسْدَا (المُخَلّع)

جاء الطبيب السماوي الفريد دون أن يطلبه الوحيد المفلوج؛ ليسأله إن كان يريد البرء؟! إلتقى به عند بيت حسدا ذات الأروقة الخمسة؛ إشارة إلى كتب موسى الخمسة (الناموس) الذي يفضح الخطية. وقد عجزت الذراع البشرية عن شفاء هذا المفلوج عند البركة لمدة ٣٨ عامًا... لكن المسيح وهبه الشفاء في بيت حسدا التي تعني (بيت الرحمة)... صعد الحكمة يسوع مخلصنا إلى أورشليم، .. المزيد

الاعْتِدَاءُ الهَمَجِيُّ عَلَىَ الكَاتِدْرَائِيّةِ

اتبع الحكم الإسلامي في مصر منذ بدايته سياسة الشحن الطائفي المستمر، ودأب في كل مناسبة على الربط بين أي معارضة لفشله وبين المسيحيين، ومع كون المعارضة ليست ذات صبغة دينية؛ إلا أنه يلعب بورقة الطائفية التي تحرقنا بخبثها منذ زمن طويل.. وأحيانًا توصف أنها حوادث فردية أو وقتية أو فتن عرضية؛ بينما هي في حقيقتها اعتداءات ممنهجة وتطهير عرقي وتركيع واستقواء عددي يبدأ بالتكفير والاستباحة والازدراء وحرق الأناجيل وهدم الحَجَر وخطف البشر؛ وينتهي بإعلان الجهاد وتلفيق الاتهامات واستدعاء الأنصار ونصب الغزوات والفتوحات؛ وسط .. المزيد

عِيدُ البِشَارَةِ المَجِيد

عظيمة هي كرامة عيد البشارة؛ بكر الأعياد السبعة الإلهية؛ الذي فيه كانت جُملة الأشياء التي الله مزمع أن يكملها بالتجسد العجيب وسر التدبير.. أحيانًا كثيرة لا يلتفت الناس لهذا العيد مثل بقية الأعياد؛ لكونه يقع في صوم الأربعين المقدسة؛ إذ يظنون أن كرامة الأعياد بالمأكل والمشرب؛ بينما هذا العيد هو رأس الأعياد كلها وبدايتها، بالبشرى المفرحة في ملء الزمان عندما أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة؛ مولودًا تحت الناموس؛ لننال التبني. .. المزيد

عِبَادَةُ الصَّوْمِ الكَبِيرِ الليِتُورْچِيَّة

وضعت (أمّنا) الكنيسة عبادة خاصة للصوم الكبير؛ كي تغذي نفوسنا بالطعام الإلهي (الكلمة)؛ فتثبت قلوبنا بالنعمة لا بالأطعمة التي لم ينتفع بها الذين يستعملونها... نحفظ صومنا فصحيًا كما يليق، ونستقبل الآلام المقدسة؛ ونعيِّد للقيامة المجيدة، عندما يتحول الزمن العالمي إلى زمن ليتورچي كنسي؛ زمن خلاص مقدس؛ بعبادة نسكية مُفعمة بالعمق اللاهوتي؛ وبها نصطبغ بالتوبة كمعمودية ثانية... ننمو كموعوظين ومؤمنين؛ حتى لا يفوتنا القطار المتجه بنا إلى البصخة وفرح القيامة. .. المزيد

الأَمَانَةُ الأُرْثُوذُكْسِيَّةُ

الإيمان الحي هو هبة الخلاص ؛ لأن الإيمان الحقيقي ليس مجرد إلتصاق فكرﻱ ببعض الحقائق (الإيمانية) ، فالعقيدة السليمة هي نعمة عظيمة ، استلمناها بالدم والعرق والمعرفة . وستبقى عقيمة بلا ثمر ؛ ما لم تُترجم الصيغ المحفوظة التي نقر بها ، وتتحول إلى حقائق تلمس حياة الإنسان، يتسلمها بالروح القدس ليعيشها حية وفعالة ومعاشة كل حين . .. المزيد

حِوَارُ السَّامِرِيَّةِ

كان حوار المسيح مع السامرية اختبارًا لأحضان الله المفتوحة مع كل إنسان؛ اختبار للقاء مع كل أحد مهما كان أصله وجنسه وسيرته؛ اختبار البحث عن الخروف الضال والدرهم المفقود .. المزيد

رَبِيعُ الصَّوْمِ الرُّوحِيِّ

في رحلة الصوم الكبير ندخل إلى السر العجيب الذﻱ يقف أمامه السمائيون والأرضيون في دهشة... سر أسبوع الآلام الفصحية والقيامة؛ عندما تُستعلن ذراع الرب الطوباوية الممدودة على عود الصليب؛ والتي بسطها ليحتضن كنيسته؛ وليجمعها ويوحِّدها ويضمها في عش أبيه "مَن صدّق خبرنا ولمَن استُعلنت ذراع الرب" (إش ٥٣ : ١). حيث يُستعلن خلاص الرب في كنيسته التي هي نحن؛ ويعطينا ذراعه ويقودنا على جبل التجربة وسط برية هذا العالم؛ فاتحًا يديه كي يُشبعنا بكلمته الحية التي تخرج من فمه؛ والتي تُستعلن وتنفتح أمامنا كسرّ حياة وعودة إلى الفر .. المزيد

رُجُوعٌ إلىَ بَيْتِ الآبِ

تضع الكنيسة إنجيل الابن الضال ضمن عبادة الصوم الكبير؛ لأن الصوم دعوة ومنهج للاقتداء بالمسيح مخلصنا كي نتبعه ونأخذ حياته لنا، حتى ننجو ونظفر ونُخرس خصمنا بالصوم والصلاة... لذلك صار تدبير الصوم قانونًا جماعيًا لكل أعضاء جسد الكنيسة... علي مثال المسيح الرأس. ففِعل الصوم فعل إلهي ومُلزم في الاقتداء به، نتعلمه من السيد الرب كباكورة وكسابق من أجلنا، لأنه صار مثلنا لكي نصير نحن مثله...... نسير وراءه ونكون له تلاميذ مؤمنين بالأعمال التي عملها؛ نعملها من أجل اسمه لنثبت معه في تجاربه كي يُثبِّت هو لنا ملكوتًا؛ فنسي .. المزيد