الأقباط متحدون - تأملات كنسية
أخر تحديث ٠١:٠٩ | الاثنين ١٨ ابريل ٢٠١٦ | ١٠برمودة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٠٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تأملات كنسية

رَبِيعُ الصَّوْمِ الرُّوحِيِّ

في رحلة الصوم الكبير ندخل إلى السر العجيب الذﻱ يقف أمامه السمائيون والأرضيون في دهشة... سر أسبوع الآلام الفصحية والقيامة؛ عندما تُستعلن ذراع الرب الطوباوية الممدودة على عود الصليب؛ والتي بسطها ليحتضن كنيسته؛ وليجمعها ويوحِّدها ويضمها في عش أبيه "مَن صدّق خبرنا ولمَن استُعلنت ذراع الرب" (إش ٥٣ : ١). حيث يُستعلن خلاص الرب في كنيسته التي هي نحن؛ ويعطينا ذراعه ويقودنا على جبل التجربة وسط برية هذا العالم؛ فاتحًا يديه كي يُشبعنا بكلمته الحية التي تخرج من فمه؛ والتي تُستعلن وتنفتح أمامنا كسرّ حياة وعودة إلى الفر .. المزيد

رُجُوعٌ إلىَ بَيْتِ الآبِ

تضع الكنيسة إنجيل الابن الضال ضمن عبادة الصوم الكبير؛ لأن الصوم دعوة ومنهج للاقتداء بالمسيح مخلصنا كي نتبعه ونأخذ حياته لنا، حتى ننجو ونظفر ونُخرس خصمنا بالصوم والصلاة... لذلك صار تدبير الصوم قانونًا جماعيًا لكل أعضاء جسد الكنيسة... علي مثال المسيح الرأس. ففِعل الصوم فعل إلهي ومُلزم في الاقتداء به، نتعلمه من السيد الرب كباكورة وكسابق من أجلنا، لأنه صار مثلنا لكي نصير نحن مثله...... نسير وراءه ونكون له تلاميذ مؤمنين بالأعمال التي عملها؛ نعملها من أجل اسمه لنثبت معه في تجاربه كي يُثبِّت هو لنا ملكوتًا؛ فنسي .. المزيد

إِعَادَةُ بِنَاءِ الفِكْرِ (رُؤيَةٌ مَسِيحِيَّةٌ)

عالَم اليوم في أمَسّ الحاجة إلى تنوير وإصلاح وترقية إنسانية؛ وسط أخبار واقع مُتَرَدٍّ يكتظ بالتشوهات العدمية والدموية الوحشية.. واقع يلزمه ضرورة إعادة بناء الفكر المنتِج للمعنى والجمال والخير والقيم المعالجة للازمات الأيديولوجية المزمنة؛ التي تمر بها الإنسانية بصورة غير مسبوقة؛ أفرزت تصاعد شقاء وتشريد وتدمير للبلاد والعباد . .. المزيد

حِوَارٌ عَلَىَ جَبَلِ التَّجْرُبَة

كم من مرة جعتُ وكان جسدي يريد أن يأكل؛ لكنني امتنعتُ عن تناول الطعام كي أستحق الطوبىَ بالجلوس على مائدة السمائن الروحية... عطش جسدي الذي جُبل من طين الأرض وترابها، ورغبتُ أن أشرب الماء؛ لكنني صمتُ حتى أرتوي من ندى النعمة والرحمة... ناظرًا إلى صومك عني ولأجلي لأنك لم تكن محتاجًا لأن تصوم، فقلتُ كم أنا المحتاج للصوم حتى تتصور أنت فيَّ وتشكِّلني على شكلك الخاص. .. المزيد

الأُمَّهَاتُ الرُّوحِيَّاتُ وعِيدُ الأُمِّ

على الأمهات الروحيات يطلق لقب "أمهات" مثل لقب الأبوة الروحية. وذلك على اللواتي لديهن قامة روحية تسمح بممارسة القيادة والأمومة. ومن بينهن تُختار الأم الرئيسة Amma تماف Tamau حيث يجمع الروح معًا المولودين منه، في شركة قانون الجهاد الروحي والشهادة للمسيح، بمعيار السيرة المستقيمة والوصايا الإلهية وزينة الروح الوديع الهادئ؛ الذي هو قدام الله كثير الثمن (١بط٣:٣ ). .. المزيد

عَلاَمَةٌ تُقَاوَمُ

إنها علامة الصليب التي كل من يؤمن بها لا يَخِيب ولا يَخزَى، بينما يقاومها من لا يؤمن، إنها (آية) و (علامة) الصليب واسطة خلاص العالم، التي تتعرض للمقاومة لأنه إن لم يتعرض الحق للمقاومة بين الناس فلن يتزكى، وبها ينكشف نور الخلاص لشهادة علنية بقوة نعمة المصلوب، الذﻱ يُعين ضعفنا كي نسير ونحيَا حاملين علامتنا بلوغًا إلى مجد القيامة الأبدية. .. المزيد

بِهَذَا نَغْلِبُ

الصليب علامة المصلوب، ولا صليب من دون المصلوب، وبعلامة الصليب نغلب. نوره عظيم... شعاعه غلب شعاع الشمس وحجبها... خشبته العتيدة تقدست وتشرفت بتعليق جسد المخلص عليها. علامة الصليب عالية في جَلَد السماء، وهي علامة الغلبة والخلاص، وقد صُلب عليه مخلصنا كي يخلص جبلتنا. .. المزيد

كُنُوزُ الرِّحْلَةِ الصِّيَامِيّةِ

الرحلة الصيامية في الأربعين المقدسة هي سياحة ورحلة لزهر ربيع التوبة؛ نعمل فيها بالصوم والصلاة.. فهي رحلة (عمل)؛ عمل بهما إيليا فرفعه الله إلى السماء. عمل بهما دانيال فخلص من جُب الأسود. عمل بهما موسى فأخذ الناموس والوصايا المكتوبة بأصبع الله. عمل بهما أهل نينوى فرحمهم الله وغفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم. عمل بهما الرسل والصديقون ولُبّاس الصليب.. هي رحلة (عمل) ورحلة (فعل) الصوم. .. المزيد

اسْتِعْدَادُ الصَّوْمِ

يأتي استعداد الصوم كمحطة للرفاع ، لرفع الاهتمام باستعداد لدخول ميدان طلب بر الملكوت ، وهو استعداد حربي على ( جبل تجربة الحياة) نرفع فيه حياتنا بجملتها لنعيش حياة البر الحقيقي الذي ينحصر في طاعة الوصية الإلهية ، حيث أن الله مخفي في وصاياه ، وتبعيته تأتي مع ( الكنيسة) ضمن جيش الصوامين المجندين له من دون ارتباك ، ليحيوا فيما تجندوا له من غير انقسام ؛ رغم كل الظروف ، وهو ما تم التعبير عنه بإعلان " احترزوا من أن تصنعوا " أعمال التقوى الحقة من (صوم وصلاة وصدقة) ، طلبًا للمجد الفارغ والشهرة والنجومية ، لأن عبادت .. المزيد

وُجُوهٌ مِنْ نُورٍ فِي تَارِيخِ كَنِيسَتِنَا (تنيحوا هذا الشهر(

في شهر مارس من كل عام تحتفي الكنيسة بوجوه نورانية للقديس البابا كيرلس السادس والبابا المعلم الأنبا شنودة الثالث ، والمتنيح طيب الذكر القمص بيشوﻱ كامل ، ورجل الله القمص ميخائيل ابراهيم ، وانضم معهم القمص فلتاؤس السرياني لابس الاسكيم والقمص بيشوﻱ بطرس ملاك الطريق الصحراوﻱ . .. المزيد

الشَّهِيدُ بُولِيكَارْبُوسُ أُسْقُفُ سمِيرْنَا "أزمير"

وُلد حوالي سنه ٧٠ م ، وبوليكاربوس يعني (الكثير الثمار)... سامه القديس يوحنا الحبيب قبل نفيه إلى بطمس أسقفًا على سميرنا (رؤ ٢ : ٨) التي هي أزمير . وهو من الذين عاينوا رسل المسيح وتعلم على أيدﻱ التلاميذ الأطهار. لذلك هو أحد الآباء الرسوليين... اشتهر بتقواه ووقاره وسيرته العطرة ؛ ودفاعه عن الإيمان ضد الهرطقات ، وقد رُوﻱ عنه أنه لما رأى القديس أغناطيوس الأنطاكي مقيدًا في سلاسل قيوده ، انحنى وقبلها بفمه. .. المزيد

الصَّوْمُ الكَبِيرُ (رؤية آبائية)

الصوم المسيحي لا يقف عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه نحو الحواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للتطلُّع ناحية الله بعيدًا عن مجاذبات المادة والتراب. .. المزيد

أَبُونَا بِيشُوي بُطْرُس كَاهِنُ العَلِيّ

تمنطقت وتقدمت لخدمه غسل أرجل الجميع ، وأكملت الطاعة لمشيئة إلهك ، ولما كَمَلت أيام خدمتك رجعت إلى بيتك الأبدي ... ألبسوك ثياب التقديس التي لن تخلعها عنك فيما بعد . تسربلت بها وهي ذات الثياب التي أرتديتها كل يوم في قداسك اليومي الذي ما بارحت خدمته على مدى سني كهنوتك ، مرافقًا للمذبح وملازمًا الذبيحة الإلهيه اليومية، وكيلاً وشفيعًا وخادمًا للأقداس ، فكنت بخوره تحترق وتفوح عطرا وشمعه تحترق لتذوب وتنير ، وقربانه ذبيحة مطحونه ومسحوقه مقدمه كصعيده حية ناطقة علي المذبح المقدس السمائي. .. المزيد

ذِكرى نياحة البابا كيرلس السادس ( 45 )

قديسان من عصرنا؛ عرفنا تفاصيل حياتهما؛ بل وهناك مَن عاش معهما؛ وجمع منهجيًا معلومات وأقوالاً عنهما. ففي حياتهما وبعد رُقادهما ظهرت أعمال ومنجزات وعجائب وظهورات هي علامات للقديسين؛ لأنهما كانا موهوبيْن بالنعمة الإلهية عامليْن بها، وفي النهاية لا يستطيع أحد أن يمنع الصوت الإلهي.. فقد حازا ثقة الشعب وحبه كصدى لليقين السماوي.. .. المزيد

ضِدَّ كَهَنُوتِ المَرْأَة

مجدُ الأرثوذكسية وبهاؤها في تقليدها الحي وأصالتها المستمَدة من الكتاب المقدس بنصه الصريح والواضح؛ مشروحًا بالآباء ومُعاشًا في القديسين. وكل ما لم نستلمه بحسب الوديعة الصالحة هو إبتداع؛ لأن قطعية الثبوت بالدلائل لا تقبل التأويل ولا تنقل التخم القديم والترتيب الذي وضعه وعاشه الأولون... فكنيستنا كتابية سرائرية آبائية ليتورچية نُسكية... وهي لم تبدأ بنا، وهي ليست حديثة العهد؛ لكنها شجرة رسولية متجذرة في تقليد عريق وممتدّ لكنيسة الروح القدس الحق؛ لا إلى كنيسة النفسانيين. .. المزيد