مرحب بهم تارة ومضطهدون أخرى، شركاء فى الوطن أحياناً ومثيرو للفتن مرات، ينأى القائمون على مصالح العباد من تهنئتهم بالعيد، ويغازلهم آخرون أوقات الانتخابات والمواقف السياسية الصعبة، قبل أيام هددهم عاصم عبدالماجد القيادى بالجماعة الإسلامية «لا تضحوا بأبنائكم» بالمخالفة لوصية الرسول محمد فى الحديث الشريف «أوصيكم بأقباط مصر خيراً»، فيما كانت دعوات أخرى تطالبهم بالحفاظ على استقرار البلاد، ليبدو الأمر وكأن سيرة «الأقباط» لها مواسم «سياسية».
«اتعودنا على كده مع كل نظام» يعلق بها رامز مجدى -شاب قبطى- مشيراً إلى استغلال الأقباط سياسياً «لما يعوزونا فى مصلحتهم يقول لك دول شركاء الوطن ولما نكون ضدهم زى تمرد يقول لك دول أقلية وبتوع فتن»، يؤكد الشاب العشرينى أن دعوات بعض السياسيين من المؤيدين للنظام غرضها التقليل من نسبة الموجودين أمام قصر الاتحادية، قبل أن يشير إلى أن الأمر لن يتوقف على الأقباط فحسب، معتبراً أن الغضب الشعبى بشكل عام فى قمته.
لم تكن سيرة الأقباط هى الوحيدة التى تتصاعد أوقات الانتخابات والاستفتاءات، فشريكه فى الخطاب «الأزهر» أطلت سيرته قبل أيام حين ناشد بعض المنتمين لجماعة الإخوان بالامتثال لـ«وثيقة الأزهر» التى تدعو إلى نبذ العنف.
«نوع من المغازلة السياسية» حسب د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية يصف بها حديث الإخوان الآن عن الأزهر، مشيراً إلى أن أى نظام مغضوب عليه شعبياً لا يجد بديلاً فى أزماته إلا 3 طرق، أولها الرضوخ بترك الحكم أو بالمبادرات الشكلية «على طريقة دعوة الكنيسة والأزهر وقوى المعارضة للمشاركة فى طرح رؤى رغم إهماله لها منذ فترة، وأخيراً من خلال القمع وهو ما يؤكد «صادق» أن النظام بصدد استخدامه فى مظاهرات 30 يونيو، قبل أن يوضح أن أدوات القمع المؤسسية «الشرطة» بعيدة عن سيطرة النظام، لذا فيتم استخدام قمع آخر باللفظ والوعيد، ويضيف «صادق» أن فكرة استغلال بعض فئات المجتمع خلال مواسم بعينها طريقة متبعة لكل الأنظمة الضعيفة، مرات بالمغازلة وأخرى بالتلويح بالقمع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com