بقلم: حسين البربرى
كيف تدعى ان الانجيل ليس محرفا؟..بهذا السؤال الاستنكارى اتهمنى عددا ليس بالقليل من المتشددين بعدالبحث الذى نشرتة وحمل عنوان(من الكتاب والسنة..الانجيل ليس محرفا)وقد وصل البعض الى اتهامى بالخروج عن الاسلام لمجرد دفاعى عن فكرة عدم تحريف الانجيل وكأننى ارتكبت احد الكبائر .ولايعلم هؤلاء اننى كصحفى ليبرالى احاول الوصول الى الحقيقة لا اهتم بما يقال من سخافات والا قد سلم الائمة الاربعة من السنتهم وسيوفيهم
ومن هذا اجد نفسى اكمل مابدأتة من نفى ادعاء ان الانجيل محرف حتى وان وصل الامر الى الصدام الفعلى.
فقد اعجبنى قبل سابق الفكر الذي قدمة الكاتب شوكت مقري، الحائز على شهادة الدكتوراة في العلوم الدينية من جامعة السوربون ومدير العلاقات بين الأديان لمؤسسة الرؤية العالمية (World Vision). يشرح مقري في كتابه الصغير نظرة مسيحية إلى الإسلام أن معظم المسلمين والمسلمات يؤمنون بالتحريف اللفظي أي اختلاف النصوص الموجودة حاليا عن النصوص الأصلية للكتاب المقدس، ولكن بعضهم يؤمن بالتحريف المعنوي (الرازي، الغزالي، الخ). ويؤكد الفريق الثاني أن المسيحيين واليهود لم يعدّلوا أو يبدلوا كلمة الله ولكنهم فسروا النص بطريقة خاطئة. ويقدم الكاتب لمروّجي التحريف اللفظي اربعة أدلة على مصداقية الكتاب المقدس. وهي الأدلة القرآنية واللاهوتية والعلمية والمنطقية. وإليكم موجزها مع بعض التعليقات التي وجدت من المناسب أن أضيفها.
1. قرآنيا: يوصي القرآن بالكتاب المقدس. فهناك العديد من النصوص القرآنية التي تشهد بصدق النصوص الكتابية (البقرة 2: 41، 89، 91، 97، 101؛ آل عمران 3: 3، 81). وبالرغم من عدم قبول المسيحية أن القرآن هو كتاب سماوي، لا ضير من تأكيد كل ما هو صحيح في القرآن.
2. لاهوتيا: يؤمن المسلمون والمسلمات أنه "لا مُبدّل لكلمات الله" (الأنعام 6: 34). فتحريف الكتاب المقدس يصور الله وكأنه ضعيف لا يستطيع أن يحمي كلمته من الأيدي العابثة. أو قد يصوره كأنه مخادع إذ أنه يدعي أنه سيحمي شريعته فلن يسقط منها حرف أو نقطة (مت 5: 18)، وفي ذات الوقت يسمح بالعبث بكلمته المقدسة بالرغم من قدرته العظيمة.
3. علميا: يوجد بين أيدينا العديد من المخطوطات التي يعود تاريخها إلى ما قبل الفترة الإسلامية وقبل كتابة القرآن. فهناك مخطوطة سيناء ومخطوطة الفاتيكان ومخطوطات قمران. ولا تختلف هذه المخطوطات عقائديا أو فكريا عن المخطوطات التي نجدها بعد كتابة القرآن. فمثلا، تؤكد مخطوطات العهد الجديد التي خُطت قبل الإسلام والتي نُسخت بعد الإسلام أن المسيح مات وصُلب وقام في اليوم الثالث.
4. منطقيا: يتعارض ادعاء التحريف اللفظي مع المنطق السليم. فمتى حرف الناس الكتاب المقدس؟ هل حرفوه قبل مجيء الإسلام. وإذا كان محرفا قبل مجيء الإسلام فلماذا يشهد القرآن بصدق النصوص الكتابية. وإذا كان التحريف بعد الإسلام فلماذا لم يحفظ لنا المسلمون نسخة من الكتب غير المحرفة خاصة أنهم يؤمنون بها ويقبلونها كوحي سماوي؟ أيضا، من حرف الكتب المقدسة؟ هل هم اليهود أم المسيحيون أم آخرون؟ وهل يعقل أن يتم تحريفٌ كهذا دون أية إشارة في التاريخ ودون صراع بين الفئات اليهودية والمسيحية؟ فلقد امتلأت كتب التاريخ من صراعات المسيحيين حول قضايا اقل شأنا. أضف إلى ذلك، لقد انتشر الكتاب المقدس في مساحات جغرافية كبيرة وتُرجم إلى اللاتينية والآرامية والسريانية والقبطية والأرمنية والعديد من اللغات الأخرى. فهل يُعقل تحريف كل هذه المخطوطات في كل المناطق الجغرافية دون أي اثر أو خلاف او صراع؟
في ضوء ما سبق، يبدو أنه من الأفضل للاخوة المتشددين ومن يسيرون على فلكهم أن يتخلوا عن فكرة التحريف النصي. وربما سيكون من الأفضل أن يوافقوا مع بعض المسلمين امثال محمد عبده الذي يؤكد أن إدعاء التحريف النصي للكتاب المقدس مستحيل مفضلا التحريف المعنوي. وربما آن الأوان أن يتحدث المسلمون والمسيحيون عن التفسير الصحيح للكتاب المقدس بدلا من رفض النصوص المقدسة. وهكذا نفحص اختلافاتنا دون أي انتقاص لمصداقية نصوص الكتاب المقدس. أخيرا، ارجو من كل من يقرأ هذا المقال الصغير أن يكون مستعدا أن يجيب عن التساؤلات المتعلقة بالكتاب المقدس. فربما نستطيع أن نطبع هذا المقال ونقرأه على بعض من المسلمين والمسلمات ممن ينساقوا وراء الفتاوى الضالة ونناقش النقاط المختلفة بجدية. ولنؤكد ان الاسلام وسماحتة لا يلغى الاخر ولا يكفرة
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com