كشفت تقارير طبية رسمية، أن عينات الدم التى تم أخذها من طلاب جامعة الأزهر، الذين أصيبوا داخل المدنية الجامعية، لم ترصد أى حالات تسمم غذائى، بينما قال مصدر مسئول بجامعة الأزهر، إن "التقارير الطبية تعزز فرضية افتعال أزمة سياسية داخل المؤسسة الدينية الأولى فى العالم الإسلامى للإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر من منصبه".
وأكد المصدر، الذى رفض ذكر اسمه لحساسية موقعه فى الجامعة، أن عدداً كبيراً من الطلاب يدعون إصابتهم بالتسمم.
وقال المصدر، الذى يشغل منصباً قياديًا بجامعة الأزهر، إنه "يتناول وجبة الغداء بشكل متكرر مع الطلاب داخل المدينة الجامعية"، كاشفًا عن "أن التقارير المبدئية لعينات دم الطلاب كلها تؤكد عدم حدوث حالات تسمم.
وأضاف الدكتور خالد الخطيب مدير مركز التسمم بجامعة عين شمس، أن عينة الدم التى تم أخذها من الطلاب المصابين تبين من فحصها وتحليلها خلوها من أى مواد مسممة أو ملوثة، وأكد تقرير رسمى من مستشفى الحسين الجامعى عدم إصابة الطلاب بالتسمم.
فى ذات السياق، قال الدكتور أحمد عياد نائب مدير المستشفى، إنهم لم يرصدوا أى حالات تسمم بين الطلبة الذين استقبلهم المستشفى للعلاج، حيث تم أخذ عينات من الحالات وتم تحليلها ولم تثبت فى أى منها الإصابة بالتسمم، وقال: "لو كانت هناك حالات تسمم بين الطلاب لما تماثلت للشفاء بهذه السرعة، حيث إن التسمم يستغرق وقتاً فى العلاج".
وفى محاولة لتجنب تكرار أزمة التسمم، أوصت اللجنة المشكلة من جانب الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، لبحث أوضاع المدن الجامعية لطلاب الأزهر، بإسناد ملف التغذية كاملاً بتلك المدن للقوات المسلحة بصفة عاجلة فى الفترة المتبقية من العام الدراسى الحالى، واعتبار ذلك واجباً وطنياً ملحاً.
وفى سياق موازٍ، أصدر الدكتور أحمد الطيب قراراً مفاجئاً بنقل الدكتور محمد جميعة مدير الإعلام بمشيخة الأزهر من منصبه، بصفته المتحدث باسم الأزهر الشريف، فيما نفى "جميعة" وجود أسباب لاستبعاده من منصبه، مؤكداً أن المشيخة رأت أن تستفيد من خبراته فى منصب مدير عام بالشئون الفنية.
وقال مصدر مسئول فى المشيخة، إن "مدير الإعلام تسبب فى أزمات كثيرة للمشيخة عن طريق إرسال بيانات الأزهر فى عدد من المرات تحتوى على معان مغايرة للواقع، مما أحدث حالة من اللغط فى وسائل الإعلام والصحف"، ولم يستبعد المصدر أن يكون سبب عزل "جميعة" هو صيغة بيان المجلس الأعلى للأزهر فى واقعة التسمم الأولى لطلاب المدينة الجامعية، فى مطلع إبريل الماضى، وما أعقبه من بيانات متتالية متضاربة عن وضع الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة القانونى الذى تمت إقالته من منصبه.
وتابع المصدر: "المتحدث الإعلامى للأزهر سبق وأن وضع الأزهر فى موقف محرج خلال زيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد للأزهر مطلع فبراير الماضي، حيث أرسل بيانًا لوسائل الإعلام، أثناء لقاء الدكتور الطيب والرئيس نجاد، ولم ينتظر انتهاء المؤتمر الصحفي، مما وضع جميع الصحفيين فى حرج"، مضيفًا أن إدارة الإعلام بالأزهر تسببت فى لغط أيضا بشأن بيان هيئة كبار العلماء حول انتخاب المفتى الجديد، حيث أرسلت بيانا لوسائل الإعلام ذكرت فيه أن الهيئة اختارت ثلاثة مرشحين سيتم رفعها للرئيس محمد مرسى ليختار واحدا، وما حدث عكس ذلك، حيث تم انتخاب واحد من ثلاثة ورفع اسمه للرئيس لاعتماده.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com