وزير الدفاع المصرى يرفض الحديث عن ميزانية الجيش وينفى «الأخونة» ويؤكد: سيادة مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه
قالت مصادر عسكرية لـ«الوطن» إن الأمن فى سيناء، والأوضاع السياسية فى مصر، والمعونة العسكرية الأمريكية تصدرت قائمة الملفات التى بحثها الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى مع نظيره الأمريكى، تشاك هيجل، خلال زيارة الأخير لمصر والتى تكتسب أهمية خاصة باعتبارها الأولى لهيجل منذ توليه مهام منصبه كوزير دفاع.
وأضافت المصادر أن وزير الدفاع الأمريكى أكد، خلال اللقاء الذى حضره عدد من قيادات القوات المسلحة منهم الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة إضافة إلى السفيرة الأمريكية لدى القاهرة آن باترسون، أن وزارة الدفاع الأمريكية تكن كل الاحترام والتقدير للمؤسسة العسكرية المصرية، وأنه أعرب عن قلقه العميق مما يحدث فى سيناء، ونقل للجانب المصرى مخاوف المسئولين الإسرائيليين مما يحدث فى سيناء، من انتشار عناصر متطرفة وجهادية تمتلك أسلحة ثقيلة وتهدد أمن إسرائيل، وأنه جدد العرض الأمريكى بمساعدة مصر فى تطهير سيناء، وناقش إمكانية نشر قوات دولية فى سيناء بهدف السيطرة على العناصر المتطرفة والجهادية هناك.
وأشارت المصادر إلى أن السيسى أكد رفض القوات المسلحة نشر قوات دولية فى سيناء، وقال: «لن نسمح بوجود قوات غير مصرية فى سيناء فهى أرض مصرية ذات سيادة، ويجب عدم تضخيم الأوضاع فى سيناء لأن القوات المسلحة سبق أن رفضت أى مساعدة فى حماية الحدود المصرية، لأننا لا نسمح بتدخل فى الشأن المصرى»، وأضاف أن الجيش قادر على تطهير سيناء من العناصر المتطرفة التى تهدد الأمن القومى، وأن مصر تحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل ولن تسمح بتهديد دول الجوار بما فيها إسرائيل، وأن سيادة وأمن مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأكد أن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد، وتعمل على رفع الكفاءة القتالية وتطور الأداء باستمرار.
وتابعت المصادر: أعرب وزير الدفاع الأمريكى عن قلقه من الأوضاع السياسية فى مصر، وطالب بتوضيح وجهة نظر المؤسسة العسكرية فى الاحتقان السياسى الذى تشهده مصر، وإن السيسى أوضح موقف المؤسسة العسكرية قائلاً: «إن عقيدة القوات المسلحة المصرية هى الانحياز للشعب، ولم ولن تختلف، وتحترم مؤسسات الدولة، ولا دخل لها بالصراعات السياسية، وتتابع تداعيات الموقف كمؤسسة عسكرية من شأنها الحفاظ على ممتلكات الشعب وسيادة مصر والانحياز دائماً للشعب وليس لطرف دون آخر». وأكد أن المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية تعمل دون إملاءات من أحد وتعمل بتجرد تام وحيادية تامة لصالح هذا الوطن والشعب، وأنها لن تسمح بتدهور الأوضاع الداخلية بما يضر بمصلحة مصر أو يهدد الأمن القومى المصرى.
وأضافت المصادر أن وزير الدفاع الأمريكى أعرب خلال اللقاء عن قلقه من محاولات أخونة القوات المسلحة، من خلال وجود عناصر متشددة ومتطرفة داخل الجيش، وهو ما نفاه السيسى، مشيراً إلى أن القوات المسلحة لديها قواعد ثابتة تتمثل فى أن الولاء والانتماء للوطن والشعب، وأكد أنه لن يسمح بوجود عناصر متطرفة داخل القوات المسلحة.
وزير الدفاع الأمريكى: لا نية لقطع المعونة.. ونعمل على دعم العلاقات بالجيش المصرى
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تطرق إلى تسريبات تقرير تقصى الحقائق التى نشرتها جريدة الجارديان بشأن تورط الجيش فى قتل المصريين، وأن السيسى وصف هذه التسريبات بمحاولات تقويض الجيش المصرى داخلياً وتشويه صورته خارجياً.
وتابعت المصادر: «السيسى رفض الإجابة عن سؤال هيجل بشأن ميزانية القوات المسلحة والمشاريع الاقتصادية التى تنفذها، واكتفى بالقول إن ميزانية الجيش ستظل غير معلنة».
وتابعت المصادر: السيسى أكد لنظيره الأمريكى ضرورة دعم العلاقات العسكرية بين البلدين ووصف تهديد القوات المسلحة بالمعونة العسكرية بالأمر غير المجدى باعتبار العلاقات العسكرية بين البلدين أكبر من الحديث عن ذلك، وأن الجيش المصرى لا يعتمد على المعونة العسكرية الأمريكية فقط، وأكد هيجل عدم وجود نية لقطع المعونة العسكرية الأمريكية عن الجيش المصرى وأن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على دعم وزيادة العلاقات بالمؤسسة العسكرية المصرية، وزيادة المعونة من طائرات ودبابات وتدريب الجنود والضباط وذلك لمكافحة الإرهاب والتطرف وكل ذلك من خلال برامج تدريبية لمكافحة الإرهاب.
وطالب السيسى وزير الدفاع الأمريكى بإنهاء كل صفقات الأسلحة والمعدات المتأخرة ودعم العلاقات العسكرية بين البلدين بما يخدم مصلحة البلدين.
وأوضحت المصادر أن اللقاء تطرق لمناقشة الأحداث فى الشرق الأوسط كالقضية الفلسطينية، وملف إيران النووى، وتأثير الثورات العربية على التحول الديمقراطى، وأن وزير الدفاع الأمريكى أكد ضرورة دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com