مفيد فوزى للدكتور.. مجدى يعقوب: قلب مصر يحتاج دعامات وصممات «الزعل» قاتل القلوب

| 2013-04-03 10:05:03

طويلة كمسلة، قوى البنيان كمصارع، متواضع كالعشب، وديع كالحمام، طيب كالأهل، مصرى كالقدماء، فياض كالبحر، حنون كأم. اسمه: د. مجدى يعقوب، وفى بريطانيا يطلقون عليه السير مجدى يعقوب، لأنه يحمل هذا اللقب بأمر الملكة «تقديراً لخدماته وعلمه من أجل القلوب».

زرته صباح يوم فى فندق كبير يطل على النيل من أعلى بقعة فيه، هكذا طلب من مساعدته المصرية زينة، قريبة الشبه من أميرة القلوب ديانا، التى كان يحترمها د. مجدى يعقوب، كان قادماً من لندن فى طريقه إلى أسوان، المدينة التى اختارها مقراً لجهوده وإسهاماته العلمية، بعيداً عن صخب القاهرة ومتاعبها المرورية، ولا إشارة مطلقاً لشىء اسمه «مدينة مجدى يعقوب».

دخلت غرفته الفسيحة - كدوار العمدة - وكان يتناول إفطاره المفضل سندوتشات فول وطعمية من محل نعمة بالعجوزة تحت شقة نجيب محفوظ، وقد اعتاد شقيقه سامى يعقوب أن يأتى له بهذا الإفطار بناءً على رغبته فيشعر بأنه فى مصر، المصريون يفطرون فول وطعمية و«يحبسون» بكوب شاى ليبتون ناعم، وهكذا فعل مجدى يعقوب.

لجيل لا يعرف مجدى يعقوب:

١- هو السير مجدى حبيب يعقوب، بروفيسير مصرى - بريطانى، ولد فى ١٦ نوفمبر عام ١٩٣٥ ببلبيس شرقية، أصوله قبطية أرثوذكسية من أسيوط فى صعيد مصر.

٢- هو جراح القلب الأشهر فى العالم الذى اهتم بجراحات نقل القلب، وقام بعملية نقل قلب لمريض «دريك موريس» الذى أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى مات فى يوليو ٢٠٠٥.

٣- يطلق عليه الإعلام الإنجليزى «ملك القلوب».

٤- هاجمته بعض الأقلام - بمنتهى التخلف - فى بداية الثورة، لأن الرئيس السابق مبارك احتفى به فى حفل أنيق بمقر رئاسة الجمهورية كـ«مصرى له سمعة عالمية».

الكوسة المصرية

ذكرته بمعلومة قالها لى مجدى يعقوب عن «الكوسة» كخضار مهم، فإذا به يقول بالطبع كل الخضروات تفيد الإنسان، ولكن دعنى كطبيب قلب أركز على الكوسة والكرنب لهما - وهذا ثبت علمياً - بالملاحظة فاعلية حقيقية على القلب، والكوسة المصرية بالذات هايلة، وأستغرب الناس مابتكلهاش كتير له؟: قلت: هل يعانى ناس مصر من أمية غذائية؟ قال مجدى يعقوب «ماتورطنيش مع أهلنا».

قلت: الناس تستسهل «الوجبات السريعة»، قال: هذه أكبر مصيبة وليس غريباً أن يصاب شباب صغير السن بأمراض مختلفة، منها الإصابة بالقلب، قلت: هل مريض القلب هو تفاعل بين الوراثة والبيئة؟ قال: بالضبط، لأن الوراثة هى جينات تتحكم فى أمراض القلب، والبيئة لها تأثير كبير على الجينات وعلى القلب نفسه، نحن فى العلم نستطيع أن نتحكم فى الجينات بأساليب معينة، لكن الشىء المتاح ما أمكن ذلك هو تغيير البيئة، قلت: لماذا تقول «نحن فى العام» أليس لك أبحاث حول الموضوع ذاته؟ قال: فى الطب لا تملك أن تقول «أنا» لى أبحاث، لأننا نعمل كأطباء وباحثين، مجموعات ونتبادل الخبرات، ونأخذ وقتنا ونجرب حتى نخرج بنتائج، قلت: هل نوع الحياة والضغوط التى نعيشها له تأثير على قلوبنا؟ قال: فى العالم الآن أبحاث تكشف لنا أن «الزعل» يكلف الإنسان حياته. قلت: هل «الزعل» كما وصفته يؤثر على القلب؟ قال: يؤثر مباشرة على القلب والشرايين، قلت: وكيف يهرب الإنسان من «الزعل»؟ قال: معنديش وصفة سحرية، لكن المسألة تعتمد على الشخص، هناك من يقاوم الزعل وهناك من يغرق فيه، قلت: ولكن قلوب المصريين موجوعة يا دكتور، قال: أنا مش عايش هنا لكى أحكم، ولكن ما أعرفه أن أمراض القلوب فى مصر كثيرة، منها التشوهات الخلقية، ونوع الحياة والضغوط عوامل مؤثرة على القلب، قلت: ربما كانت الحياة فى مصر - الآن - لا تسر، قال: أنت تتكلم فى السياسة وأنا أتكلم فى الطب، قلت: هل قلوب المصريين مفصولة عن السياسة؟ قال: طبعاً تتأثر بالسياسة، ويقولون «من يفهم لا يحزن» قلت: فهمت ما تقصد.

عضلة القلب

١- القلب عضو عضلى مجوف يدفع الدم بما يشبه عمل المضخة إلى سائر أعضاء الجسم لتزويدها بالأكسجين القادم من الرئتين.

٢- لا ينحصر دور القلب على نقل الدم، إنما يحمل مواد غذائية وافية للجسم إلى كل خلية لتقوم بوظيفتها.

٣- كمية الدم التى يضخها القلب فى الحالة الطبيعية حوالى ٥ لترات فى الدقيقة، ويمكن أن تزيد إلى ثلاثة أضعاف عند القيام بتمارين رياضية، وهذا سبب تزايد عدد ضربات القلب.

٤- عضلة القلب تحتاج إلى ٧٪ من الأكسجين الذى يحمله الدم لإنتاج طاقة الضخ، وأى نقص فى كمية الأكسجين الواردة إليها يؤدى إلى ألم.. يعرف بالذبحة الصدرية.

٥- وزن القلب يبلغ ٥٪ من وزن جسم الإنسان، أى حوالى ٣٥٠ جراماً لشخص يزن ٧٠ كيلو جراماً.

تصلب الشرايين وراثى

سألت مجدى يعقوب: هل بالضرورة الأب الذى مات بالقلب ابنه يحصد نفس الشىء.. المصريون يفكرون بهذه الطريقة؟ قال: مرض تصلب الشرايين فى القلب وراثى، إنما يمكن التحكم فيه. الوراثة تزيد من فرصة الموت بتصلب الشرايين، ولكن التدخين يزيد النسبة والدهون تضاعف المسألة. هناك عوامل تزيد من هذا المصير، ولكن ليس حتمياً أن يموت ابن لأن أباه مات بالقلب، ما أقصده لكى «يطمن المصريين» أن تصلب الشرايين يورث للأبناء، لكن الإساءة للحياة بالتدخين والدهون تضاعف من نسبة الإصابة، قلت: ما نسبه مرضى القلب فى مصر؟ قال: نسبتها تفوق المعدلات العالمية، خصوصاً «هبوط القلب». قلت: هل صحيح ما يقال عن محاولات تخليق صمامات قلب من الخلايا الجذعية؟ قال: إحنا بنشتغل من ٢٥ سنة على الموضوع ده، الصمامات الموجودة الآن صناعية وهى من الأنسجة الحيوانية وتساعد المريض، لكن الخلايا الحية أفضل وتزيد مدة الصمام، ويعيش المريض مرتاحاً ويقدر يعمل حاجات أكثر وبتطول العمر، قلت: ما أهم أمراض القلب عند المصريين؟ قال: إصابة الصمامات، فى أسوان ٣٠٪ من العمليات الجراحية صمامات، وأغلبها لشباب عانوا من الحمى الروماتيزمية، وهناك كبار لديهم تكلس فى الصمامات، هذان أهم عنصرين يؤثران على صمامات قلب الإنسان، قلت: لم أفهم معنى التحذيرات لمريض القلب إذا ذهب لطبيب الأسنان، قال مجدى يعقوب: لابد من مضادات حيوية قبل خلع الأسنان حتى لا تزحف الجراثيم على القلب إذا كان المريض يشكو من الصمامات وأظن أن أطباء الأسنان «منتبهون» لهذه النقطة.

الرياضة والقلب:

١- تزيد معدل ضربات القلب وتقوى عضلته وترفع كفاءته الوظيفية وقدرته على ضخ الدم للأشخاص الذين يمارسون المشى أو الجرى أو ركوب الدراجات أو السباحة.

٢- علمياً، يؤدى تدفق الدم فى الأعضاء إلى تخلصها من المواد الضارة التى قد تسبب أمراضاً عضوية.

٣- قوة عضلة القلب ليست بحاجة إلى إسراع ضرباته لدفع قدر كبير من الدم، ويصل معدل ضربات القلب وقت الراحة ٨٠ ضربة فى الدقيقة لغير الرياضيين، علماً بأن التمرينات الرياضية تساعد على تمدد الشرايين والأوعية الدموية ويزداد تدفق الدم إلى القلب والمخ.

٤- الاستمرار فى إمداد الأعضاء بالأكسجين يجىء من تكوين شعيرات دموية تنتشر فى مختلف أعضاء الجسم، وقد تؤدى إلى تأخير حدوث الشيخوخة فى هذه الأعضاء، وذلك بالنسبة لمن يمارسون الرياضة ويحافظون على استمرارها دون انقطاع.

متى التدخل الجراحى؟

قلت لأمير القلوب مجدى يعقوب: عندما تقيس كفاءة عضلة القلب هل هذا يكفى دون تركيب دعامات؟ قال: الدعامات لازمة لأمراض تصلب الشرايين أو انسدادها. قلت: ماذا تقول للناس؟ قال: الناس لازم تغير «طبيعة العيشة» لتقل نسبة تصلب الشرايين. قلت: كيف يغير الفلاح البسيط طبيعة حياته؟ ابتسم من سذاجة السؤال، وقال: تصلب الشرايين لا يصيب الفلاح إلا نادراً إذا «انحرق» المحصول أو تعرض لسرقة بهائمه، أما من يصيبهم هذا المرض فهم أهل البندر كما نقول عنهم والمثقفون والفنانون والكتاب الصحفيون زى حضرتك، ومع ذلك من المهم أن تعرف أن هناك أدوية تتحكم فى الموضوع وممكن نقلها والباقى بالدعامات أو بالتدخل الجراحى، قلت: التدخل الجراحى؟ قال: ومالك اتخضيت كده؟ قلت: ربما كنت معقداً من العبارة لأنى عشت تجربة جلطة فى الرئة. سألنى مجدى يعقوب: هل أنت مدخن؟ قلت: لا. أعاد السؤال: هل أنت مدخن سلبى؟ قلت: أحاول أن أبعد عن الغرف المعبأة بالدخان، قال: قلبك فى هذه اللحظة فى أمان أكثر من غيرك المدخن. قلت: أعرف ناس حريقة دخان، والسيجارة لا تفارق شفتيه. قال: تصلب شرايين قلبه أقرب ما يكون إليه وهنا يحدث التدخل الجراحى، قلت: هل هناك تدخل جراحى لعضلة القلب؟ قال: لما بنركب قلب صناعى بياخد المريض أدوية أو جينات تحسن عضلة القلب لكن مش ممكن نشيل القلب الأساسى. قلت: هل نجحت هذه العملية؟ قال: بنسبة ٦٥٪ كما تقول الأبحاث، قلت: كيف تعالج عيوب صمامات القلب؟ قال: بنصلح الصمامات نفسها أو نغيرها بصمامات حيوية. قلت: أعتذر عن التشبيه مقدماً. أنت تتكلم عن صمامات القلب كأنها «حنفيات» ناقصة جلدة! ضحك وقال: كل عمل له احترامه حتى لو كان تغيير جلدة الحنفية وأنا أتكلم عن الصمامات بسهولة وتلقائية من كثرة هذه العمليات، قلت: ما نسبة العيوب الخلقية فى قلوب المصريين؟ قال: ليس بين يدى إحصاء دقيق، ولكن أتصور أن بين كل ألف إنسان هناك ثلاثة يعانون من عيوب خلقية فى قلوبهم. قلت: هل العيوب الخلقية يا جراح قلوب الأطفال ممكن تلاشيها حين ينتبه الأهل؟ قال: فى المستقبل نستطيع أن نمنع هذه التشوهات الخلقية فى قلوب الأطفال لأن الأبحاث الجارية سيكون لديها القدرة على معرفة الجينات التى تتحكم فى قلوب الأطفال، وفى الوقت الحاضر لا نستطيع منع التشوهات ولكن بإمكاننا «نصلحها» بعد الولادة.

تشوهات القلوب الخلقية

١- من أسبابها الرئيسية زواج الأقارب.

٢- عدم الوعى فى تناول الأدوية أثناء الـ١٢ أسبوعاً الأولى من الحمل، هناك أدوية تؤثر على الجنين.

٣- التشوهات الخلقية تؤثر على صمامات القلب سلباً.

٤- ثقوب القلب من التشوهات والضيق فى الصمامات.

٥- أحياناً يولد طفل ببطين واحد وليس باثنين.

٦- انعكاس الشرايين بالنسبة لعضلة القلب من التشوهات المهمة.

٧- قفلة الشريان الرئوى والأورطى عيوب خلقية.

الموت المفاجئ

قلت للدكتور مجدى يعقوب: ما سقف جراحات القلب؟ قال: إنه من الممكن معرفة أسباب هبوط القلب. وحين نتدخل جراحيا نقدر أن نصلح خلايا القلب بالدواء والعلاج الجينى. أى نضع جينات جديدة فى القلب. قلت: لم أفهم! قال: الجينات كما قلت لحضرتك تتحكم فى الخلايا وبأدوية مخصصة نغير فى تركيب الجين، فيكون له تأثير على الخلايا وتصلح نفسها. قلت: هل التدخل الجراحى أفضل من الدواء؟ قال: كلها متشابكة ولو زرت المركز فى أسوان ستجد أبحاثاً علمية فى المعمل وأدوية تجارب ودعامات للقلوب وجراحة، وهؤلاء يعملون كأفراد أوركسترا متناسق. قلت: هل عضلة القلب هى الحياة؟ قال: نعم وهى من أقوى وأكثر الأعضاء فى الجسم بتشتغل طول الوقت مدى الحياة. يعنى حوالى مائة مليون جزء والجزيئات تعمل مع بعضها بتناسق وبطريقة جميلة جداً. قلت: هل نقل عضلة القلب سمح به قانون نقل الأعضاء؟ قال: هذا ما نريده فى مصر، لأننا فى إنجلترا بدأنا مبكراً فى نقل عضلة قلب سليم من ميت إثر حادث أو نزيف فى المخ لننقذ به طفلاً أو شاباً. قلت: ما هو الموت المفاجئ يا دكتور؟ قال: إنه السكتة القلبية، أى أن كهرباء القلب تختلف فجأة، وغالبا ما يكون انسدادا فى الشريان التاجى، وده يخلى الكهربا تتغير فيقف القلب ويبطل دق. قلت: ما سر الموت المفاجئ؟ ضحك وقال: سره عند الله طبعاً، ولكن ما يحاول العلم معرفته هو التضخم الوراثى فى عضلة القلب أحد الأسباب والانسداد فى شريان فى حالة تصلب الشرايين سبب آخر. وأيضاً الاختلاف فى الضربات سبب ثالث يعمل سكتة قلبية.

سألته: ما أكثر أسباب تصلب الشرايين؟ قال: الكوليسترول العالى وضغط الدم. قلت: ما أسباب ضغط الدم؟ قال: عدم الرياضة +أكل الملح بكثرة. قلت: ماذا تفعل الرياضة؟ قال: تخفض من ضغط الدم.

المشرط فى قلب مولود

١- عرف د. يعقوب بالإيكو مما يشكو مولود لايزال فى رحم الأم، واكتشف أن المولود يعانى من اختلال فى الشرايين التاجية اللى طالعة من القلب، و«صلحته بالمشرط واتولد قبل ميعاده الطبيعى بـ٦ أسابيع، وكان وزنه ٢ كيلو. وكبر وأصبح الآن رجلاً وقلبه زى البمب».

٢ - الخلايا الجذعية ستكون الحدث العلمى الأضخم وستكون لها تأثيرات غير مسبوقة فى الطب.

٣- إصلاح عضلة القلب وتقويتها أمل أى طبيب قلب لقلوب المصريين.

٤ - اليابان وفنلندا هبطت فيهما نسبة الإصابة بالقلب.

٥- أكثر بلاد العالم فى إصابات القلب: أفريقيا وروسيا والتشيك تعانى شعوبها من (هبوط القلب).

٦- الغضب الشديد والحزن الكبير وعدم القدرة على حل مشكلة يؤدى إلى (قفلة) الشرايين، فلن يصل الدم للقلب وتهبط الدورة الدموية وتحدث الوفاة.

القلوب المكسورة

قلت للدكتور مجدى يعقوب: ألاحظ أن هبوط القلب وتصلب الشرايين ينتشران فى الديكتاتوريات والحياة السياسية القاسية؟ قال: لا شك أن الغضب والزعل يؤدى إلى هبوط القلب، ولكن عند السيدات مثلاً، هناك مرض اسمه (قلوب مكسورة)، يعنى الزعل الشديد يؤدى إلى هبوط حاد فى القلب وممكن تموت. قلت: هل قلوب المصريين مكسورة؟ قال: متدخلنيش فى السياسة. قلت: لو كنت تقيم فى مصر، هل كنت تهاجر؟ سألنى د. مجدى: هل أنت تعتزم الهجرة؟ قلت: أنا لن أهاجر، فأنا مصرى بالجغرافيا والتاريخ. قال: كل إنسان يحب بلده لازم يخدمها وأنا شايف إنه من الغلط جداً إن الواحد يسيب بلده ويهاجر. دى بلدك اللى إنت نشأت فيها وجزء منها لا ينقطع. سألته: كم عدد معاونيك الذين يعملون فى أبحاثكم العلمية؟ قال: فى إنجلترا ٦٠ شخصاً، وفى أسوان حوالى ٦٠ شخصاً، ناس فى السويد وناس فى الدوحة مع ناس فى جنوب أفريقيا وعارفين بعض. قلت: ما فلسفتك؟ قال: العلم هو اكتشاف الحقيقة، وإذا كنت مؤمنا بهذا المبدأ فلابد تشتغل مع ناس تانيين علشان تقدر تتقدم بسرعة وتقدم هذه الاكتشافات للإنسانية. قلت: أريد أن أفهم هل عضلة القلب أهم من المخ؟ قال: من الصعب المقارنة، لكن هناك اكتشافات تثبت أن القلب ليس مضخة فقط. القلب بيفرز هرمونات كثيرة مؤثرة على المخ والبنكرياس والوزن، أقصد أن القلب يتحكم فى (حاجات كتيرة) فى الجسم البشرى. قلت: الصدمات العاطفية تؤثر أكثر فى الرجال أم النساء؟ قال بعد ثوان: أنا أرى القلب المكسور فى الستات أكثر! قلت: هل فنجان قهوة أو اثنين يسبب ضغط الدم كما هو شائع؟ قال: غير صحيح. ساعات يزيد ضربات القلب وده مش مهم، لكن القهوة ممكن تقلل أمراض تدهور المخ. قلت: هل الكافيين فى القهوة يخزن الماء فى الجسم: قال مجدى يعقوب: غير صحيح.

مجدى يعقوب الإنسان

١- مرضى القلوب علمته «التواضع». (أؤمن بأنه دائماً من هو أعظم منك فى هذا الكون).

٢- لا يرى أفراد أسرته التى تعيش فى مصر إلا قليلا. (أنا بين أسوان ولندن طول الوقت).

٣- الراحة عنده (يعنى اكتشاف علمى جديد فى عضلة القلب والشرايين).

٤- يقول عن نفسه (أنا روحانى ولست قديسا).

٥- عمليات القلب المفتوح التى يجريها فى مصر بالمجان.

٦- أنجز أكثر من ٢٠ ألف عملية قلب فى بريطانيا.

الحقيقة

وأنا أغادر غرفة د. مجدى يعقوب، طبيب وجراح القلب العالمى، استوقفنى على باب غرفته وقال لى: «أريد أن أذكرك بما قاله علماء وفلاسفة أمثال بيترميدوار وكارل بوير عن (الحقيقة) أنها «ليست قابلة للإنجاز، ولكن علينا القرب منها كلما استطعنا»، وأضاف السير مجدى حبيب يعقوب: «إنه واجب كل باحث فى الطب مثلى البحث عن الحقيقة، فهى جميلة، وعلينا كل فى مجال بحثه أن يسعى لتكوين نظرية خاصة به تعمل على الاقتراب من الحقيقة».

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع