رأت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أنه رغم وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة فإنها لا تحكم، معتبرة أن مصر أصبحت «السفينة التى بلا دفة» وقالت إن «حكم الجماعة القاصر لمصر ورفضها بناء توافق سياسى يجعلان البلاد أقرب إلى الفوضى يوماً بعد يوم».
قالت المجلة، فى تقرير كتبه زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إيريك تراجر، أمس، إنه بعد وصول الجماعة إلى أعلى سلطة سياسية فى مصر فإنها تفعل كل ما بوسعها للبقاء هناك، ورغم قوتها السياسية فإنها لا تمارس عملياً أى سيطرة.
واعتبرت المجلة أن سعى الإخوان الأحادى تجاه السلطة أدى إلى حدوث مقاومة خطيرة لحكمهم، مما ساهم فى زعزعة الاستقرار فى البلاد، ورغم ذلك فإن الجماعة لم تظهر أى إشارة على تغيير المسار، اعتقاداً منها بأن تعزيز قوتها هو الطريقة الوحيدة لإحباط ما تراه «مؤامرة كبرى» ضد حكمها. ونقل «تراجر» عن سعد الحسينى، محافظ كفرالشيخ، عضو مكتب إرشاد الجماعة، قوله: «الفلول يعملون ضد مصر، فهم ضد النظام الحاكم بشكل تام لأن الرئيس من الإخوان».
وحول سبب الضعف السياسى للمعارضة العلمانية قال «الحسينى» إن «الشعب المصرى لا يحب هذه المعارضة».
كما نقل «تراجر» عن محمد البلتاجى، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، خلال مقابلة أجراها معه، قوله إن هناك جزءاً من النظام لايزال حتى الآن متصلاً بالنظام القديم، وهم موجودون فى كثير من الأجهزة مثل الشرطة والإعلام والقضاء.
وأشارت المجلة إلى أن الرئيس محمد مرسى ركز خلال بداية رئاسته بشكل مباشر على معالجة التهديدات المتصورة لحكمه من اثنتين من المؤسسات الثلاث وهما الإعلام والقضاء. ونقلت عن صابر أبوالفتوح، القيادى بـ«الحرية والعدالة»، قوله إن «وسائل الإعلام كانت موجهة ضد مشروع النهضة، والآن أصبح المجتمع يكرهها».
وتوقع «تراجر» أن تستحوذ الجماعة على وزارة الداخلية فى الفترة المقبلة، مشيراً إلى التصريحات التى قالها له «البلتاجى»، وأثارت ضجة إعلامية منذ أيام عندما أكد له دوره المستقبلى فى إعادة هيكلة الشرطة.
وأضاف «البلتاجى» أنه سيسعى إلى السماح لخريجى الجماعات بالتدريب على العمل الشرطى، فمن حق الجماعة رفع الحظر المفروض على التحاق أعضائها بكليات الشرطة. ورأت المجلة أن وصول الإخوان إلى الوزارات الحساسة سيؤدى لزعزعة استقرار البلاد.
وتوقعت المجلة أن يعتمد الإخوان على استراتيجيتين فى محاولتهم للسيطرة على البلاد، أولاهما تجنب الأجهزة البيروقراطية التى تشرف عليها الآن. ونقلت عن أسامة ياسين، وزير الشباب الإخوانى، قوله: «نعمل من أجل قتل البيروقراطية التى تعد العدو الأول لكل المبادرات التنموية».
أما الاستراتيجية الثانية، كما تقول المجلة، فهى أن يستمر الإخوان فى محاولاتهم فى جمع السلطات عبر الانتخابات البرلمانية المقبلة، معتبرين أن نصراً جديداً سيدعم شرعيتها، وبالتالى يعزز من سيطرتها، مشيرة إلى قول عباس عبدالعزيز، الذى تم تعيينه من قبل مرسى فى مجلس الشورى، إن «الشعب المصرى معجب بالإخوان ويحترمهم»، مضيفاً: «تاريخنا معروف وحتى الآن ليس هناك خيار آخر».
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com