اللوتس للتنمية وحقوق الإنسان: نخشى على المرأة المصرية من تنامي تيار الإسلام السياسي

أصدر مركز اللوتس للتنمية وحقوق الإنسان بيانًا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وجاء نصه كالتال:

تقديرا من الحضارة الانسانية للدور الهام والبارز للمرأة علي مر التاريخ ، وإيمانا من المجتمع الدولي بحقها في هذا التقدير والإحترام ، كانت تلك الإحتفالية السنوية ، في يوم الثامن من مارس ونحن نشارك العالم في هذه الإحتفالية ، تقديراً منا للدور العظيم الذي تلعبة المرأة المصرية ، وصنعها لبطولات وتقديمها الكثير من التضحيات علي مدي التاريخ المصري القديم منه والحديث .

فهي لم تبخل بعطائها في أي مرحلة من مراحل التاريخ ، وساهمت بشكل راقي في كل حدث كان يدفع بالوطن نحو منطقة أرقي علي الدوام .

 

لقد قدمت الحركة النسوية في مصر الكثير من المناضلات الثوريات ، اللاتي خضن معارك قاسية ضد كل صنوف القهر والظلم ، وكل محاولات القوي الظلامية لإرجاعها إلي الوراء ، وطمس ملامح نضالها من صفحات التاريخ ، إلا أن نضال المرأة المصرية كان علي الدوام علامة فارقة وبارزة ، وكان من الصعب بمكان إزاحة تاريخ بهذا الأتساع والرحابة والجمال بعيدا ، لم تكن كل هذه المحاولات التي تقوم بها قوي معادية لوضع المرأة  لتنجح لولا حالة الإصرار الدائم من جانب المرأة علي رفض سلب مكاسبها وانتزاع حقوقها .

 

لقد ساهمت المرأة المصرية في صناعة تلك الحضارة التي نتباهي بها ، فقد كانت يوما ملكة علي هذه الأرض ، وكانت تلقي كل التقدير والاحترام ، نعم لقد تعرضت مسيرتها الطويلة لبعض الانتكاسات والاحباطات ، إلا أنها إستطاعت تجاوز كل هذه الصعاب بفضل إصرارها علي وضعها المناسب لها .

لقد قدمت المرأة  المصرية في تاريخنا المعاصر أروع صور النضال ، وقدمت لهذا المجتمع أنبل الابناء ، وساهمت في تقدم مسيرة هذا المجتمع ، وناضلت من أجل نيل كل حقوقها ، ورفضت كل محاولات سلب هذا النضال ، وتجلت صور نضالها في اشكال عديدة علي كافة المستويات وهاهي الآن تساهم جنبا إلي جنب بجوار الرجل في صناعة ثورة يتحدث عنها العالم الآن ، ويكرمها في شخص أحدهن وهي الناشطة سميرة ابراهيم ، تقديرا من العالم لدورها في رفض كل ممارسات القهروالتعذيب وفضح ممارسات غير اخلاقية مورست علي الناشطات في المجتمع ورفضن حالة الاستكانة والخنوع ..

 

أننا وإذ نحتفل بهذه المناسبة كنا نتمني أن تنال المرأة المصرية المكانة اللائقة بها بعد صناعتها لكل هذه المتغيرات التي تحدث في مصرنا الحبيبة ، ولكن وبكل اسف ، شهدت الحركة النسوية تشويها حادا لها من قبل من ساهمت هي في وجودهم علي رأس السلطة في مصر الآن ، لقد شوهت صورة المرأة وانتهكت كرامتها وسحلت في شوارعها ، وتعرضت لأبشع صور التحرش الجنسي ، ولا ننسي مساحات العنف الرهيبة التي تعرضت لها كل الناشطات في المجتمع ، وما تعرضت له في قضية كشوف العذرية ، وكلها كانت من أجل إخراجها من مشهد وصور النضال التي أعتادت هي علي تقديمها ، وها هي تواصل رحلة عطائها عبر تواصل الاجيال ، وتقديمها لجيل جديد من الناشطات المصريات ، اللاتي يرفضن هذا النهج المؤسس ، والذي أعتاد عبر ثقافة مشوهة علي التعامل مع المراة بدونية ، وعلي أنها الطرف الأدني ، وأستحل ممارسة العنف والتحرش بها بعد ذلك .

 

أن ما تتعرض له المرأة المصرية طوال العامين الماضيين يشكل اعتداءا صارخا علي حقوقها .

لقد تعمد المشرع للدستور الجديد لمصر علي عدم تقدير مكانة المرأة ، وأعطائها المكانة اللائقة بها ، وواصلت قوي تيار الإسلام السياسي إضعاف مكانتها عبر تجاهلها ووضعها في المكانة التي تليق بها .

أن التعمد المنظم والذي يهدف إلي إجهاض دور المرأة المصرية  وحركة نضالها ، يشكل تهديدا لمكاسبها ويخل إخلالا واضحا بكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر .

 

إننا نحذر من حالة التمادي التي تمارسها قوي تيار الاسلام السياسي تجاه المرأة وحقوقها المكتسبة ونري في كل هذه الممارسات أغتصابا واضحا لكل مكاسب المرأة ، ويحمل تهديدا مباشرا لها طوال الوقت .

أن تكاتف المجتمع والقوي الثورية فيه مع المرأة هو الضامن القوي ضد كل محاولات تركيعها وسلب حقوقها .

أن الدفاع عن حقوق المرأة هو دفاع عن حق هذا المجتمع في أن يعيش حياة حرة كريمة ، ويؤكد للعالم أجمع أن نضال المرأة المصرية لن يتوقف ، ورحلة عطائها من أجل بناء وطنها سوف تستمر .