تجمهر أهالي الأقباط المقتولين أمام المشرحة بالإسكندرية

يكثف ضباط مباحث الإسكندرية مجهوداتهم، لكشف غموض مقتل أربعة مسيحيين ومسلم داخل قطعة أرض فضاء، بمنطقة نجع السلام الكائنة بدائرة قسم شرطة برج العرب على يد أفراد مسلحين، كانوا يستقلون سيارة ميكروباص محملة بالأسلحة النارية، و فروا هاربين فور قيامهم بارتكاب الحادث.

 

تلقى اللواء ناصر العبد، مدير مباحث الإسكندرية إخطارًا من رئيس مباحث قسم شرطة برج العرب إخطارًا، بقيام أشخاص مجهولين بإطلاق أعيرة نارية، ووجود متوفيين بقطعة أرض كائنة بنجع السلام بدائرة القسم, انتقل على الفور ضباط القسم لمحل البلاغ، وتبين أن قطعة الأرض مساحتها حوالي 6 أفدنة بأشجار النخيل، وبداخلها حجرة مساحتها حوالي 60 متر، ووجد بداخلها جثة كلًا من شنودة عياد سوريال 28 سنة مقاول, بشاي عياد سوريال 23 سنة مقاول, سامي عياد سوريال مقاول، ومعهم  أشقاء وملاك الأرض ومن أهالي مركز المراغة محافظة سوهاج، ومقيمين بمنطقة الدخيلة في الإسكندرية, وصديقهم عادل فايز ملاك 31 سنة موظف بشركة الكهرباء، ومحمود أحمد حسين 20 سنة حارس على الأرض، ومقيم بساحل سليم بمحافظة أسيوط.

 

وبسؤال المبلغ طه موسى، عبد القادر 22 سنة حارس على الأرض تصادف وجوده خارج الحجرة التي شهدت الجريمة،  قرر بأنه أثناء تواجده بالأرض حراسته شاهد سيارة ميكروباص بيضاء اللون بدون لوحات معدنية ترجل منها بعض الأشخاص، بحوزتهم أسلحة نارية و قاموا بإطلاق الأعيرة النارية بطريقة عشوائية داخل الحجرة، مما أدى  لوفاة المذكورين، وفروا هاربين عقب ارتكابهم الحادث.

 

تم نقل جثث المتوفيين، لمشرحة كوم الدكة وكلفت المباحث بالتحري حول الواقعة وسرعة ضبط الجناة والأسلحة المستخدمة، وقررت النيابة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثث الضحايا و تسليمهم لأهليهم عقب التشريح.

وفي نفس السياق، قام عشرات الأهالي من المسلمين والمسيحين بالتظاهر أمام مشرحة الإسعاف بكوم الدكة احتجاجًا على مقتل خمسة أفراد منهم فرد مسلم، إثر قيام أشخاص مجهولين بإطلاق النار عليهم من أسلحة آلي كانت بحوزتهم بمنطقة السلام بغرب المدينة، وفروا هاربين، ولم يتمكن أحد من الأهالي من التوصل إلى حقيقتهم.

 

وحمل الأهالي، لافتات تعبر غضبهم الشديد جراء هذا العدوان الآثم الذي تعرض له أهاليهم وأقاربهم و كتبوا عليها "مش ماشين من هنا .....إلا لما تجيبوا حقنا .....فين الصحافة ....فين حقوق الإنسان ....عايزين حق إخواتنا و أهالينا حودة و شنودة وعادل و سامي و بشاي .....فين الأمان ياحكومة كلها إخوان ......إحنا مش عصابة .....إحنا شباب غلابة ......عايزين حق إخواتنا ....مش ناس إنتو ديابة " وردد الشباب و الأهالي من المتظاهرين هتافات معادية لحكومة الإخوان، ومنددة بالغياب الأمني الذي ساد جميع مناطق الإسكندرية.

 

وقال أحد أقارب الضحايا: إن أقاربه من المتوفيين كانوا يقومون ببناء منزل لهم بعد أن حضروا للإسكندرية عقب السفر، والعمل في البلاد العربية، وكانوا يشرعون في البناء لهم و لأسرتهم، ولكنه سرت إشاعة كالهشيم تحرق ما أمامهما بأن الضحايا كانوا يشرعون في بناء كنيسة في المكان، و حتى هذه اللحظة لم نعرف الأسباب الحقيقية وراء القتل الهمجي الذي راح ضحيته أربعة من أقاربي، وأحد الشباب المسلمين الذي تجمعنا به صداقة وجيرة منذ الصغر، وأضاف أحد الأهالي بأن منطقة غرب الإسكندرية تشهد حوادث قتل وتعدي وبلطجة في عز النهار وسط انتشار كثيف للأسلحة النارية التي ملأت المنطقة بالكامل، في ظل الغياب الأمني الواضح والملموس.

 

وقام المتظاهرون، بقطع الطريق الرئيسي المواجهة للمشرحة، ومنعوا السيارات من المرور به؛ مما أدى لحدوث تكدس مروري شديد في ساعات الذروة التي تشهدها المدينة.