مستشار رئيس الجمهورية المقال لـ«الوطن»: الصلح بين النور والإخوان قبل اعتذار «مرسى» على جثتى
قال الدكتور خالد علم الدين، مستشار رئيس الجمهورية المُقال، القيادى بالدعوة السلفية وحزب النور، إن «الرئاسة تستخف بعقول المصريين، والدليل تصريحات قيادات الإخوان وبيان مؤسسة الرئاسة بخصوص حادثة الإقالة»، وشدد فى حواره مع «الوطن» على أن الصلح بين حزب النور وتنظيم الإخوان قبل الاعتذار على ما بدر منهم فى حقه «على جثته».
■ ما تعليقك على مساعى البعض للصلح بين حزب النور والدعوة السلفية من جهة، والرئاسة وتنظيم الإخوان من جهة أخرى؟
- هذا الصلح سيجرى على جثتى وعلى أشلائى، ولن أقبل به حتى يصلنى تصحيح واعتذار رسمى واضح لشخصى من الرئيس محمد مرسى شخصيا، بعدها سأرحب بالصلح، وأنا أعطيت للرئاسة مهلة يومين لمراجعة نفسها، وبعدها سأتخذ خطوات أخرى.
■ كيف تصف العلاقة بين الرئاسة ومكتب الإرشاد؟
- مكتب الإرشاد لا يرسل بالتعليمات مكتوبة، لكن هناك مجموعة من الإخوان بالرئاسة تصيوغ تلك التعليمات، وهناك نوع من التواصل بين الرئيس وتنظيم الإخوان من خلال الفريق الرئاسى الإخوانى الذى يصنع القرار، وحزب الحرية والعدالة والإخوان يمثلان مركز ثقل كبير للرئيس، وهو يعلم ذلك جيداً، و«مرسى» لا يزال عضوا فى تنظيم الإخوان ويفخر بذلك ولم يتنصل منه، واستقالته عن رئاسة حزب الحرية والعدالة لا تعنى انفصاله عن التنظيم، ومن يتصور أن ينخلع كلية عن الانتماء إلى التنظيم الإخوانى فهو مخطئ.
أخوض معركة ضد الإخوان ومؤسسة الرئاسة
■ وما رأيك فيما حدث لك وتصريحات قيادات الرئاسة والإخوان بخصوص إقالتك؟
- تلك مسرحية هزلية، ولا أعلم هل تقام بمشاركة الدكتور مرسى أم أنه مغيب ويديرها من حوله، لكن ما أعرفه أنها استخفاف بعقول المصريين، واستهتار بأعراض المواطنين، وأطلب من مؤسسة الرئاسة عامة والرئيس مرسى على وجه الخصوص مواجهتى بالتهم التى يقولون إنى فعلتها وإحالتى للتحقيق. أمرهم مكشوف ومفضوح، ولى حق وسأحارب للوصول إليه حتى آخر قطرة من دمى، ولعل مسعاى هو مسمار سيهز السلطة الحالية، فكلمات الرئاسة لم تنفِ عنى التهمة، وأؤكد أن ما يحدث مؤامرة سخيفة، ليظهر بيان رئاسى غامض لا أستطيع أن أُمسك عليهم اتهاما قانونيا واضحا موجها لشخصى، وأقول للرئاسة إن هناك اتهاما رسميا لياسر على، وهناك تحقيقات للنيابة، وهناك قضية خلافى أنا، فأنا لم يجرِ اتهامى، لكن ما حدث أنه جرى ترقيته، وأنا جرت إقالتى.
■ إذا كان الإخوان كجماعة دينية يفعلون ذلك، فكيف يؤتمنون على الشعب؟
- أتعجب من وصول الدناءة بأحد ينتمى للتيار الإسلامى لفعل تلك الأفعال لتصفية حسابات، وفعلاً نحن كسلفيين لا بد أن يقال علينا إننا ساذجون، لأننا ما زلنا مصرين على التعامل مع الناس بالسياسة الشرعية حتى ولو تعاملوا معنا بالسياسة المكيافيلية، وهم يطبقون كتاب «الأمير» من الجلدة للجلدة، ومن الممكن أن يزيدوا عليه.
■ هل إقالتك شخصية أم تصفية حسابات؟
- إقالتى من منصبى ليس لشخصى، وأقول لمرسى: اتق الله فى أعراض الناس، والأسلوب الخبيث والدنىء بالتلاعب بأعراضهم غير مقبول، وما قالته مؤسسة الرئاسة هو «إسفين» بينى وبين حزب النور، بمعنى أن الإخوان تطالب النور بالفصل بين علاقة النور بمؤسسة الرئاسة، وبين علاقة الرئاسة مع خالد علم الدين. وأرى أن موقف حزب النور الأخلاقى لا يتفق مع مطالب الإخوان، وفى حزب النور إذا أخطأ شخص سيكون أكثر قسوة عليه من أى جهة، والنور والدعوة السلفية لا يستغنيان عن عضو من أعضائهما أو قيادى لهما فى سبيل مصلحة. وأقول للإخوان إنه لو لديكم خطأ فعلته أرسلوه للنور، وسيكون الحزب أول من يعاقبنى أكثر من الرئاسة ذاتها، وسيتبرأ منى كما حدث مع أنور البلكيمى، عضو مجلس الشعب السابق وغيره، فالنور ليس عنده فصال فى هذا الأمر ولا يتستر على قيادة فاسدة.
■ وما خطواتك المقبلة بخصوص الاتهام الذى وجه إليك؟
- ندرس مع مجموعة من المستشارين القانونيين كيف يمكن التعامل مع هذا الموقف ومواجهة الأمر قانونياً، وقبل كل شئ أنا أقول: «حسبى الله ونعم الوكيل! ويوم الحساب سيرى الظالمون ظلمهم».
■ ومن ستتهم فى بلاغك؟
- سأتهم الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لأنه من أصدر القرار، وهو لم يستدعنى للتحقيق بخصوص معلومات تديننى، وأن التسريب الذى جرى من مؤسسة الرئاسة كان بقصد التشهير بى وبسمعتى، وليس هناك جهة إعلامية اخترعته. وما يحزننى أكثر أن مؤسسة الرئاسة ومسئوليها لم ينفوا الاتهامات عنى. وأؤكد أنها ليست معركة شخصية مع الرئيس مرسى، فأنا فى معركة ضد مؤسسة الرئاسة بأكملها وتنظيم الإخوان، وكل من يحاول تشويهى والطعن فى شخصيتى.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com