لم يرحم شيخوخة والده ولم تشفع له إعاقة الأب القعيد، ونسى سنوات ضحى بها الوالد من عمره فى سبيل تربيته وبرفقة أشقائه، وانتهز فرصة وجوده منفردا برفقة والده، الذى يعانى من شلل رباعى، ومنع عنه الطعام والشراب لمدة 3 أيام حتى فارق الحياة أمام عيناها، ليتخطى بذلك جميع مراحل حقوق الوالدين، ويرتكب جريمة بشعة لا مثيل لها.
التقى "اليوم السابع" المتهم "شريف.م.ع" ذا الأربعين عاما، طويل القامة نحيف الجسد واللون الأبيض غلب على شعره، يكاد لا يقدر أن يفتح عيناه من كثرة تعاطيه للمواد المخدرة، والذى سرد تفاصيل الواقعة.
قال المتهم، إن والده الذى يبلغ من العمر ـ 86 سنة ـ أنجب 5 ذكور و3 بنات، وتزوجوا جميعا، ورحلوا عن منزل العائلة فى قرية المنوات بأبو النمرس، حيث لم يتبق إلا هو ووالده المسن ووالدته ذات الـ76 سنة.
وأضاف المتهم، أنه لم يتزوج بالرغم من وصول سنة للأربعين عاما، بسبب رثاثة حاله، وعدم وجود فرصة عمل تدر عليه جنيهات، يستطيع أن "يفتح بها بيت" ومن ثم كان اعتماده الرئيسى على والده الذى يمتلك أموالا كثيرة، لافتا إلى أن علاقته بوالده باتت سيئة بعدما أكد أشقاؤه لوالدهم أنه يتعاطى المواد المخدرة فحرمه من أمواله.
وأشار المتهم إلى أنه قبل وفاة والده بثلاثة أيام ذهبت والدته لزيارة أحد أشقائه، وتركته برفقة والده المسن الذى توفى وفاة طبيعية ـ على حد قوله ـ نافيا أن يكون قد منع عنه الأكل والشراب حتى الموت، كما اتهمه أشقاؤه، مرددا "هو فيه حد يمنع الميه بتاعت ربنا عن حد..دا أبويا يا ناس..دا لو كافر مش هاموته".
وكشفت تحريات المباحث كذب رواية المتهم، حيث تبين أن أشقاءه حرروا ضده 4 محاضر فى أقسام الشرطة على أوقات متقاربة، بسبب سوء معاملته لوالده، حيث كان يستغل وجوده برفقته منفردا ويخلع ملابسه ويسكب على جسده الماء البارد، ويمارس عليه ألوانا من العذاب، بعدما حرمه الأب من أمواله بسبب سوء سمعته وتعاطيه للمواد المخدرة أكثر من مرة، وتم إيداعه مصحة لعلاجه من الإدمان إلا أنه هرب منها.
وأكدت والدة المتهم أنه كان يحرم أشقاءه من زيارته فى المنزل، ويتعدى عليهم بالضرب، وحاول أكثر من مرة قتل والده، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، حتى سمحت له الفرصة عندما توجهت لزيارة أحد أشقائه، فمنع الأكل والشرب عن أبيه، وتركه يموت أمام عينيه ولم تفلح كلمات الاستعطاف فى أن تحرك قلبه نحو والده المسن، الذى يعانى من شلل رباعى، وكان دائما يعايره ويقول له "أنت بتعلب فى الوقت بدل الضايع".
كان العميد خالد منير مأمور مركز شرطة أبو النمرس، تلقى بلاغا من مواطن يفيد وفاة والده المسن داخل منزله، بعدما حرمه شقيقه من تناول الأكل والشرب لمدة 72 ساعة، فانتقل العميد خالد عميش مفتش المباحث والمقدم محمود عنتر رئيس المباحث إلى مكان الواقعة، وتم القبض على المتهم، وبإخطار اللواء حسين القاضى حكمدار الجيزة والقائم بأعمال مدير الأمن أحال المتهم للنيابة لمباشرة التحقيقات.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com