بقلم: ماجدة سيدهم
"المجد للشيطان معبود الرياح
الذي قال "لا "في وجه من قال "نعم "
.. أمل دنقل "
خاطرة
في كل مرة أخرج مع النازحين إلى ساحة الرفض ، والراحلين عن بهو جسد الكرامة ، في كل مرة التحم بغضب الصارخين تحت نير العبودية والرقص على الدماء الموحلة بقهر أحباء لنا يسقطون ،في كل مرة أصافح المطاردين وأري جزع المنتهكين كما الفئران مع كل فرض وآذان ، والممتهن وجودهم الرث تحت بيادات العقل المقيت والقلب النجيس، أصرخ في وجه رومان شارعي ومخترعي الصلافة واللهو بالإنسان: لن تهدأ مضاجعكم المبللة بالقذر والشره، بينما وسائدكم المحشوة أرقا ودبابيسَ تئن بصراخات شرف الميدان ،وفي كل مرة أركض الى حلبة الميدان أشهد تغيرا نوعيا واضحا في صفوف جموع الثائرين .
اليوم يحتل الساحة كل الجوعى والعرايا واليتامى ،جموع التعابى والحالمين ، هنا أيضا تصمد الثكالى والمنتهكة اجسادهن ، والنازفين تحت أصفاد الشريعة والجهالة والسادية ،هؤلاء الرافضون لن يتراجعوا ، يصرخون ولا يخشون، بل في الصفوف الأولى يقودون للثأر والخلاص والحرية ، بقامة الفرسان يحمل كل منهم صليبه ومسامير الكفن المرتقب ،مقتفيا درب سبارتاكوس - معلم الصرخة - من قاد ثورة الإنسان - وأجاد على صهوة الفتيان نزف موسيقى العتق معلنا " الصليب ثورة النبلاء فلن نعرف أبدا الصمت أو الانحناء " ساحقا في الميدان مملكة الطغيان ..، هكذا ،تغيرت ملامح الثورة لترتفع الحرية جدا دونما بديل ، وتبدل رمزها من شموخ جيفارا إلى تحدي سبارتاكوس ..
** الأمور تسير وفق العقل الرديء ، وليس ثمة قوى تـُناظر أو تـُجابه أو تأخذ من الخطوات الإيجابية الفعالة ما يعيد من الاتزان أو البريق إلى الشارع المعتم ، لذا حتما سيخرج ميلاد سبارتاكوس مدويا ..
**ما عدنا نعرف عدد الذين زرعوا حدائق الحرية بأشهى الألوان القانية ،لكنـّا نحفظ الأسماء جيدا والأُخر منهم ، جيكا ، كريستي ،الجندي، سعد ,..... ، أوسمة التاريخ .
** حمادة صابر "مسحول الميدان" ، محمود عادل "طفل السرطان ومعتقل الميدان " وغيرهما العشرات ،شكرا فقد أعلنتما أمام العالم - هنا في وطني سُلطة بلا شرف وقيادة بلا اتزان ..
**نساء مصر.. غضب لا يستهان به ، نساء مصر.. فخر نساء الأرض ،نساء مصر ..غيرة على كل رجل وكل بنت وكل طفل، نساء مصر ..يعرفن كيف يصفعن كل متجاوز أخرق على كيانهن ونضالهن ودربهن وحريتهن، نساء مصر ..نصبن بكل الإيمان هذا السبارتاكوس في كل شارع وحارة ومعتقل .. تمتلئ صيحاتهن بترانيم الميدان " رجال مصر ما تتعراش .. نساء مصر ما تتعراش .. " وكذا " صوت المرأة مش عورة .. صوت المرأة ثورة ".
*ثقيل هو المشهد ، فقد بات أكبر من اللغة والتعبير ، والاستيعاب يلهث كي يلحق به ..
وطريق الانعتاق لم ينته بعد..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com