في خضم ما نعيشه الأن وما تعيشه معنا مصرنا المخطوفة ، توقف العقل عن التفكير ، فلجأت الي أوراقي القديمة فوجدن هذا المقال الذي نشره موقعنا الحبيب " الأقباط متحدون " في 4 فبراير 2012 أي منذ عام بالتمام والكامل ، وبعد مرور عام تقريباً علي هوجة 25 يناير 2011 السابقة التدبير والتخطيط الأمريكي ثم التنفيذ الأخواني ، رأيت أن أعيده في هذه الذكري سيئة السُمعة وليعذرني القارىء ، لكن أملي أن يتدير ما جاء بالمقال القديم الجديد .
تجريف وطن وتبوير بلـد.. بمحراث إيراني
قمة الحبكة الدرامية التآمرية على "مصر" قاربت ذروتها
بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* التجريف هو كشط الطبقات العالية الخصوبة من التربة الزراعية، مما يؤدي إلى تبويرها وتحويلها إلى تراب بلا قيمة. خصوبة "مصر" السياسية والثقافية والعلمية غطت العالم أجمع، وخاصة العالم العربي.. بصمات "قاسم أمين"، و"محمد عبده"، والعالِم الدكتور "مصطفى مشرفة"، و"طه حسين"، و"توفيق الحكيم"، و"نجيب محفوظ"، و"أم كلثوم"، و"محمد عبدالوهاب".. إلخ.
* "الشعب يريد..." نداء هز أرجاء "مصر"- التي كانت محروسة- كلها، واستمعت الدنيا له، لتعرف وتتعرف على مطالب الشعب المصري صاحب أعــــرق حضارة إعجازيـــة وأقـدم حكومة في التاريخ، وياليتها ما استمعت...!!!
* وانتظرت الدنيا أن تسمع نِداء "مصر تريد"... فلم تسمعه!!!
* هل فقدت "مصر" عقلها وقياداتها المخلصة لتكرار السيناريوهات الغبية التأليف للتخريب والتدمير، وردود أفعال التخريب التظاهرية والاعتصامية والمخطط لها مُسَبقًا.. كلما مالت الأمور إلى شِبهْ اســـــــــتقرار، وأحدثها ماتش كورة "بورسعيد".. ومازال في الجعبة التآمرية الكثير.
* "إيران" و"سوريا" و"قطر" و"حماس" و"الإخوان" متورطون في مؤامرة كبرى ضد "مصر"، وكلٌ له أجندته الخاصة وفرقه الخاصة به، برعاية مخابراتية أمريكية/ إسرائيلية... وهل ضخ "إيران" الشيعية لـحوالي ملياري دولار في "مصر" له علاقة بهذه المؤامرة وبما عليه "مصر" الآن؟ الهدف الماجوسي: "تصدير الثورة الإيرانية"، بغرض إقامة الدولة الإســلامية الإيرانية الكـــبرى، وخدمة المد الشيعي على حساب المد الوهابي في منطقة الشرق الأوسط.
* في يوم الجمعة 4 فبراير 2011 ألقى قائد الثورة الإســلامية سماحة أية الله وروح الله السيد "علي خامئني" خطبة الجمعة الشهيرة باللغة العربية؛ لحض وتحريض الشعب المصري على الثورة..، ولجموع الإســلاميين المحتشدة في ميدان "التحرير".
* وبعد مرور عــام كامل، ويوم الجمعة 3 فبراير، ألقى ســــماحته خطبة الجمعة باللغة العربية أيضًا، خصَّص 70% لـ"مصــر" فقط، وهنأ المصريين بفوز الإســلام، محرضـــًا على إتمــام المسيرة الإســـلامية.. وقال: إن انتخابات مصر وتونس وتطلعات البحرين واليمن تدل على أنهم يريدون أن يكونوا مسلمين معاصرين حقيقيين..
* تأكيدًا لما جاء بالمقالات السابقة، الأخت الكريمة "آن باترسون" سفيرة الأخ الكريم الحاج "حسين أوباما".. تواصل زياراتها الإخوانية، وهذه المرة للدكتور عالم النباتات "محمد سعد الكتاتني"، المُعيَّن من المرشد العام رئيسًا للبرطمان المصري، حيث أطلعها "الكتاتني" على طريقة عمل المجلس وتركيبته السياسية حاليًا.. لمـــاذا؟ وموضوع الزيارة غير ذلك...
* التمويل السعودي القطـري يفوق التمويل الإيراني بكثير، والأمريكي له وجهان: ظاهر ومُعْلن لِما يُسمَّى بالمجتمع المدني، وآخر خفي وسري وهو تمويل مخابراتي... ولما حاولت "مصر" تتبع ووقف هذا الشلال المالي المتدفِّق عليها للتآمر، اصطدمت بالجــــدار الأمريكي، وكان هذا السبب الحقيقى لزيارة الأخت الكريمة السفيرة الأمريكية.
* تم الكشف عن وثائق خطيرة ســرَّبتها "ويكيليكس" حول لقاء سري جمع الشيخ "حمد بن جاسم"- وزير الخارجية القطري- ومسئول إسرائيلي على مستوى رفيع، وكشف فيه "جاسم"- وزير خارجية "قطر"- للمسئول الإسرائيلي أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار "مصر" بعنف، وأن قناة "الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة، عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضي.
* وسبق ذلك مقابلة هامة جدًا بين الشيخ "حمد خليفة آل ثاني" و"تسيبي ليفني"- وزيرة خارجية "إسرائيل" السابقة وزعيمة حزب "كاديما" الإسرائيلي- لبحث وتخطيط الدور القطري في الإقليم ومدى تأثيره في بلدان الربيع العربي.
* "عمر ســـليمان"، بئر الأســـرار المخابراتية، أعلن أن "الولايات المتحدة" ودول أخـــرى!!! تريد تغيــــيرًا ســياسيًا سـريعًا في "مصـر"!!!. في 2 فبراير 2011 صرَّح اللواء "عمر سليمان" بصفته نائب رئيس الجمهورية، أن "مصر" لن تقبل تدخلاً أجنبيًا في شؤوننا الداخلية.. وأضاف ردًا على تظاهرات واعتصامات "التحرير" في حينها: "نريد أن نعرف من دفعهم إلى هذا المكان- ميدان التحرير- وسنعرف".. مضيفًا: نرى أنها مؤامرة ولابد أن نعرف من وراءهم ونحاسبهم.. فأذاع خطاب التخلي المتضمن ترك منصبه، وبِدءْ تخريب وتجريف "مصر".. بعد (48) ســــاعة من تصريحاته هذه.
* لماذا يرفض ويتعمـَّــد من يدير البلاد اللجوء إلى الحل الوحيد لإنقاذ الوطن وتجنب وتجنيب تخريب أو تجريف "مصــر"، الحل الأوحــد هو في:
تطبيق القانـــون... فليس في العالم دولة بلا قانون وبلا شرطة لتطبيقه
فهل من تفسير؟
ما هو حادث في "مصر" الآن، وما سيحدث بها ولها، لهو أخطر وأكبر مما هو ظاهر على السطح من أحداث واضطرابات واعتصامات مكرَّرة بطريقة ساذجة لإلهاء الشعب المصري، الذي يغرق معظمه في الجهل ويعاني من الفقر، وصرف نظره عن الانتباه واليقظة لما هو مُخَطَطْ له بالتآمــر على حضارته وكينونته، عن طريق تدمير مؤسساته وهيئاته وتقدمه، الذي كان حثيثًا نحو اللحاق بمستوى يليق بمجهوداته في السنوات الآخيرة، رغم ما شاب تلك السنوات من فساد في الحكم والإدارة، لكن لم يصل إلى الخراب الاقتصادي والأمني والأخــلاقي الذي هي عليه الآن.. وما جــاء بالمقدمة يُثيِت خطورة وشراسة التآمر.. الذي يحتاج لإتمام تنفيذه لمتآمرين خارجيين وقد ذكرناه بالمقدمة، ومتآمرين داخليين واضح دورهم وشخصياتهم، وواضحة هويتهم من الاستفادة من تلك الخطط التدميرية واستيلائهم على الحكم في "مصر" أو توهمهم أنهم في الطريق إليه..، واختلاق طبائع وجرائم بعيدة كل البعد عن طبيعة الشخصية المصـرية من آلاف السنين؛ فلم يكن المواطن المصري يعرف الحرائق المنظمة والممنهجة، وجرائم السطو المسلَّح على البنوك وشركات الصرافة، واختطاف سائحتان- وبالذات أمريكيتان- مع مرشدهم السياحي المصري (تم إطلاق سراحهم مؤخرًا) كرهائن مقابل إطلاق سراح مجرمين جنائيين ممن قاموا بواحدة من جرائم السطو المسلَّح الذي تم في "ســـيناء"، وخطف واحتجاز (25) خبيرًا صينيًا، بالإضافة إلى تحقيق الانفلات الأمني، فهي ضربة قاضية علي أي أمل في السياحة، ومن إحداث الأحداث بغرض القضاء على الشرطة المصرية بالكامل ، والذي بدأ في مساء 28 يناير 2011 ، لكي يحل محلها في أمن البلاد ما يُسمَّى باللجان الشعبية الأمنية التي في حقيقتها ميليشيات الإخوان المسلمين ، وينافسهم في هذا الشأن شباب السلفيين ، وقد تم "بروفة" لذلك ، حيث قامت هذه الميليشيات بحماية مجلس الشعب الإســلامي بإدعاء أن شباب الثوار يهاجمون النواب..، وقد استخدموا الصواعق الكهربائية المستوردة من المملكة السعودية لاستخدام جمعية "الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف"...
وقد يهَوِّن ويستخف البعض من هذه الحقائق... لكن الرد الإثباتي أبسط من ذلك ، وهو تحليل الأحداث والأهداف والمستفيدين.
من أخطر الأحداث الكاشفة لبعض الأسباب لما هو حادث في "مصر"، هي أنه في يوم الجمعة 3 فبراير 2012 تحديدًا ، وبعد مرور عــام بالكمال والتمام على خطبة الجمعة الأولى الشهيرة والتي ألقاها باللغة العربية روح الله سماحة الإمام قائد الثورة الإسلامية الكبري السيد "علي خامئني" في يوم الجمعة 4 فبرابر 2011 ، وباللغة العربية بمعنى أنها موجَّهة لبلاد الربيع العربي وفي مقدمتها "مصــر" و"تونس"، حاثًا فيها الشعب المصري على الثورة على حكامه... إلخ- عــــاد وألقى خطبته الثانية باللغة العربية أيضًا بعد عام ، 70% من الخطبة وجهَّها لـ"مصر"، مهنئًا الشعب المصري على نجاح التيارات الإسلامية في الانتخابات ، وأن الشعب الإيراني يريد أن يرى "مصر" الحرة الإســلامية.. "مصر" العزة والكرامة، مطالبًا المصريين برفض الوقيعة بين الجيش والشعب، وحاثًا على إلغاء "كامب ديفيد"!!! ، وأن "إيران" مستعدة لمعاونة الشعوب العربية ؛ لأن الثورة الإسلامية الإيرانية هي النموذج الأكثر نجاحًا في العالم العربي والإســـلامي ، وحاثًا "البحرين" لنيل حريتها. وقد تجدَّدت منذ 4 أيام القلاقل الشيعية الإيرانية بـ"البحرين".. ولم يتطرَّق إلى "سـوريا" أو ما حادث فيها منذ عام ، بل أصدر قرارات اقتصادية هامة لدعمها وتمويلها...
كما أكَّد أن الإسلام الإيراني هو الحل!!؛ لأن الغرب الشيطان يفرض نوعين من الإسلام : التكفيري والعلماني، ويرفض الأصولي ويريد فـــرض إسلام "واشنطن" و"لندن" و"باريس".
وكانت مصادر داخل البيت الأبيض الأمريكي قد أكَّدت أن المخطط الإيراني لتحويل "مصر" إلى إمارة إسلامية (تابع أحداث سيناء من تفجيرات الغاز ومهاجمات الأمن ونشاط الأنفاق السرية وفرق جدعينوم السرية... الخ) ينفَّذ الآن برعاية منظمات إيرانية وسورية وثلاث دول خليجية، وأن منظمات تابعة لتلك الدول دفعت 1.8 مليار دولار أمريكي بهدف تغيير هوية "مصر" الأيديولوجية بإحداث وقيعة كبرى بين المؤسسة العسكرية والشعب (وهو ما حادث في هذه الأيام وبقوة منذ بداية العام وحتى اليوم)؛ لانهيار الدولة تمهيدًا لإقامة إمارة إيرانية. واتهم التقرير الصادر عن المخابرات الأمريكية "محمد يوسف منصور" والهارب من السجن في أحداث الثورة المصرية بإدارة مخطط إيراني ضد "القاهرة"، عن طريق تجنيد البلطجية لحرق المراكز الحيوية في "القاهرة" ومواجهة الشرطة، فيما أكَّد التقرير وجود أطنان من المتفجرات في مخازن سرية يتم الآن الكشف عنها..
المقال كثير وكثير.. والمجال قليل قليل
لكن في ختام هذه الجزء لابد من طرح ســـــؤال يتحتم على كافة المصريين الإجابـــة عليه... ما علاقة كل هذا بما يُسمَّى ثورة 25 يناير وبالثـــــوار؟
وإلى لقاء عاجل لاســـتكمال الحبكة الدرامية التآمرية التي هي أقوى متانة وأشــد كثافة من أذرع الأخطبوط السياسي التآمري التي تلتف حاليًا حول " مصـر" .
بقلم المعارض المصري * د. ميشيل فهمـــــــــــــــي
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com