بقلم: د. رأفت فهيم جندى
بدأت الدول الغربية فى ليبيا والجزائر ومالى فى تلقى ثمار دعمها الحديث للإسلاميين فى منطقة الشرق الأوسط، فهذه الاسلحة التى امطروا بها ليبيا لقلب نظام القذافى قد بدأت تظهر فى قتل السفير الأمريكى فى ليبيا وفى احتجاز رهائن فى الجزائر وفى تحركات الإسلاميين فى مالى، وهاهى فرنسا ستسقط فى مستنقع دموى عنيف فى مالى حيث نشط التمرد الإسلامى.
من الأمثال التى كتبها الوحى الإلهى على لسان سليمان الحكيم "من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، ومن هدم حائط لدغته حية"، وايضا على لسان داود النبى والملك "تَوَرَّطَتِ الأُمَمُ فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي عَمِلُوهَا. فِي الشَّبَكَةِ الَّتِي أَخْفُوهَا انْتَشَبَتْ أَرْجُلُهُمْ "مزامير 9 : 15
وعندما تعاون "تشرشل" فى الحرب العالمية الثانية مع روسيا ضد "هتلر" اطلق شعار انه مستعد للتحالف مع الشيطان من اجل بلده، فظهر المارد السوفيتى بعدها لسنوات ليست بقصيرة، وهاهى الدول الغربية تتعاون مع الشيطان الإسلامى واسقطت به القذافى وغيره، ولكن هذا الشيطان يوجه الآن سهامه نحوهم بداية من ليبيا والجزائر ومالى وسيمتد ايضا إلى مصر وسوريا وغيرهما.
وعندما قوض الغرب نظام الشاه فى ايران اتوا بحكم الملالى الإيرانى الذى احتجز بعدها مباشرة موظفى السفارة الامريكية فى طهران ومازال يؤرقهم للآن، وعندما اقامت امريكا منظمة القاعدة ونظام الطالبان الافغانى كان هدم برج نيويورك والهجوم على البنتاجون والبيت الابيض وكل التدميرات والارهاب فى اوربا وسائر دول العالم، والسلاح الذى يغدقونه على سوريا الآن لطرد بشار الأسد سيمتد إلى صدورالغرب بعدها، والأخوان المسلمين الذين اتوا لحكم مصر على الرماح الامريكية سيمتد للذيل الأمريكى بعدها.
حسابات الدول الغربية فى العالم الثالث مفيده لهذه الدول الغربية، وهذا مثل أن البنوك مازالت تعمل بنظام القروض والفيزا والماستر كارد وغيره بالرغم من انها تخسر فى بعض المعاملات ولكنها رابحة فى المجموع، والذين يظنون ان الدول الغربية تعطى معونات لدول العالم الثالث بسبب رحمة النظم الغربية لا بد لهم ان يراجعوا حساباتهم، فالديمقراطية التى يتغنى بها الغرب هى فى بلادهم فقط لأن النظام لا يسمح بغير هذا، ولو طال مرشح غربى ان يطيح بخصمه بطريقة غير ديمقراطية فسيفعل، ولكن النظام سيفضحه ووعى الشعوب الغربية لن يهضمه، والمصالح الغربية هى اول ما يخطر على بال الادارة الأمريكية وباقى الدول الغربية، وانحناءة "اوباما" لملك السعودية هى عنوان للمصالح الامريكية التى تتغتى بالديمقراطية وتبلعها عند وجود المنفعة، وحتى "ميت رومنى" عندما كان منافسا لاوباما لم يذكر له هذه الحادثة المشينة لانه ايضا كان سيفعلها لو اتى للحكم.
والقليل جدا من الدول الغربية التى قد تساعد الدول النامية وليس لها مطامع سياسية ومنهم كندا، وعندما تجمع بعض من رجال الاعمال والساسة الامريكان حول رئيس الوزراء الكندى السابق "جون كريتيان" يلومونه لاحتفاظ كندا بعلاقات مع كوبا قال لهم كريتيان بكل وضوح "إلى متى يظل الغربيون يستنزفون الدول الفقيرة، لا بد للجشع الغربى ان يكون له حدود وان نترك موارد الدول الفقيرة لهم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com