ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

السفير محمد العرابى وزير الخارجية السابق: ولى عهد الإمارات قال لى: «الشيخ زايد أوصانا بمصر ولن نتركها لكننا لن نسمح بالإسلام السياسى»

الوطن | 2013-01-12 07:42:57

 فى حوار ممتد، تحدث إلينا السفير محمد العرابى، وزير خارجية مصر السابق ليس فقط بحكم خبرته لنحو أربعين عاماً من العمل الدبلوماسى، ولكن أيضاً باعتباره عائداً لموقع صناع الخبر، من خلال عمله السياسى ونشاطه داخل جبهة الإنقاذ الذى اختارته ليكون ضمن وفد يجتمع مع وفد من الكونجرس الأمريكى برئاسة السيناتور جون ماكين الأسبوع المقبل.. وحول هذا الملف وقضايا أخرى تتعلق بسياسة مصر الخارجية وعلاقات مصر العربية والأزمة مع الإمارات، كشف العرابى الكثير من الكواليس والأسرار فى تفاصيل الحوار:

 
* دعنا نبدأ من الخبر، وهو أن وفداً من الكونجرس سيأتى لمصر برئاسة السيناتور جون ماكين سيقابل وفداً من جبهة الإنقاذ، وستكون أحد الأعضاء المكلفين بلقاء ماكين.. من الذى سعى لهذا اللقاء؟
 
- باختصار شديد وبوضوح شديد أيضاً.. السفارة الأمريكية اتصلت بمديرى المكاتب الخاصة وبرموز جبهة الإنقاذ وقالوا إن هناك وفداً سيأتى من مجلس الشيوخ برئاسة السيناتور ماكين وبالتالى يريدون مقابلة شخصيات من جبهة الإنقاذ للتعرف على رؤيتهم للوضع الحالى فى مصر وبعد ذلك اجتمع قادة الجبهة واختاروا أربعة أسماء لمقابلة الوفد.
 
وهؤلاء الأربعة معروفون لدى المجتمع المصرى ولهم خبرة فى المسائل الداخلية والخارجية ويستطيعون إدارة حوار جاد وعميق مع هذا الوفد.
 
* هل تعتبر ذلك تغيراً فى الموقف الأمريكى تجاه التفاعلات السياسية المصرية؟
 
- أنا لا أعتبره كذلك.. وأقول هذا بحكم خبرتى فى العمل الدبلوماسى والذى كان من ضمن محطاته العمل لدى سفارة مصر فى واشنطن، واقع الأمر أن الولايات المتحدة ما زالت تنظر للتجربة المصرية بنوع من التأييد؛ لأنها ترى أن هذه أول مرة تحدث فيها انتخابات حرة ديمقراطية وأدت لانتخاب رئيس مدنى، وتقديرى أنه ليس لديها أى استعداد للمساهمة فى إفشال ظاهرة الربيع العربى فى المنطقة، هذان العاملان ما زالا صالحين وبالتالى لا أستطيع أن أدعى أن الزيارة ترصد نوعاً من التغيير فى الموقف الأمريكى؛ ولكن يمكن اعتبارها رصداً ونوعاً من القلق على المسار الديمقراطى فى مصر، وهذا الأمر الجميع يعيه، أن كل ما يجرى فى مصر يتبع بقدر من الرصد والتقييم والتحليل فى جميع أروقة واشنطن ومؤسساتها والاتحاد الأوروبى والعالم العربى أيضاً.
 
* لماذا؟
 
- لأن الأمور فى مصر ليست مجرد ظواهر ستتم والعالم سيبتلعها بسهولة.. ولكن لها تبعتها وتأثيراتها على مصالح متشابكة ومعقدة لجميع الأطراف؛ لذا كل شىء يحدث يتم له رصد وتحليل والإجابة على سؤال مهم وهو: هل فعلاً الثورة المصرية تؤدى إلى تحقيق أهدافها فى الديمقراطية الكاملة، أم مجرد ديكور وسيحدث شىء آخر؟ والإجابة على هذا السؤال هى مهمة الوفد الأمريكى.
 
* قد يفسر اللقاء على أنه استقواء بالخارج والولايات المتحدة من قبل جبهة الإنقاذ؟
 
- أرفض تماماً حديث «الاستقواء» وهو يعكس اندفاعاً فى التقييم لأننا لسنا ذاهبين كمجموعة مستضعفة نشكو للولايات المتحدة الأمريكية ونقول لها الحقينا، لا بالعكس أنا أقدر أقولك فى عنوان كبير هم الذين طلبوا اللقاء ونقدر نقول لهم ابعدوا عنا ولا تتدخلوا فى شئوننا الداخلية واتركونا ننقى الجو معا كمصريين ونرجو أن تكفوا عن تدخلكم الذى أدى إلى موقف لم تشهده مصر من قبل.
 
* وما جدوى اللقاء إذن؟
 
- هذا اللقاء ربما يعنى أموراً أخرى تؤدى إلى أن الولايات المتحدة يكون لديها بعض النضج فى تعاملها مع قضايا منطقة الشرق الأوسط؛ لأن تاريخها فى المنطقة يقول إنها تبدأ دائماً بأسلوب وتفشل فى النهاية وهذه حقيقة تجاربها فى مختلف دول المنطقة انظر ماذا حدث فى العراق وليبيا والسودان وماذا يحدث الآن فى سوريا، ونحن كمصريين نستطيع التفاعل معاً والتعامل مع مشكلاتنا بشكل به صراحة وجرأة على بعضنا البعض وأؤكد أن تدخل الولايات المتحدة سوف يؤدى إلى وبال أكثر منه نفعاً لأى طرف من الأطراف.
 
* بمناسبة الحديث عن تدخل الولايات المتحدة.. السفيرة الأمريكية فى حوار لـ«الوطن» قالت إن المصريين يرحبون بالتدخل عندما يكون على هواهم وينتقدونه عندما لا يكون مؤيداً لموقفهم؟
 
- هذا حديث لا يخلو من منطق؛ لأنك لو ترصد أنه أثناء الانتخابات الرئاسية كانت هناك وفود من مختلف الأحزاب من الحرية والعدالة ذهبت للولايات المتحدة والتقت سياسيين وجماعات ومسئولين هناك ولم ينكر أحد أو ينتقد هذا، كما أن السفارة كانت على اتصال بجماعة الإخوان المسلمين منذ أعوام قبل ثورة 25 يناير وهذا الكلام قيل على لسانهم ولست أقوله كنوع من الطعن، وقلت هذا الكلام منذ شهور، وأن الاتصالات قائمة وموجودة منذ أيام الرئيس السابق مبارك.
 
* لماذا وافقتم على المقابلة إذن؟
 
- لأننا لا نرى أننا سوف نقول شيئاً خفياً، ما نقوله فى العلن، نقوله فى الغرفة المغلقة ولا نرى فى الموضوع شيئاً يديننا أو يؤثر على مسيرة جبهة الإنقاذ على الإطلاق.
 
* على ذكر مسيرة جبهة الإنقاذ.. هناك تقارير إعلامية تتكلم عن خلافات داخل جبهة الإنقاذ بين القادة الثلاثة: البرادعى وموسى وصباحى؟
 
- غير صحيح.. جبهة الإنقاذ تتميز بالثراء والتعددية فى الأفكار داخلها وأحترم فكرة أننا نعمل تحت مظلة لكن كل حزب له بعض الآراء المختلفة، الرموز الثلاثة عناصر وطنية لا أحد يمكن أن يشكك فى وطنيتهم ومقاصدهم، وأحب أن أحترم أنه طالما تم تعيين الدكتور أحمد البرعى متحدثاً رسمياً للجبهة بأن نحيل إليه مثل هذه الأمور.
 
 
* الجبهة تركز على مظاهرات يوم 25 يناير لإسقاط الدستور وفى نفس الوقت تحضر أوراقها للانتخابات بناء على هذا الدستور، ألا ترى فى ذلك تناقضاً؟
 
- من قال إننا سنخرج لإسقاط الدستور، هذه الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، والجميع سيتوقف أمام سؤال: هل تحققت أهداف هذه الثورة أم لا؟ وأعتقد أن الخارجين فى هذا اليوم سيقولون إن الثورة لم تحقق أهدافها كاملة، وستكون سلمية والدكتور محمد البرادعى أصر على هذه الكلمة ويكررها دائماً أن الخروج يوم 25 يناير سلمى والموضوع،أما إسقاط شىء فلا أعتقد أنه وارد على الإطلاق فى أى تفكير؛ لأننا فعلاً على مشارف مجلس نيابى جديد.
 
* ننتقل إلى ملف السياسة الخارجية بعد ما يقرب من ستة أشهر تقريباً من حكم الرئيس مرسى.. كيف ترى ملامح سياستنا الخارجية؟
 
- شخصيتنا الخارجية ليست واضحة ولن تتضح الآن؛ لأن ملامح سياستك الخارجية مرتبطة بسياستك الداخلية، لن يكون لك وجهان، بل سيكون لك فقط وجه واحد، وجهك الداخلى لم تتضح ملامحه والتى ستتضح حينما تطبق الدستور وترى القوانين التى سوف تتمخض عن هذا الدستور والعالم كله منتظرها ليس فقط الداخل ولكن الخارج أيضاً، وسياستك الخارجية ستكون رهينة لمثل هذه القوانين، أن ما يجرى فى الداخل لا يكون بمعزل عن سياستك الخارجية أو ما تتلقاه وأنت فى الخارج، عندما تقيد الحريات أو تقصف الأقلام أو تكمم الأفواه كل هذا لن يتركوه. (مش هيسيبوك) سوف ينعكس على ما يجرى فى الخارج وأذكر هنا، وهذا ليس سراً أن قضية أيمن نور كانت بنداً أساسياً فى مباحثات الرئيس السابق مبارك مع المسئولين فى ألمانيا عندما كنت سفيراً لمصر هناك آنذاك.
 
* العلاقات المصرية العربية كيف تراها وتحديداً العلاقات المصرية الخليجية وخاصة مع الأشقاء فى الإمارات؟
 
- من المؤسف أن نقول إن العلاقات المصرية العربية أصابها الوهن.. وهذا الوهن مبعثه ما يجرى فى الداخل أيضاً، دائما أقول إن الدولة غير المرتبة داخلياً صوتها الخارجى يكون خافتاً وليس لديها عنصر الزعامة والقيادة، وهى بلا شك أصابها الوهن لأسباب كثيرة، العلاقات المصرية الخليجية من المؤكد أن بعد الثورة حدث لها نوع من الجمود والترقب باستثناء دولة قطر، وهذه لها محددات مختلفة عن باقى الخليج.
 
* ما محددات قطر؟
 
- قطر دولة صغيرة بإمكانيات كبيرة ولديها نظرة إلى الامتداد للخارج باستعمال إمكانياتها لا أعيب عليها هذا لأن كل دولة لها الحق فى وضع استراتيجية خاصة بها وتحاول تطبيقها، ووجدت فى العملاق المصرى المصاب ببعض المتاعب والمشاغل الداخلية، فرصة جيدة ليكون لديها بعض النفوذ عندنا.. لكن لا شك أن الثورة المصرية كعمل سياسى أضاف نوعاً من التخوف على قادة الخليج بلا شك كرد فعل.
 
* خائفون من الثورة أم من الإخوان؟
 
- فى البداية كانوا يخافون من المد الثورى.. الفكرة كانت مدعاة للانتشار والتكرار، ثانياً بعض ردود الفعل من عندنا مثل إدخال رجال الأعمال العرب فى بعض القضايا الخاصة بفساد مالى أو سلطوى فى مصر، ثم بعد ذلك فكرة أن تيار الإسلام السياسى تولى الحكم فى مصر، هذا أصابهم ببعض المخاوف الأخرى، وعليك مشوار طويل كسياسة خارجية أن تعطى التطمينات المختلفة لهذه الدول بأن ليس لديك هدف على الإطلاق بتصدير الثورة أو الأفكار أو الدعوات لهذه الدول الخليجية لأنها تعتقد دائماً أنها لا تتحمل الفوضى، فهم لديهم حساسية بالغة من هذا الأمر ويجب أن ندرك ذلك ويجب أن ننظر إليها على أنها تستضيف ملايين من المصريين الذين هم أحد عوامل دعم الاقتصاد المصرى عبر تحويلاتهم المالية، فيجب أن تكون لديك علاقة متوازية فى اتجاهين يجب أن تدركها وتحترمها.
 
* وماذا عن الإمارات.. خاصة أن لديك مساهماتك وتحركاتك فى الدول العربية؟
 
- دعنى أوضح فى البداية أننى كنت فى الإمارات فى مؤتمر للحوار العربى اللاتينى حتى لا يذهب أحد بذهنه بعيداً، وكان المؤتمر فى أبوظبى، الإمارات شعب أنا شخصياً أرتاح للوجود هناك والتعامل معهم كشعب يتميز بالأخلاق والنبل والسمو فى التصرفات، هذا بوجه عام، وأتذكر أننى عندما ذهبت مع الدكتور عصام شرف وكان رئيس الوزراء، سمعنا هذه المخاوف من المسئولين وقالوا لنا صراحة إنهم سوف يكونون حساسين جداً لأى ترويج لأفكار بها إسلام سياسى فى هذه الدولة، عندما كنت وزير خارجية فى يوليو 2011 هذا الكلام قيل بصراحة فى جلسة ودية مع ولى العهد وقال هذا بوضوح، وقال نحن أبونا الشيخ زايد أوصانا على مصر، فتأكدوا أننا كعرب ومسلمين وبدو لدينا توصية الأب شىء كبير جداً ونحترمها ولا يمكن أن نتنازل عنها أو نفرط فيها، فهذا كان منطلق الحديث يومها، وكان لديهم بعض الغضب من موضوع قضايا رجال الأعمال الإماراتيين؛ لأنها أثرت عليهم ليس فى مصر فقط، لكن على أعمالهم فى العالم كله، ونحن للأسف لم نسع لتعديل هذا الموقف وهذا يمكن حكومة الدكتورالجنزورى نجحت جزئياً فى ذلك لكن للأسف حكومة الدكتور شرف لم تلتفت لهذا الموضوع رغم أننى أكدت أن هذا الموضوع مهم جداً، لكن لم تحدث له معالجة جيدة، وهذا هو الوضع الآن.. لكن طبعاً أنا فى الزيارة الأخيرة شعرت بأن هناك مغالاة بعض الشىء فى التخوف منا.
 
* كيف؟
 
- رأينا بعض المسئولين من الإمارات خلال المؤتمر وكانت هناك مبالغة شديدة وللأسف أن المعاملة أيضاً لم تكن بالود الذى كنا نلقاه، طبعاً لا يوجد مظاهر جفاء؛ لكن أنا لاحظت أن هناك بعض الفتور فى العلاقات، وانزعجت لهذا السبب وتصادفت الظروف أن ثانى يوم تم استدعاء السفير المصرى هناك بسبب الكلام عن مؤامرة إماراتية فى إحدى الفضائيات وهذا أيضاً مبالغة من عندنا، هناك مبالغة وتربص من الجانبين ويجب أن تنقشع سريعاً.. استغربت جداً وصولنا لهذه الدرجة مع دولة مثل الإمارات.
 
* هناك رأيان يقول أحدهما، ننحى هذه الخلافات ونجد مخرجاً سريعاً للعلاقات مع الإمارات والآخر يقول دعنا نلعب بورقة إيران مع الخليج.. خاصة أن وزير خارجية إيران جاء إلى مصر فى أعقاب اندلاع أزمة الخلية الإخوانية فى الإمارات؟
 
* لا أعتقد أنها زيارة مقصودة بعد موضوع الإمارات، أنا ضد هذه الفكرة، وتتذكر بعد الثورة البعض قال يجب إعادة العلاقات مع إيران فوراً وكأن الثورة قامت لإعادة العلاقات مع إيران، وإلى الآن لم تعد العلاقات ومستوى العلاقات كما هو قبل 25 يناير، وهذا يثبت خطأ المقولة التى قيلت أيامها برفع التمثيل الدبلوماسى لمستوى السفراء، وأرى أن استخدام ورقة إيران سيكون خطأ وأذكر هنا بما قاله الرئيس مرسى إن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، فهل ستهدد أمنك باستخدام ورقة إيران؟ هذا ليس منطقى، وعواقبه ستكون مضرة أكثر منها مفيدة ويجب ألا نقع فى حلقة التنافس الإيرانى ونكون نقطة هيمنة لها، بأن تبدأ من مصر وهذا لا يمكن أن يكون مقبولاً سياسياً ولا استراتيجياً؛ لأن هذا سيدخلك فى متاهات لا تعرف مداها، ويبدو هذا أنه ضمن تفكير إيرانى أوسع ومقصود ومرصود ويجب ألا نقع فريسته؛ لأن انتماءنا العربى لا يوجد به أى تنازع أو أى تغيير ويجب أن نصر عليه ونتمسك به وأعتقد أن الرسائل الواردة فى خطب الرئيس تؤكد هذا، أنا مع تعزيز العلاقات مع إيران لكن على أساس وقلت هذا الكلام منذ يونيو 2011 وأكرره الآن؛ لأنه كان هناك دعوة اندفاعية غير معقولة وغير مدروسة وأننا نرجع العلاقات مع إيران على مستوى السفراء فوراً، وأنا كنت أرى أن سياستنا مع إيران تسير بشكل صحيح فى الفترة الماضية مثل تلبية الدعوة وحضور المؤتمر وفى نفس الوقت إرسال رسائل صادقة صادرة من الرئيس المصرى عن موضوع سوريا، كنا نسير بشكل جيد جداً فى السياسة الخارجية فى الفترة الأولى للرئيس لا أعرف ماذا حدث الآن.. لماذا هناك حالة من الوهن. مش قادر أفهم ليه.
 
لدينا مناسبتان هامتان فى الفترة القادمة، أولاً مؤتمر القمة الاقتصادية فى الرياض، هذا موضوع مهم جداً يجب أن نتنبه له ونعد له جيداً ومصر كان لها دور فى المؤتمرين السابقين وكانت مصر شريك الكويت فى مبادرة المؤتمر الاقتصادى ولدينا مؤتمر القمة الإسلامى الذى سيكون هنا فى مصر، وأرى أن لدينا فرصتين لإعادة الكيان المصرى والصورة المصرية الجيدة فى العالمين العربى والإسلامى.
 
* القمة الاقتصادية العربية.. كيف تدخل مصر هذه القمة وما هى الأوراق التى يجب أن تكون فى يدها؟
 
- لست مع أن تطرح مصر أزمتها الاقتصادية فى إطار عربى واسع كذلك، ولا أرى أن ذلك صحيح، لكن تتذكر أيام يناير 2011 عملنا كوزارة خارجية دراسة قوية جداً، سميناها التنمية الخضراء وتتذكر أننا أرسلناها إلى مكتب الرئيس السابق وللأسف لم تلق أى نوع من التأييد وبالتالى نحيناها جانباً فى ذلك الوقت ويومها قيل لى جهز مبادرة أخرى غير التنمية الخضراء ورفضت وقلت هذه هى التى أستطيع العمل بها وإذا كانت القمة الاقتصادية ستعقد فعلاً، علينا أن نؤيد المبادرة الكويتية الخاصة بصندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة الذى نحن نحتاجه وهو به 2 مليار دولار لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى العالم العربى وأدعو وزير الخارجية محمد عمرو أن يحمل هذا الموضوع معه وهو يحضر الاجتماعات التمهيدية للقمة الاقتصادية، ويؤكد أن شباب مصر فى حاجة لفرص العمل وأننا لدينا كيان جاهز.. فهذا أول مؤتمر اقتصادى يتم بعد الربيع العربى، عندما كنا فى شرم الشيخ حدثت ثورة تونس فقط، وقال وقتها الأمين العام، عمرو موسى إن الجماهير العربية غاضبة وتونس ليست بعيدة عنا وحذر الجميع ولم ينتبه أحد.. وأعتقد أنه من الحكمة أنه ليس نحن الذين نثير هذا الموضوع بل دعم اقتصاديات الربيع العربى يجب أن تأتى من الدول الأخرى، بأن تنظر لدول الربيع العربى على أنها فى حاجة للدعم الاقتصادى.
 
* هل ستفلس مصر.. وهل الأزمة الاقتصادية التونسية الراهنة بعيدة عنا.. أم سنقول أيضاً مصر ليست تونس؟
 
- لا مصر لن تفلس.. طبعاً تراجع الجنيه أمام الدولار كان متوقعاً وصموده طيلة العامين الماضيين إنجاز يحسب لمحافظ البنك المركزى فاروق العقدة، مصر دولة اقتصادها متنوع وهذا يعطيه قوة فى حد ذاته، لديك قناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج الذين نتمنى أن نحافظ عليها ولا نستعملها فى كلام فارغ، نريد المحافظة على هؤلاء وبوجودهم فى الخارج يدعمون الاقتصاد المصرى، وأن ننتبه للسياحة.. وفى هذا الصدد دعنى أبلغك بأننى سأسافر إلى دبى يوم 17 يناير ضمن حملة ترويجية لمصر بشكل عام بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومع رجل عمال مصرى يعيش فى دبى اسمه إبراهيم جابر وأنا حالياً لدىّ مؤسسة اسمها «ولاد بلدنا» للترويج لمصر، الفكرة الخاصة بالمؤسسة مستعارة من فكرة المجهود الحربى بعد هزيمة 1967 ويتم استعمال قوة مصر الناعمة فى الخارج ليكون هناك عائد اقتصادى يوجه لدعم الإنسان المصرى البسيط وليس فقط الاقتصاد المصرى، وهدفنا الآن رفع كفاءة مستشفيات التأمين الصحى فى مصر، ورفع كفاءة مدارس التعليم الفنى لكى نخلق وظائف للشباب لكى يكون مدرباً وجاهزاً للعمل فى مختلف القطاعات بما فيها قطاع السياحة، والحملة هناك سيكون لها ترويج سياحى؛ لأن هناك جناحاً مصرياً كبيراً فى قرية دبى العالمية سيستعمل من أجل الترويج لمصر وشهر يناير كله شهر التسوق فى دبى ومتوقع أن يكون هناك مليون زائر سوف يزورون القرية خلال شهر يناير وسوف نقوم بجهد مجتمعى والفنان حكيم سوف يكون معنا لإحياء حفلة وربما تبرع بأجره، وعائد هذه الجولات الخارجية سيوجه لدعم مستشفيات التأمين الصحى، وسوف نبدأ بها فى البداية لكى يظهر العمل ولكى ينجح وسوف يساهم الناس معنا بالتبرع والتطوع، ونحن نحتاج لأعمال كثيرة مثل تلك.
 
* كيف استقبلت حديث الدكتور عصام العريان حول ضرورة عودة اليهود المصريين لمصر وتعويضهم؟
 
- الرجل قال بعد ذلك إن هذا رأيه الشخصى.
 
* عملت فى سفاراتنا بإسرائيل والولايات المتحدة وتدرك مدى حساسية هذا الملف، وعندما يخرج مثل هذا الصوت من مصر ومن قيادى فى الحزب الأول فى مصر، فإن مثل هذا الأمر يكون له تبعات، كيف استقبلت مثل هذا التصريح؟
 
- أقول إنه.. إذا كان بقصد التجميل، فإن هناك وسائل أخرى ممكن يجمل بها نفسه، ولا أرى أن هناك ظرفاً معيناً كان يقتضى مثل هذا الكلام، لم أكن أتصور أن هناك شيئاً على المسرح السياسى يستوجب قول هذه العبارة أو نفيها حتى، فقد مضت سنوات طويلة ولم يتطرق أحد لهذا الموضوع ولا حتى اليهود أنفسهم، رغم كلام بعض اليهود عن التعويض والعودة، ولم أرَ أن الظرف السياسى كان يتطلب هذا التصريح ولا الظرف الزمنى، ولن يجنى به شيئاً سياسياً إذا كان بقصد التجميل.
 
* كيف ترصد العلاقة بين مؤسسة الخارجية ومؤسسة الرئاسة فى ضوء الهيمنة الواضحة من قبل الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية على ملفات السياسة الخارجية؟
 
- لا شك أن هناك قبضة قوية من مؤسسة الرئاسة على العمل الخارجى ولكن أؤكد لك أن وزارة الخارجية مؤسسة وطنية قوية وقادرة على أن تنهض بمسئوليتها لأن مسئولية الخارجية متشعبة وفنية جداً وليس أى أحد يدعى أنه يقدر يدلى بدلوه فيها، لدينا مجال واسع جداً للعمل كوزارة الخارجية بمجموعة من أكفأ الدبلوماسيين فى العالم وهذا بشهادة الجميع، عندما كنت وزيراً جاءنا محكم دولى يتحدث فى قضايا التحكيم أحضرت له شباباً من مكتبى واندهش من هذا المستوى الرفيع القانونى فى موضوع دقيق جداً وموضوع صعب جداً، لدينا شباب فى مكتب وزير الخارجية قدروا يناقشونه بدقة وعمق فى مثل هذه التفاصيل، فإذن أنت لديك جهاز محترم جداً أتمنى استخدامه، وهو وزارة الخارجية ليست مجرد أنها ترعى مصالح المصريين فى الخارج وتقيم علاقات متوازنة مع الجميع، لكنها أيضاً لها بعد اقتصادى وثقافى وأنا أقول ذلك منذ فترة، هناك فكر اسمه الدبلوماسية العامة بأن توظف جهودك الخارجية لمنفعة بلدك، لا يمكن أن يكون مجرد وجود ورفع علم، لا بد يكون لنا إسهام فى دعم مصر اقتصادياً وعلمياً وثقافياً وسياحياً وكل شىء، وزارة الخارجية يجب أن تعمل فى كل هذه المجالات بالتعاون مع الجهات الأخرى، وفيما يخص تدخل المؤسسات الأخرى فى عمل الخارجية كان موجوداً على مر العصور السابقة منذ الرئيس عبدالناصر وبأشكال مختلفة.
 
* لماذا وضعت اسمك مع الدبلوماسيين المصريين الذين رفضوا الإشراف على استفتاء الدستور بالخارج على الرغم من تركك الخدمة؟
 
- بسبب الدم.. الدم.. عندما أجد الدستور وثيقة تصالح اجتماعى لا يجب أن يكون به دم على الإطلاق ولم يكن هناك تصالح اجتماعى، بل انقسمنا 60% و40% وهذا بأى حال من الأحوال لا يمكن أن يكون دستوراً توافقياً تعيش به دولة فى الجمهورية الثانية، أنا أيدتهم على الرغم من أننى تركت العمل الوظيفى ولا أشرف على انتخابات ولكنى أيدت المسعى.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com