بقلم: مدحت قلادة
عايز تعرف ليه أنا مسيحي وليه بحب يسوع..
وليه صليب مرسوم على إيدي وليه في قلبي خشوع
يا صاحبي كل صفاتي الغالية واخدها من الله..
خلقني عايش في حرية ومش بفرض معاه
شجاعتي مش في السيف والحربة ولا هزيمة الناس..
يسوع إلهي في المسيحية علمني أعيش أحياه
ترنيمة تعلمناها ورددناها وعلمناها في مدارس الأحد بكنائس مصر الحبيبة، رددها أطفال مصر الأقباط في خشوع وصلاة، تعلم منها الملايين في سلاسة معنى المسيحية والشهادة في المسيحية التي ليست في القتل أو سفك الدماء أو التفخيخ أو التنكيل بالآخر، بل في الثبات على الرأي... كما أنها ليست في الإستعلاء أو التكبر على الآخر ولا في حمل السيف والحربة لقتل الآخر وهزيمة البشر.. بل في العيش لتطبيق وصايا الله المعاشة لنقدم ذواتنا كسفراء للمسيح على الأرض من خلال أفعال على أرض الواقع وليس كما يفعل الآخرون ينادون بالمحبة وشعارهم القتل يتكلمون عن العطف وشعارهم عدم تحية شريك الوطن... يتحدثون عن الله داخلهم وهم مملوئين كراهية وحقد...يتحدثون عن الوطنية ويقسمون المواطنين..يتحدثون عن الايمان ويكفرون الكل...يتحدثون عن حسن السلوك وهم بعيدين عنه...
أتذكر هذه الأيام المؤسفة ذكرى شهداء المسيحية في مدينة الإسكندرية الذين نالوا إكليل الشهادة من نظام ظالم رحل بفضل شباب مصر الأحرار ولكن خُطِفْت ثورتهم ليأتي نظام أكثر ظلما.. نظام فاشي احتكر الدين والله داخله وأصبح القتل على الهوية الدينية وشحن الغوغاء والدهماء من أتباعهم على مسمع ومرأى الجميع.
وإن كانت دماء شهداء كنيسة القديسين بالإسكندرية شاهدة على الظلم وسادية النظام ألا أنها شاهدة على الإيمان المسيحي والشهادة المسيحية، شهادة في الثبات على الرأي شهادة في الإيمان شهادة في حب الله شهادة حمل المسيحية وتعاليمها الحقة وتقديم الإيمان المسيحي من خلال أعمال على الأرض وليس من خلال أقوال بلا أفعال .
أتذكر شهداء القديسين الأبرار وأقارن بين شهداء زُفوا للسماء بعد ظلم وإجحاف نظام سابق ونظام حالي وتواطؤ من الكل لينالوا إكليل الشهادة وبين جماعات متخلفة فهمت جوهر الله خطأ فتسمع منهم من يصرح (أبغضك في الله) حاشا لله أن تكون البغضة من صفاته!! الله محبة خالصة، الله محبة مطلقة، الله هو هو أمس اليوم وإلى الأبد ليس له تغيير ولا ظل دوران... أتذكر شهداء كان استشهادهم بداية لثورة ونهاية لنظام ظالم أتى بعده نظام فاشي لم ولن يتعلم فتسمع تصريحات عدم وجوب التهنئة للمسيحيين بينما كلهم يقفون على أعتاب السفارة الأمريكية يهنئون السفيرة ويحيون العلم... ويلهثون وراء الإدارة الأمريكية لينالوا رضاها .
أتذكر شهداء المسيحية الأبرار الذين انتقلوا على الرجاء لحياة أفضل قدموا صورة رائعة للشهادة المسيحية الحقة وهي الثبات على الإيمان المسيحي هم شهدائنا الأبرار على عكس شهداء المتطرفين فتجدها تلصق بقاتل أو لص أو مفجر نفسه ليحصد آخرين...
طوباكم أيها الشهداء الأبرار القديسين الثابتين في الإيمان أنتم فعلا شهداء الحق فدمائكم بذرة إيمان لأرض مصر تزهر الكنيسة وتنعشها بالإيمان المسيحي، طوباكم لأن شهادتكم نلتموها ليس بقتل أو بإغتصاب لحق الآخر في الحياة بل قدمتم حياتكم في حب وتضحية وتفان.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com