بقلم: ماجد الراهب
" مبارك شعبي مصر" جاءت كلمة مصر بالكتاب المقدس حوالي 698 مرة، وإن دلَّ ذلك على شيء، فهو يدل على أهمية مصر ووضعها المميز بين الدول والشعوب، وعندما بحث السيد المسيح عن الأمان وهو طفل لم يجد سوى مصر يهرب إليها هربًا من بطش "هيرودس"؛ ليمكث بها حوالي ثلاث سنوات، وتتبارك أرض مصر بزيارة العائلة المقدسة .
ونحن نحتفل بميلاد السيد المسيح نتذكر بركات الميلاد وانعكاسها على مصر ..
فرح في الأرض والسماء
في يوم عيد ميلاد رب المجد، أعلن الملاك الخبر المفرح للرعاة "ها أنا أبشركم بفرح عظيم.." (لو 2 :10 ).
والمجوس "فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا جدًّا.." (متى 2 : 10 ).
والملائكة أخذت تنشد في السماء قائلة: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" ( لو2 :14).
المصالحة والسلام
عندما دخل المسيح الهيكل في بلده الناصرة، كانت القراءة المعيَّنة لليوم من نبوَّة إشعياء، من الأصحاح الحادي والستين، فقرأ المسيح: "روح الرب عليََّ، لأن الرب مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلوب، لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق ولأنادي بسنةٍ مقبولة للرب.. لأعزّي كل النائحين، لأعطيهم رداء تسبيحٍ عوضًا عن الروح اليائسة".
مجيء المسيح كشف زيف كل ما سبقه من معتقدات، والحالة الروحية والسياسية والاقتصادية كانت بائسة، وكان شعب الله محبطًا ويائسًا يتوق لمخلص، ويحتاج لأمل جديد، وعندما جاءت البشارة وولد يسوع، ملأت الترنيمات أركان العالم فقد ولد الرجاء.
وتمت المصالحة وساد السلام في الانفس البشرية
لقد تبدل حال الفقراء المحتقرين بميلاد السيد المسيح... نعم ألم يأتِ ليُنزل الأعزاء عن الكراسي ويرفع المُتضعين.. لقد حلت بركات الميلاد على المهمشين والمرزولين .
كانت المرأة محتقرة عند اليهود والرمان، وكان اليهودي المتدين يصلي كل يوم ويقول لله "أشكرك لأنك لم تخلقني أمُميًّا ولا امرأة"! لكن النعمة التي حلت على العذراء مريم عمَّت كل النساء ورفعتهم إلى السماء “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” ( لو1: 48 ).
وكانت هناك فئات من المجتمع منبوذة ومن الوجهة الدينية، كانوا غير مقدسين، بلا قيمة اجتماعيًّا ولا دينيًّا، وحتى في المحاكم، كان لا يُعتد بشهادتهم مثل الرعاة، ولكن ولادة السيد المسيح جعلتهم شهودًا على الميلاد المعجزي؛ لأعظم حدث في التاريخ، لقد دخلوا التاريخ بهذه الآية “ها آنذا أبشركم بفرح عظيم أنه ولد لكم اليوم“ (لو2: 10، 11 ).
" أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا“ (ميخا 5: 2 ).
إن الميلاد أعطى قيمة للمكان والزمان والإنسان، للمهمشين والمنسيين وغير المكرمين من هذا العالم، وها هي قرية بيت لحم القرية التي لا يوجد لها مكان على الخريطة، صارت أشهر قرية في التاريخ، ومقصد زيارات كل العالم .
أما في مصر، فقد شرفت الأرض المصرية بوطأة أقدام السيد المسيح وهو طفل، وحظيت أماكن كثيرة على شرف استقباله، بدءًا من الفرما شمال سيناء، حتى أسيوط حيث الدير المحرق.
كل عام والجميع بخير ومصر أمنا تتمتع بالسلام والتقدم والرخاء..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com