"صوت المرأة مش عورة.. صوت المرأة يعني الثورة" بهذا الهتاف قادت أم عبدالرحمن، المتظاهرين أمام قصر الاتحادية في مظاهرات الثلاثاء؛ للمطالبة بإسقاط الإعلان الدستوري، وإلغاء الاستفتاء على الدستور الجديد.
كانت أم عبد الرحمن، السيدة المنتقبة، تقف على حجر مرتفع على رصيف قصر الاتحادية، ويردد وراءها مئات المتظاهرين من الرجال والسيدات هتافاتها المناهضة للحكم الإخواني، وللرئيس محمد مرسي وقرارته، وكانت أبرز الهتافات "يسقط يسقط حكم المرشد" و"عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان ملهومش أمان".
أم عبد الرحمن، أستاذة مساعدة في معهد الفلزات، واعتادت النزول في المظاهرات منذ يوم جمعة الغضب الأولى في أحداث ثورة 25 يناير، وكان يرافقها زوجها – مهندس وينتمي للتيار السلفي - وكلاهما اعتاد قيادة المتظاهرين في الهتاف بالتناوب – كما أوضحت لـ"الوطن".
واليوم كانت أم عبد الرحمن، تقود المتظاهرين لوحدها، دون زوجها، الذي اتخذ قراره بالجلوس في منزله مع ابنه عبدالرحمن، لعدم اتفاق رؤيته السياسية مع زوجته والمتظاهرين أمام الاتحادية، فهو من التيار السلفي وموافق على الدستور، ويريد تطبيق الشرعية الإسلامية - كما تقول أم عبد الرحمن.
وتقول السيدة من وراء نقابها: "زوجي لم يمنعني من النزول في مظاهرات التنديد بالحكم الإخواني، لأنه رجل معتدل، متفتح العقل لا يقيد حريتي، فالبرغم من انتمائه للتيار السلفي، إلا أنه لم يفرض عليّ نفس وجهة نظره السياسية".
والأمر الغريب الذي سردته أم عبد الرحمن، أنها جلست بجانب ابنها، السبت الماضي، عندما كان أبوه في ميدان نهضة مصر، يطالب بتطبيق الشريعة في مظاهرات تأييد قرارات الرئيس محمد مرسي.
وتؤكد أم عبد الرحمن أنها ارتدت النقاب منذ 19 عاما، فهي من عائلة ملتزمة دينيا، ولكن الالتزام الديني لم يمنعها من حقها في المشاركة السياسية والعمل.
يعرف أم عبدالرحمن، عدد كبير من المتظاهرين، وظهر هذا من خلال ندائهم عليها بلقبها، ومطالباتهم لها بالاستمرار في الهتاف، فهم اعتادوا على وجودها في ميدان التحرير.
ومن لم يصادف أم عبدالرحمن، من قبل في المظاهرات، كان يتجه إليها بإعجاب شديد ويحيّها بجملة "والله انتي بـ 100 راجل".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com