بقلم: مجدي جورج
بهذه الكلمات الساخرة علق المستشار عبد المجيد محمود النائب العام المقال علي ذفاع وزير العدل عن رئيس الحمهورية بل وتشجيعه له علي فرض حالة الطوارئ بقوله : (( ان الطوارئ مذكورة في القران )) .
وقد أضاف المستشار محمود في كلمته أمام نادي القضاة انه إذا كانت حالة الطوارئ قد ذكرت فعلا بالقران فلا لوم اذا علي حبيب العادلي ولا لوم أيضاً علي حسني مبارك الذي استمرت الطوارئ مفروضة طوال عهده .
نعرف انه من حق المرؤس ان يدافع عن قرارات رئيسه ضد معارضيه ومنتقديه ربما لانها قناعاته وربما لانها لقمة عيشه ولكن ما يفعله المستشار احمد مكي فاق كل التوقعات فالرجل الذي حسب خطا علي تيار استقلال القضاء ذات يوم والرجل الذي ناهض وقاوم حسني مبارك سابقا ، اتضح أخيرا انه ليس أكثر من يد من ايدي الاخوان المسلمين التي استخدموها في جميع النقابات والهيئات كي يسيطروا عليها من داخلها ، واتضح أكثر ان الرجل لا يعنيه استقلال القضاء نهائيا وان هدف الرجل الأول والأخير هو تحقيق مصلحة الجماعة حتي لو اصبح القضاء تابع ذليل للسلطة التنفيذية .
فالمستشار احمد مكي لم يكتفي بمحاولته الفاشله المشبوه السابقة في التخلص من النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بل وتهديده تليفونيا بقبول منصب سفير بالفاتيكان والا ...
بل اظن ان ذهن معالي وزير العدل تفتق عن هذا الحل الجهنمي للتخلص من النائب العام بهذا الاعلان الدستوري الكارثي الذي صدر الاسبوع الماضي والذي مزق البلاد ورمي بها في اتون نار لا نعرف من سيستطيع اطفائها .
ولم يكتفي الرجل بهذا فقط بل قام بالإتيان بمن قيل انه احد أقاربه كي يعين نائب عام جديد ويحلف اليمين بليل وكاننا امام شغل اتقلابات عسكرية وعصابات تسيطر علي الحكم ، فقد فعلوها سابقا عندما حلف وزير الدفاع السيسي اليمين امام رئيس الجمهورية بعيدا عن الاعلام وقد غفرنا لهم ذلك سابقا لأننا لم نري خير من العسكر ، ولكن الرئيس وجماعته استمرؤا هذا الامر بحيث اصبحت كل قرارتهم وكل قسم يمين لديهم سريا فهم لازالوا يتصرفون بمنطق الجماعة المحظورة عندما كانوا يحلفون يمين الطاعة والولاء للمرشد علي المسدس والمصحف في غرف مغلقة .
لم يصل دفاع وزير العدل احمد مكي عن رئيسه مرسي لهذه الدرجة من العهر السياسي واستخدام الدين للدفاع عنه وعن قرارته فقط بل وصل لدرجة انه (( كما قرات في احد المواقع )) قال ان الرئيس إذا كان قد حنث بقسمه علي احترام الدستور فانه سيقوم بالصوم ثلاثة أيام كفارة عن هذا الحنث بقسمه وهذا الأمر لو صح فإننا سنتحول الي مجتمع غاب نكذب علي بعضنا البعض ونخالف ضمائرنا وشرف مهننا .
فكل يمين يقسمه قاضي او طبيب او رجل شرطة او جيش او رجل مخابرات يستطيع الحنث به والعمل بما يخالفه طالما ان وزير العدل أباح لهم هذا الأمر فالكفارة عن ذلك بسيطة وهي صوم ثلاثة أيام والله غفور رحيم .
أخيرا أستغرب من الشعب الذي خرج أيام مبارك ثائرا ضده لأنه اشتم رائحة توريث للحكم من بعده لنجله جمال ولكننا في هذا العهد الإخواني الحالك الظلام رأينا ولمسنا التوريث الفعلي فهناك مرشح إخواني ( مرسي ) يحل محل آخر ( الشاطر) بناء علي رغبة مكتب الإرشاد وهناك رئيس ( مرسي ) يعين صهره ( احمد فهمي ) رئيس لمجلس الشوري وهناك وزير عدل ( احمد مكي ) وأخيه نائب للرئيس ( محمود مكي ) دون ان يحرك هذا الشعب ساكنا ودون خروج مظاهرة واحدة تندد بمن يورثونا لجماعتهم .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com