اعلنت حركة حماس عن تلقيها "عدة عروض من دول مختلفة" لإبرام إتفاق تهدئة مع إسرائيل، مبينة أنه "لا جدية لدى إسرائيل في وقف هجماتها على الفلسطينيين في قطاع غزة."
وطالبت حماس على لسان المتحدث بإسمها سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي مقتضب الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية بإستمرار الرد على ما وصفه "بالعدوان الصهيوني" في إشارة ضمنيه إلى رفض الحركة لعروض التهدئة.
وفي اسرائيل، قال وزير الدفاع ايهود باراك إنه يسعى للحصول على موافقة اعضاء الائتلاف الحاكم لقرار يقضي باستدعاء 75 الفا من جنود الاحتياط، وذلك في اشارة الى اجتياح بري محتمل لقطاع غزة.
وقال الجيش الاسرائيلي الجمعة إنه قرر اغلاق ثلاثة طرق قريبة من قطاع غزة امام حركة المرور المدنية، في اشارة اخرى الى تحشيد محتمل للقوات البرية في المناطق المحاذية للقطاع.
وفي وقت لاحق، أعلن متحدث بإسم وزارة الصحة المقالة بغزة عن مقتل ثلاثة فلسطينيين في غارة إسرائيلية جوية بمنطقة مخيم النصيرات وسط القطاع، وبذلك يرتفع عدد ضحايا التصعيد المستمر لليوم الثالث على التوالي إلى 27 وأكثر من 270 جريح.
مصر
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قد اكد في وقت سابق أن مصر لن تترك غزة وحدها واصفا ما يحدث في غزة بأنه "عدوان سافر على الانسانية".
وقال الرئيس مرسي في كلمة قصيرة له عقب صلاة الجمعة في القاهرة "نحن نرى ما يحدث في غزة من عدوان سافر على الإنسانية وأنا أحذر وأكرر تحذيري للمعتدين بأنه لن يكون لهم أبدا سلطان على أهل غزة ".
وأضاف ان "القاهرة لن تترك غزة وحدها كما انني أقول لهم باسم الشعب المصري كله إن مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس وعرب اليوم مختلفون عن عرب الأمس".
في غضون ذلك، ذكرت إذاعة الأقصى التابعة لحركة حماس الجمعة أنه "تم إعدام أحد أكبر العملاء المتعاونين مع إسرائيل في غزة والذي كان له دور كبير في اغتيال عدد من زعماء المقاومة".
وذكر شهود عيان أن مسلحين فتحوا نيران أسلحتهم على رجل في شارع الجلاء شمال مدينة غزة وأردوه قتيلاً.
ومن جانبها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عن "إسقاط طائرة حربية إسرائيلية بصاروخ أرض جو واشتعال النيران فيها."
وأعلنت الكتائب "أن مجاهديها يبحثون عن حطام الطائرة، بينما يكثف الاحتلال لمنع المجاهدين من الاستيلاء على حطامها" على حد تعبيرها.
وياتي ذلك بعيد ساعات من مقتل فلسطينيين اثنين بينهما طفل في غارة جوية إسرائيلية على حي الصفطاوي شمالي قطاع غزة أثناء زيارة قصيرة لرئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى غزة الجمعة "ندد فيها بالعدوان الاسرائيلي" على القطاع.
وقال قنديل خلال زيارة لمستشفى الشفاء "إن ما يحدث في غزة كارثي وعلى اسرائيل أن توقف هذا العدوان".
ووصل الوفد المصري إلى ميناء رفح البري على الحدود بين مصر وقطاع غزة منهيا الزيارة التي استغرقت نحو 3 ساعات فقط.
وكان رئيس الوزراء المصري قد وصل الجمعه إلى غزة تعبيرا عن "التضامن مع الشعب الفلسطيني" بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي الاخير على القطاع في اليومين الماضيين.
وتواصلت الانفجارات في غزة في الوقت الذي كثفت فيه اسرائيل من هجماتها على القطاع فجر اليوم بالتزامن مع زيارة وفد مصري برئاسة رئيس الوزراء.
وقال مراسل بي بي سي في غزة شهدي الكاشف إن كتائب القسام اعلنت ان عمليات الرد على الغارات الاسرائيلية التي اطلقت عليها اسم ”حجارة سجيل” مستمرة مؤكدة ان مسلحيها اطلقوا 42 صاروخا على بلدات نير اسحق ومفتاحيم وميغن ونيريم.
وقالت إسرائيل إنها ستوقف كل الأعمال العسكرية خلال زيارة قنديل التي استغرقت ثلاث ساعات مادامت حركة حماس ممتنعة عن إطلاق النار.
وكان ثلاثة اسرائيلين من بينهم امرأتان قد لقوا حتفهم عندما اصاب صاروخ انطلق من قطاع غزة مبنى في مدينة كيريات مالاشي الجنوبية الثلاثاء بحسب مسؤولين اسرائيليين.
في غضون ذلك، خرجت في الضفة الغربية المحتلة مظاهرات شارك فيها آلاف الفلسطينيين للتنديد بالهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. ودعا المتظاهرون حركة حماس الى "قصف تل ابيب."
فقد خرجت مظاهرات في رام الله ونابلس والقدس الشرقية رفع المشاركون فيها اعلام حركة حماس واحرقوا الاعلام الاسرائيلية.
وقال مسلحون فلسطينيون إنهم اطلقوا نحو 350 صاروخا من قطاع غزة نحو اسرائيل خلال الايام الماضيه بينما قالت اسرائيل ان 130 صاروخ فقط اطلقت من القطاع واعترضها نظام (القبة الحديدية) الدفاعي.
وفي تل ابيب، لجأ السكان إلى الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار التي تحذرهم من تهديد صاروخي محتمل وذلك لأول مرة منذ عام 1991. وقد سقط صاروخ واحد في منطقة غير مأهولة بينما يعتقد بأن صاروخا آخر سقط في المنطقة.
مساع تركية
ومن جانب آخر،وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الهجمات الاسرائيلية على غزة بأنها ألاعيب انتخابية وقال إنه سيناقش الامر مع الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة في مطلع الاسبوع القادم.
وسعت تركيا بقيادة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان لاستخدام نفوذها كقوة ديمقراطية صاعدة لزيادة سطوتها في الشرق الاوسط، نائية بنفسها عن موقفها السابق كحليف لاسرائيل.
وقال اردوغان انه سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت لاحق من يوم الجمعة وإن انقرة تسعى ايضا للتباحث مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين وسط احتمال شن اسرائيل هجوم ارضي شامل على غزة.
وكانت الولايات المتحدة قالت إنها طلبت من تركيا ومصر حث حكومة حماس في غزة على وقف اطلاق صواريخ على اسرائيل، ولكن اردوغان القى باللائمة في الازمة على اسرائيل.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com