العمليات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية ليست من دون ثمن، يتمثل في الهاجس الأمني الذي صار جزءًا من الهواء نفسه. وعليه فلا غرو أن تبحث المؤسسات الأمنية الخاصة والعامة على السواء عن مختلف الوسائل التي توفر شيئًا من الطمأنينة.
في حال نجاح هذا المشروع الإسرائيلي، فقد تحل الفئران (الرخيصة لأنها في كل مكان) محل الكلاب في اكتشاف المتفجرات والمخدرات وغيرها من المواد المحظورة.
المشروع تقوده شركة «تَمار غروب» الإسرائيلية المتخصصة في مجال الأمن وأسستها مجموعة من ضباط القوات الخاصة السابقين. ونقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عنهم قولهم إن نجاحه يعني أنهم صاروا قادرين على قلب «السوق الأمنية» الداخلية، على الأقل، رأسًا على عقب.
ونقلت الصحيفة عن بواز هايون، المدير التنفيذي للشركة، قوله: «حاسة الشم لدى الحيوانات تتفوق كثيرًا على أفضل مجسّات الأجهزة التي توصلت اليها التكنولوجيا الحديثة. ونظامنا هذا يأخذ الفئران الموجودة أينما وجد ما يؤكل ويحولها الى «مجسات بيولوجية». ويحدث هذا عبر تدريبها مختبرياً على اكتشاف المخبأ من متفجرات ومخدرات وسائر المواد المحظورة».
ويقول إن الفئران توضع في في مداخل المنشآت المراد حمايتها. فإذا مر أمامها شيء «مشكوك فيه» فهي تتصرف على نحو تفسره المجسّات الإلكترونية المتصلة بها على نحو تصنّفه في خانة الخطر. فتنبّه رجل الأمن الجالس أمام شاشة كمبيوتر الى أن شيئاً ما ليس على ما يرام».
ويقول إن هذا المشروع بدأ قبل ستة أعوام، وإن التجارب ظلت تجرى بحيث يكون ملائمًا لمختلف الظروف. ويضيف إن الجهات المستفيدة منه قبل غيرها هي المطارات ونقاط الشحن والسيارات والحافلات وغيرها مما يستهدفه أو يوظّفه الإرهابيون والمهرّبون.
ومن جهته قال اوفر زاكس، المدير التنفيذي في «معهد التصدير الإسرائيلي»، إن الصناعات الأمنية الإسرائيلية تنمو بسرعة هائلة، ولذا فإن بلاده تجد الباب مفتوحًا الى الريادة العالمية في هذا المضمار.
وقال إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية «أحالت البلاد هدفاً للهجمات الإرهابية». وأضاف أن التصدي المستمر لهذا الخطر أصبح هو نفسه ثروة ضخمة من التجربة في حماية الأرواح والممتلكات.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com