ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أين أنت يا مرسى؟

بقلم: منير فخرى عبدالنور | 2012-11-02 13:31:33

ثلاثة حوادث طائفية فرضت نفسها على وسائل الإعلام فى بداية هذا الأسبوع، ثلاثة حوادث هزت ضمير المصريين المؤمنين بأن الوحدة الوطنية مصدر قوة حمت مصر عبر العصور فى مواجهة المخاطر التى تتهددها، ثلاثة حوادث أزعجت كل المصريين الذين ينشدون أمن واستقرار المجتمع فى مرحلة دقيقة وصعبة.

فيوم الأحد الماضى، اعتدى أبناء عزبة ماركو، مركز الفشن ببنى سويف، على أبناء القرى المجاورة القادمين للصلاة بكنيستها بدعوى أن مجيئهم يزحم طرقات العزبة ويزعج أهلها.

وفى المنيا، تظاهر عشرات السلفيين أمام مبنى تابع للمحافظة أقيم فيه حفل موسيقى نظمته بمناسبة العيد جمعية أهلية اسمها «إيد فى إيد» تحت إشراف المحافظ، ولأن الحفل تضمن أناشيد وطنية وصوفية وترانيم قبطية طالب المتظاهرون بإنهائه زاعمين أن الموسيقى والغناء حرام، فضلاً عن أن المشاركين فى الحفل من المسيحيين، فانصاعت الأجهزة الأمنية المحلية لطلبهم وأصدرت أوامرها للحضور بالانصراف، مدعية عجزها عن حماية المكان، فانفض الجمع.

وفى الضبعة بمرسى مطروح، انتشرت قصة اختطاف طفلة قبطية عمرها «١٤ سنة» مواليد ١/٨/١٩٩٨ يوم ٣٠ سبتمبر الماضى، وتم تزويجها من شاب سلفى بالمخالفة لأحكام القانون وكل المواثيق الدولية التى تمنع زواج الأطفال، وقيل إنها أسلمت أو وقعت على إقرار يفيد بإسلامها، وهو ما يخالف أيضاً أحكام القانون فى ضوء صغر سنها. ولم تحرك الأجهزة الأمنية ساكناً رغم معرفتها شخص المختطف، خوفاً من ردود أفعال القوى السلفية التى رفضت إعادة الطفلة وهددت بقتلها إن اضطرت إلى ذلك.

كما لم يصدر حتى الآن وكيل نيابة الضبعة التى أحيلت إليه المحاضر والشكاوى التى حررها أهل الطفلة أمراً بضبط وإحضار المختطف، رغم وضوح جريمة الاغتصاب وهو التكييف القانونى السليم للحادث.

وإن دلت هذه الحوادث الثلاثة على شىء فهى تؤكد ضعف النظام وعجزه عن حماية أركان دولة الدستور والقانون، وقيم المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد، وأكثر ما يلفت النظر ويقلق هو صمت المسؤولين، فيبدو أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقيادات حزب الحرية والعدالة ليسوا ضمن هؤلاء الذين اهتز ضميرهم أو أزعجتهم الأحداث، إما لأنهم لم يسمعوا أو يقرأوا عنها أو لأنهم غير مهتمين بها، إذ لم يتخذوا إجراء لمواجهتها أو لمنع تكرارها أو لمعاقبة المعتدين فيها بتفعيل أحكام القانون، بل لم يصدروا حتى بياناً لإدانة هذه الاعتداءات، كما كان متوقعاً، وهو أضعف الإيمان، إنما آثروا السكوت.. والسكوت فى القانون هو علامة الرضا.. وإن كان الأمر كذلك فهو جد خطير.

فمهما كان موقف حزب الحرية والعدالة من قضايا الوحدة الوطنية يظل الدكتور محمد مرسى، بصفته رئيساً للجمهورية، وبغض النظر عن انتماءاته الحزبية، هو المسؤول الأول عن الحفاظ على وحدة هذه الأمة التى وحّدها الملك مينا منذ خمسة آلاف سنة، والمسؤولية تملى عليه التصدى لهذا الخطر الذى يهدد الأمة بالانقسام، وإن قصّر فى أداء واجبه فسيحاسبه الشعب المصرى الحساب العسير، لأنه بعيداً عن ضجيج المليونيات الرافعة للأعلام السوداء وصخب ميكروفونات المنابر، أثبتت نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية أن الغالبية العظمى من الشعب وفيّة لتراث مصر الحضارى والثقافى ومتمسكة بهويتها وهوية الدولة الحديثة، التى ناضل من أجل بنائها شهداء الحركة الوطنية المصرية الممتدة عبر قرنين من الزمان.

لذا فإنى أطالب الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بالخروج عن صمته وتوضيح موقفه من هذه التطورات المقلقة التى تشهدها الساحة الوطنية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ أمن واستقرار المجتمع بجميع مكوناته الدينية والإثنية والثقافية، كى تظل مصر ثرية غنية بتعدديتها، قوية بوحدتها.

نقلاً عن المصري اليوم

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com