ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

من قلب مأساة "الفلاشا".. "الأهرام العربى" تنشر تفاصيل رحلة "تهويد" السودانيين

بوابة الأهرام | 2012-11-01 07:47:54

 تكشف مجلة "الأهرام العربى" في عددها الجديد الصادر السبت عن مأساة مروعة، وهي أن إسرائيل تحولت إلى حلم، وأرض الميعاد للسودانيين الهاربين من بلادهم، وتستعيد ذكريات تهريب يهود الفلاشا الإثيوبيين عبر السودان فى الثمانينيات تحت حكم الرئيس السودانى الأسبق جعفر نميرى، لكن الذكريات هذه المرة أكثر قسوة، حيث أصبحت إسرائيل العدو بالنسبة لأهالى السودان وللأسف هي "أرض الميعاد". 

 
تبدأ الرحلة من الجنوب السودانى "دولة الجنوب الآن" مروراً بولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر، عبر حلايب وشلاتين لتصل إلى سيناء، وهناك تبدأ عصابات التهريب فى إيصالهم إلى إسرائيل، مستغلين "السحنة" المتشابهة لأهالى الصومال وجيبوتى والإفريقيين عمومًا، وهناك يجد السودانى نفسه فى مزارع إسرائيلية، يواجه العنصرية، برغم جواز سفره الذى يحمل شعار إلى كل دول العالم عدا إسرائيل. 
 
هؤلاء اللاجئون السودانيون عندما يصلون إلى إسرائيل يواجهون العنصرية، فاليهود اليمنيون يطالبون بحرق اللاجئين السودانيين أحياء، ويقولون إنهم يمثلون عبئًا اقتصاديًا لا يمكن السكوت عليه، ويتسببون في الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية للإسرائيليين، ولذلك يفضل اللاجئون السودانيون عند دخولهم إسرائيل اللجوء إلى مدن ومناطق وقرى الفلسطينيين عرب 48. 
 
طوال السنوات التسع الماضية منذ العام 2003، وإلى اليوم نوفمبر من العام الجاري 2012، ظلت دولة الكيان الإسرائيلي تمثل الوجهة لغالبية الشباب السودانيين الذين يخرجون مهاجرين من السودان. ولأنه أصلاً لا يوجد ما يربط بين السودان وإسرائيل يواجه هؤلاء الشباب فور وصولهم إلى مصر، واقع صعوبة الوصول إلى إسرائيل. 
 
لا يجد هؤلاء الشباب أمامهم من طريق أو وسيلة للوصول إلى إسرائيل سوى التسلل والتهريب للدخول إلى إسرائيل "أرض الميعاد" في نظر هؤلاء الشباب، وتتولي مهمة تسلل وتهريب هؤلاء الشباب إلى داخل الحدود الإسرائيلية المتاخمة لسيناء عصابات وشبكات متخصصة في هذا النوع من عمليات الإجرام الدولية. 
 
في مايو 2012، قال وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد: إن عدد السودانيين الذين دخلوا إسرائيل بلغ عددهم 8138 شخصاً مبيناً أنهم يستغلون استغلالاً سيئاً في دولة الكيان الصهيوني، لكن إحصاءات أخرى تشير إلى أن عدد السودانيين في إسرائيل ارتفع ــ حتى منتصف العام الماضي 2011 م إلى 20 ألفاً، غالبيتهم من جنوب السودان قبل انفصاله ودارفور إبان فترة اضطرابها وجبال النوبة في جنوب كردفان (المضطربة حالياً). 
 
يمر اللاجئون الإثيوبيون والإريتريون عبر السودان من جهة ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، وهى الولايات الثلاث التي تمثل شرق السودان، حيث تتاخم ولاية القضارف الحدود الإثيوبية، بينما تتاخم ولاية كسلا الحدود الإريترية، ومنهما يتسلل اللاجئون الإثيوبيون ونظراؤهم الإريتريون شمالاً إلى ولاية البحر الأحمر السودانية المتاخمة للحدود المصرية على طول ساحل البحر الأحمر، حيث تتولى شبكات وعصابات متخصصة في تهريب البشر تهريبهم إلى داخل الأراضي المصرية عن طريق مدينتي حلايب وشلاتين. 
 
في 5 سبتمبر 2012، كنت في مدينة وادي حلفا السودانية في طريقي عبر الباخرة إلى أسوان، في ذلك اليوم كنت شاهد عيان على وصول 35 شاباً سودانياً بينهم فتاة من إسرائيل للسودان بعد أن أبعدتهم تل أبيب، وكان الشباب، وقال الشباب القادمون من إسرائيل في تصريحات حصرية وخاصة لـــ "الأهرام العربي" إنهم تم إبعادهم من إسرائيل عن طريق مصر معترفين بأنهم قد دخلوا دولة الكيان الصهيوني عن طريق التسلل والتهريب بواسطة جماعات سودانية ومصرية، وأنهم ظلوا بعد ذلك لشهور بالسجون المصرية يقضون فيها العقوبات التي أنزلتها عليهم المحاكم المصرية المختصة لتجاوزهم القوانين المصرية. 
 
في مدينة باقة الغربية تعاقدت بلدية المدينة أخيرًا مع شركة نظافة كل عمالها من السودانيين، وينتشر العمال السودانيون في شوارع المدينة طوال ساعات اليوم من خلال عملهم في تنظيف شوارع المدينة.. ويقول أحدهم ويدعى رمضان: لقد عانينا كثيرا من المعاملة في المدن اليهودية وخصوصًا في العاصمة تل أبيب، وفي مدينة نتانيا شمال تل أبيب، بالإضافة إلى تراجع فرص العمل فيها، وتزايد حالات الاعتداء والعنصرية من قبل الإسرائيليين ضدنا.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com