ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أسرار علاقة أسامة بن لادن بالإخوان المسلمين السعوديين

| 2012-10-05 21:03:18
في مقطع فيديو بث مؤخراً بعنوان "أيام مع الإمام" تحدث زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن سلفه الراحل أسامة بن لادن، فكشف أنّ مؤسس تنظيم القاعدة كان "عضواً في جماعة الإخوان المسلمين في الجزيرة العربية"، قبل أن يطرد في الثمانينات. وطرد بن لادن بسبب إصراره على القتال مع المجاهدين في أفغانستان، بينما سمحت له الجماعة بجلب المساعدات إلى بيشاور لا أكثر. ويبدو أنّ مزاعم الظواهري ستسبب إحراجاً لجماعة الإخوان المسلمين، انطلاقاً من سرعة رفض المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمود غزلان، لهذه المزاعم ودحضها بحسب ما ننقل لكم في العالمية عن تقرير لفورين بوليسي أعده البروفسور ستيفان لاكروا.
 
وأشار التقرير إلى أنّ إنكار جماعة الإخوان المسلمين وجود تنظيم لها في السعودية من الأساس على لسان غزلان يعكس مدى خوفها من إغضاب العائلة المالكة في السعودية، التي ترفض تماماً أي نشاط للإخوان في المملكة منذ ثمانينيات القرن الماضي. ولا يقتصر قلق الإخوان من شبح بن لادن على إغضاب السعودية فقط، بل يمتد أيضا إلى الغرب، حيث يسعى الإخوان لتقديم أنفسهم للدول الغربية والولايات المتحدة على أنهم جماعة وسطية ولا تربطهم أية علاقة بتنظيم القاعدة والتنظيمات الجهادية المتشددة ، التي تثير مشاعر الغرب ضد المسلمين، وقد تؤثر سلبا على دعم الغرب للنظام الإسلامي الجديد في مصر خوفا من تكرار تجربة القاعدة.
 
وأكد التقرير بالأدلة أنّ بن لادن كان فعلاً عضوا في جماعة الإخوان المسلمين بالسعودية، كما أكد وجود فرع للجماعة هناك يمارس عمله لكن بحذر وتحت الأرض ولم يظهر بشكل علني حتى الآن، وذلك لأن العائلة المالكة السعودية تتعامل بعنف شديد مع الجماعة وأكدت مرارا أنها لن تسمح لها بممارسة نشاطها السياسي أو الدعوي بالمملكة.
 
واوضح أنّه منذ فترة الستينات تأثرت العديد من الجماعات السعودية بجماعة الإخوان المسلمين وقامت إحدى الجماعات في المنطقة الغربية بتكوين تنظيم باسم "إخوان الحجاز". كما أنّ هناك ثلاثة تنظيمات في المنطقة الوسطى، اثنان منهما سميا بأسماء المؤسسين "إخوان السليفي" والثانية "إخوان الفنيسان"، والثالثة كان اسمها "إخوان الزبير" نسبة إلى منطقة الزبير في جنوب العراق والتي انحدر منها مؤسسو الجماعة، وحاولت الجماعات الأربع الإتحاد في ما بينها لكنها فشلت بسبب الحصار القوي الذي فرضته عليها العائلة المالكة في السعودية.
 
وتابع التقرير أنّ هذه الجماعات كانت على علاقة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وفي الدول الأخرى مثل سوريا، لكن نظرا لحرص الإخوان على علاقتها بالسعودية فقد ظلت اتصالاتها بأجنحتها السعودية محدودة وغير رسمية، وحضر بعض أعضاء التنظيم السعودي اجتماعات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في فترة الثمانينيات.
 
وفي فترة السبعينات كان الإخوان المسلمون جزءاً من تنظيم إخواني بأيدلوجية سلفية في المملكة باسم "الصحوة الإسلامية" التي أسسها محمد سرور زين العابدين القيادي السابق بجماعة إخوان سوريا، وكان لها تأثير كبير في السعودية وانضم إليها آلاف الشباب واتسع نفوذها في المدارس والجامعات، ومنهم الشاب أسامة بن لادن، لأنها كانت أكثر الحركات نشاطا في الحجاز.
 
وتابع أنّه ولدى دعوة الشيخ عبد الله عزام، وهو الأب الروحي للجماعات الجهادية في أفغانستان "للجهاد ضد الإتحاد السوفياتي" لبى بن لادن الدعوة على الرغم من رفض تنظيم الإخوان الإنضمام اليها خوفا من إغضاب الملك السعودي.
 
ويختم التقرير بالقول إنّ انفصال بن لادن عن الإخوان المسلمين جعل كلاّ منهما يتخذ مساراً راديكالياً مختلفاً عن الآخر. فبينما كان بن لادن يكبر وينمو معه عداؤه للنظام السعودي، بقيت جماعة الإخوان المسلمين في الظل وحرصت على عدم توجيه انتقادات علنية للنظام السعودي، في ما عدا الفترة القصيرة خلال انتفاضة الصحوة في التسعينات. وهو ما انسحب على موقف الجماعة كذلك من الربيع العربي حيث اندفعت بعض الشخصيات الإخوانية السعودية في سبيل دفع المنظمة إلى تحد صريح بشكل أكبر للعائلة المالكة عبر المطالبة بإصلاحات سياسية، لكنّ كلّ ذلك كان مرة أخرى بلا أي جدوى. وهذه الإستراتيجية الحذرة تفسر استمرار الإخوان المسلمين عنصراً رئيسياً في النسيج السياسي السعودي حتى يومنا هذا، فتتجنب غضب النظام، ولا تسترعي انتباه اللاعبين الخارجيين على حد سواء.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com