في أول رد من المؤسسة الدينية الرسمية في الدولة على رفض التيار السلفي الوقوف أثناء عزف السلام الجمهوري أو تحية العلم المصري، قالت دار الإفتاء المصرية إن تحية العلم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطني، أمران جائزان شرعا، ولا كراهة فيهما ولا حرمة.
وأشارت دار الإفتاء في فتوى لها، إلى "أنه إذا كانت تحية العلم أو الوقوف للسلام الوطني في المحافل العامة التي يعد فيها القيام بذلك علامة على الاحترام، وتركه يؤدي إلى الشعور بترك الاحترام؛ فإن الوقوف يتأكد فعله حينئذٍ، دفعا لأسباب النفرة والشقاق، واستعمالا لحسن الأدب ومكارم الأخلاق."
وكان نواب التيار السلفي في مجلسي الشعب والشورى، وأعضاء اللجنة التاسيسية لوضع الدستور، رفضوا الوقوف عند عزف السلام الجمهوري، كما رفضوا الوقوف لتحية العلم، بحجة أنه توقير وتعظيم لصنم، وأن التوقير والتعظيم لا يجوز إلا لله وحده.
وأوضحت فتوى دار الإفتاء، أن هذه الممارسات والأفعال هي مما ارتبط عند الناس بحب الأوطان، وتواضعوا على دلالتها على ذلك، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن حب الأوطان وإظهار الانتماء وتأكيد الولاء، وقد تقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
وأضافت الفتوى "أما السلام الوطني فهو عبارة عن مقطوعة موسيقية ملحنة على نشيد البلد أو الوطن، تكون رمزا للبلد أو الوطن، تعزف في الحفلات العسكرية وبعض المناسبات العامة.
وردت دار الإفتاء في فتواها على دعوى تحريم تحية العلم والوقوف للسلام الوطني لما فيه من تعظيم، والتعظيم لا يجوز للمخلوق، بقولها "إن ذلك وإن كان فيه تعظيم، إلا أن القول بأن مطلق التعظيم لا يجوز للمخلوق هو قول باطل، بل الذي لا يجوز هو ما كان على وجه عبادة المعظم، أما ما سوى ذلك مما يدل على الاحترام والتوقير والإجلال فهو جائز، إن كان المُعَظَّم مستحقًّا للتعظيم، ولو كان جمادا"، واستشهدت الفتوى بقول الإمام النووي باستحباب الوقوف للمصحف إذا قدم به أحد؛ لأنه إذا كان القيام مستحبا للفضلاء من العلماء والأخيار، فالمصحف أولى.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com