ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أهالي غزة يشكون حياتهم الصعبة ويلومون إسرائيل وحماس والفساد

إيلاف -كتب: لميس فرحات | 2012-09-10 22:48:22

الأحياء المنسية في غزة... فقر وجوع وغضب

يشتكي أهل غزة من سوء الأحوال المعيشية التي يمرون بها، حيث يعجز بعضهم عن إطعام أطفاله وإرسالهم الى المدارس.

بيروت: الأحياء العشوائية الفقيرة في غزة يسكنها الخراب والجوع، وسكانها يقبعون بين جدران منازلهم غير المسقوفة بدون عمل أو طعام.
مليحة حجيلة لن ترسل بناتها التوأم (14 عاماً) إلى المدرسة هذا العام لأنها لا تملك المال لشراء الكتب أو حقائب الظهر. أما سمير ملكة، فأرسل ابنه صقر (7 سنوات) إلى المدرسة الأسبوع الماضي، لكن من دون سراويل جيدة وقميص جديد أو حذاء.
"ليس هناك كلمة لوصف مدى صعوبة الشعور عندما يسأل ابنك عن شيء وأنت لا تستطيع تأمينه"، يقول ملكة الذي لم يعمل منذ سنوات.

حال ريم الغرة ليس أفضل، فخلال شهر رمضان الماضي، لم تكن توقظ بناتها لتناول طعام السحور وذلك لعدم توفر الطعام. وقامت العائلات الفقيرة بذبح حصان أعرج واستخدمت لحمه لإعداد الطعام في العيد، لأنهم لا يستطيعون تحمل نفقات لحوم البقر أو الغنم.
 شكك تقرير بعثة الامم المتحدة في غزة الصادر في 27 آب (أغسطس) بما إذا كانت المنطقة التي تبلغ مساحتها 139ميل مربع ستكون "ملائمة للعيش" في العام 2020، في ظل نقص في الغذاء والماء والكهرباء وفرص العمل، وأسرة المستشفيات والفصول الدراسية، ووسط تزايد عدد السكان في واحدة من البقع الأكثر كثافة سكانية في العالم.

الآلاف من أفقر سكان غزة، مثل أولئك الذين يعيشون من المحاصيل القليلة في أكواخ من الطوب أو ألواح الزنك الصدئة التي بنيت بشكل غير قانوني على الأراضي الحكومية والمعروفة باسم الأحياء المنسية، يقولون إن الحياة كانت غير قابلة للعيش منذ زمن طويل وليس في العام 2020.
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" أن هناك أحياء فقيرة أقل ملاءمة للعيش في أفريقيا وآسيا الجنوبية أو في دلهي أو القاهرة، لكن الفقر الذي يعانيه أهالي غزة هو نوع من "كرة القدم السياسية".
ويرى بعض المراقبين أن هذه المعاناة الإنسانية تعود إلى القيود الإسرائيلية المفروضة على الصيد والتجارة والسفر، الأمر الذي جعل غزة بمثابة سجن.

ويقول البعض الآخر إن غزة تجذب المساعدات الدولية أكثر بكثير من المناطق الفقيرة الأخرى من العالم، وإن الفساد والاقتتال بين الفصائل الفلسطينية هي الأسباب التي تؤدي إلى تدني معايير غزة المعيشة.
وتسكن نحو 40 عائلة في الأحياء المنسية في غزة، استقرت على مدى السنوات الأربع الماضية بالقرب من مسلخ البلدية في جنوب مدينة غزة.
وشهدت المنطقة طفرة في قطاع البناء منذ خففت اسرائيل حصارها قبل عامين، وفي ظل ازدهار أعمال التهريب في الأنفاق من مصر لفترة وجيزة بعد أن أغلقت الشهر الماضي بسبب هجوم إرهابي على الحدود.

لكن على الرغم من هذه الفرص الاقتصادية المتزايدة، يقول تقرير لمكتب الأمم المتحدة في غزة إن الوضع الآن أسوأ مما كان عليه في التسعينات، وأنه مقبل على المزيد من التدهور فيما يصل معدل السكان الى 2.1 مليون خلال السنوات الثماني المقبلة.
وعبّر مسؤولون اسرائيليون عن انتقادات شديدة لعملية الأمم المتحدة في غزة، والتي يعتبرونها مؤيدة لفلسطين ومعادية لمخاوف إسرائيل الأمنية. وفي حرب غزة عام 2009، قتلت القذائف الاسرائيلية 40 شخصاً في مدرسة تديرها الأمم المتحدة في غزة، والتي أدت إلى توترات شديدة بين اسرائيل والمنظمة.
وأيا كانت الأسباب لمشاكل غزة الاقتصادية، فالمعاناة ما زالت مستمرة.

في نهاية الأسبوع الماضي، أقدم شاب في الثامنة عشر من عمره على إضرام النار في جسده خارج مستشفى الشفاء، بعدما يئس من العثور على عمل، وتوفي في وقت لاحق من آثار الحروق.
الوضع الصحي في القطاع  متدهور أيضاً، فمستشفى الشفاء، من أكبر المستشفيات الستة في غزة، مكتظة وتفتقر إلى الموارد. ويدخل المستشفى أكثر من ألفي مريض يومياً ولا تستوعبهم الأسرّة البالغ عددها 750 سريرا، كما تعاني من نقص مزمن في المضادات الحيوية، ومضادات التخثر وحتى الحليب للأطفال الحديثي الولادة.
"الشيء الوحيد المتاح هنا هو المرضى" يقول الدكتور نضال موسى، وهو طبيب جراح في المستشفى.

ويعتبر العديد من السكان أن حكومة حماس مسؤولة عن معاناتهم لفشلها في التوفيق بين القطاع وبين حركة فتح التي تدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وبسبب عدم قدرتها على معالجة مشاكل الحياة اليومية.
واعتبرت الصحيفة أن حماس نفسها على مفترق طرق حاسم. آمال تحسين العلاقات مع الحكومة المصرية الاسلامية، بما في ذلك منطقة التجارة الحرة المقترحة، لم تؤت ثمارها حتى اللحظة. كما أن الدعم السوري للحركة الفلسطينية اختفى منذ فترة طويلة وسط الفوضى في البلاد.
السيدة غرة تحصل على مساعدات غذائية كل ثلاثة أشهر من لجنة الأمم المتحدة، من ضمنها 5 أكياس من الدقيق وثلاثة من السكر وكذلك الأرز والزيوت والمواد الغذائية الأخرى.

وتعيش هي وزوجها وأطفالها الـ 11 في ثلاث غرف ذات سقف من سعف النخيل وألواح الخشب، وكلاهما يسرب المياه في فصل الشتاء.
وتقول: "أنا أعيش أسوأ أيام في حياتي. أقوم بزيارة أخواتي في مناولهم المؤثثة والتي تحتوي على ثلاجة وجهاز تلفزيون. عندما أرى الناس يتمتعون بحياة جيدة أتساءل: ما هو ذنبي"؟

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com