بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل
يطلق اسم إبادة على سياسة القتل الجماعى المنظمة ــ عادة ما تقوم به حكومات وليست أفراداً ــ وغالبا تمارس الإبادة ضد بعض الجمــاعات،وتصنف الإبـــادة على أساس قــومى أو عرقى أو دينى أو سياسى،وتعد الإبــادة من الجرائم الدوليـــــة التى يعاقب عليها القانون مرتكبها،وهو ما تم الاتفاق عليه طبقاً لقوانين (هيئـــــة الأمـــــم المتحدة) منذ عام (1948ــ 1951م) ثم أدخلت بعض التعديلات والقــــــــوانين على اللوائح والقوانين المنظمة لها ما بين عام(1951ـــ 1988م)،وصدقت ما يقرب من (133) دولة من بينهم مصر على نصوصها.
وتعنى الإبـــادة الجماعية:التدمير الكلى أو الجزئى لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية طبقا لما ورد بـ "المادة الثانية " من أتفاقية الإبـادة الدولية،ويتمثل فيما يلى:
ــ قتل أعضاء من الجماعة .
ــ إلحاق أذى جسدى أو روحى خطير بأعضاء من الجماعة.
ــ إخضاع الجماعة عمداً،لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادى كليا أو جزئياً.
ــ فرض تدابير تستهدف عدم إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
ــ نقل أعضاء من الجماعة إلى جماعة آخرى.
ويحفل التاريخ الإنسانى بالعديد من نماذج الإبادة الجماعية، نذكرمنها على سبيل المثال: مذابح الأرمن على يد الأتراك،مذابح اليهود على يد "هـــتلر" فى أثناء الحرب العالمية الثانية(1939-1945م) الناذى،ضحايا الإبادة الجماعية برواند والبوسنة.
ويذكر أن بنود اتفاقية الإبادة الدولية طبقت عمليا، لأول مرة على المحكمتان الدوليتان فى أحداث روندا والبوسنة فى عام(1998م) ونال الأرمن تعويضات مادية على آثر مذابح (1896-1898).
والأقباط أحفاد الفراعنة، ليس أقلية طارئة على مصر،بل أن الدولة استمدت اسمها منهم،بل هــم أصحاب البلاد الأصليون،و أستطاعوا حفظ التراث الثقــــافى منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هـذا،وعلى مر العصورالتاريخية يذكرمواقفهـــم الوطنية ودور الكنيسة المصرية التى علـــمت العالم مبادىء الأيمان المسيحى الذى"يدعو للمـــحبة والسلام والتعايش مع الآخـــــر".
وبالرغم من كل يتعرض الأقباط فى مصر للعديد من التهميش والإبادة منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011م وما قبلها،فنذكر على سبيل المثال ولــــــيس الحصر أحداث كنيسة القديسين فى أول ايام من يناير 2011م،والتى راح ضــــــحاياه 25 نسمه من الأقباط،وحادثة ماسبيرو أكتوبر 2011م ،والتى راح ضحاياه 28 نسمه،بالإضــــافة لأحداث منشاة ناصر وأمبابة،وقطع الأذن من اجل أقامة الحد.كما يوجد العــــديد مم جرائم خطف القبطيات من السيدات والفتيات،والرجال.
أما عن هدم الكنائس فنذكر على سبيل المثال كنيسة صول بالقرب من مدينة حلوان،وحرق كنيسة أمبابة،وهـــدم سور دير الأنبا بشواى بوادى النطرون،وديـــر بطــــمس،ودير أبو فانا بالمنيا،ودير الأنبا أنطونيوس،ونهب اراضى دير المــــلاك بسدمنت الجبل ببنى سويف.
وهناك ما يمكن أن نطلق عليه"بالتسحب نحو التطهير العرقى" أو"الأبـــادة المعاشية" أو "الإبـــــادة الاجتماعية" أو "الهجرة الأجبارية" نذكر على سبيل المثال تهجير أكثر من ثمانية أسر بقرية بناحية مــدينة أهنـــــاسيا بمحافظة بنى سويف فى فبراير 2011م،ثم تهجير ثمانية أسر بناحية العـــــامرية،وتهجير اقبـــاط أحدى قرية دهشور بمدينة الجيزة،وقرية البرشا بناحية المنيا، ومحافظة سوهـــاج وقنا بالإضافة إلى العديد من الحـــالات الفردية من التهجير الأجبارى ويصاحب هـــذه الأحــــادث نهب وسلب ممتـــــلكات الأقباط،وبعدها تتم عمليات الحرق لمنازلهم وقتلـــــهم وأجبارهم على بيع ممتلكاتهم بثمن بخس.
وأخيراً، أتمنى من رئيس الجمهورية الأهتمام بالملف القبطى، ووضعه فى مقدمة العمل الداخلى،حرصا على أقباط مصر أحـــــفاد الفراعنة، وهـــم قوة لايستهان بها، فهم يشكلون ربع سكان مصر ،كما لا أتمنى أن يأتى اليوم الذى يبحث فيه الأقبــــاط عن حقوقهم فى المحاكم الدولية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com