كتب-عماد توماس
تفاعل زعيم التيار الشعبي والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية "حمدين صباحي" مع أبناء مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، خلال لقاء جمعه مع قيادات ومشايخ ونخبه من الوسط الإعلامي، علي رأسهم المرشح السابق لنقابة الصحفيين "يحيى قلاش"، وعضو الجمعية الوطنية للتغيير أحمد طه النقر، فضلًا عن قيادات حزب الكرامة، والمستشار عمر الشال وشباب حملته الانتخابية بالمحافظة.
وفور الانتهاء من الإفطار الجماعي الذي نظمه حزب الكرامة بدعوة من المستشار عمر الشال، تبادل صباحي الحوار مع أهالي مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، عن تطورات ومجريات الأمور في الوقت الراهن، خاصة فيما يتعلق بأحداث سيناء، ودور التيار الشعبي في الانتخابات القادمة، والبرنامج التأسيسي للتيار وأهدافه.
وفي كلمته للجمع الحاشد الذي حضر المؤتمر، قال "صباحي" أنه لا يمكن لأحد السيطرة على مصر أو الانفراد بالسلطة دون مشاركة حقيقية في اتخاذ القرار، مشيرًا إلى أن المصريين حين انتخبوا الرئيس محمد مرسي لم ينتخبوا جماعته أو حزبه، وإن كان لهم الحق في مساندته ودعمه، ولكن نحن نرى أن أماني وطموحات الشعب المصري فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية لم تدرج بعد على أجنده المسيطرين على السلطة في البلاد، رغم أن الناس لازالت تتطلع لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأكد أنه حتى هذه اللحظة افتقدت جماعة الإخوان الرغبة في وضع سياسات تمس الفلاح والعامل والمواطن المصري الذي لم يشعر بالثورة في حياته وبيته، لافتًا إلى أن المشروع الاقتصادي للجماعة لم يختلف كثيرًا عن سابقه في النظام القديم، باستثناء الفساد، وهذا واضح بشكل لا يدع مجالًا للشك من خلال اختيار الحكومة الحالية واللجنة التأسيسية للدستور.
وبعد الانتهاء من أداء صلاة العشاء والتراويح، انتقل "صباحي" لزيارة أسرة الشهيد "أسامة علام" بمدينة شبين الكوم، وقراءة الفاتحة علي روح شهداء الخامس والعشرين من يناير، لرغبته في مؤازرة أسرة الشهيد في تجاوز محنتها بعدما رفضت الدولة الاعتراف بشهيدها المحامي والعائل الوحيد لأبنيه وأخواته البنات.
وأكد "صباحي" خلال استماعه لشكوى والد الشهيد المتعلقة بعدم اعتراف الدولة والمؤسسات الحكومية بإلحاقه بقائمة شهداء الثورة، نظرًا لأنه استشهد بالسجن الحربي بعد تعرضه للتعذيب الشديد، وأنه برغم حزنه الشديد على ابنه المحامي الشاب إلا أنه فخور بأبناء مصر الذين ثاروا على الظلم ولتغيير الأوضاع المتردية التي كانت تعيشها البلاد- أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، موضحًا لوالد الشهيد "أسامة عبد المنعم عبد الحميد علام" أنه سوف يتبنى الملف بالكامل حتى يستعيد أسامة وكل شهداء مصر الأبرار حقوقهم، خاصة من أجل زوجته وطفلتيه.
وعلى صوت هتافات الشباب بمدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية، دشَن زعيم التيار الشعبي "حمدين صباحي" أول مجموعات التيار في مؤتمر حاشد جمع بينه وبين الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بشبين الكوم "هشام عبد الرحمن"، الذي أكد خلال اللقاء أن التيار الشعبي بدأ، وأن اختيار الوزارة الباهتة التي لا تتناسب مع ثورة يناير كشف عن نية لأخونة مؤسسات الدولة، وهذا ما لن يسمح به أبدًا، ولن يقفوا ويشاهدوا أي تيار يستولى على السلطة وينفرد بالقرار.
وقال "صباحي"، إن مناخ الاستقطاب الحاد الموجود بمصر أحدث نقلة من الخلاف السياسي إلى العنف، وبدل الحوار والنضال من أجل دولة وطنية ديمقراطية، وجدنا الاعتداءات تتم علي الشخصيات العامة والإعلاميين من أشخاص يرتدون تشيرتات تحمل شعار الحزب الحاكم، مؤكدًا أنهم لو تركوا كل فرد له القدرة على إهانة الآخرين دون حساب فسوف يقودهم ذلك إلى حالة من الفوضى، ومصر تحتاج الآن إلى جدية في مستويات السلطة؛ لأن الاحتكام إلى العنف سوف يخسرهم كثيرًا. وأضاف: "أنا ومن هنا من المنوفية أدين الاعتداء علي هشام قنديل وأبو الفتوح وكل صاحب رأي حر".
وأشار "صباحي" إلى أن الطريقة التي تم بها اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية هي ذات الطريقة التي كان الحزب الوطني يختار بها رؤساء التحرير لفرض الهيمنة والسيطرة، وهذا يؤكد أن هناك إرادة تحاول أن تنحرف بهم عن مسار ثورة يناير، الأمر الذي يدعوهم الآن للعمل جميعًا داخل تنظيماتهم الحزبية لتتغلغل في الشارع للاستعداد لمعركة القادمة وهي العدالة الاجتماعية، وهذا لن يتم إلا من خلال صندوق الاقتراع، وعبر ممارسات تحترم الاختلاف والرأي الآخر.
ودعا "صباحي" للانضمام للتيار الشعبي لأنه يهدف لتشكيل جبهة وطنية واسعة تتطلع لبناء دولة وطنية مدينة لا عسكرية ولا بوليسية ولا دينية، مشيرًا إلى أن تجربته في انتخابات الرئاسة كشفت أن هذا التيار متواجد بالفعل ولكن يحتاج إلى تنظيم، وهذا التنظيم كان مبادرة من الشباب والفلاحين طرحوا عليهم ضرورة بناء تنظيم قوى يخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسة.
ووسط هتافات الحضور "تيار حمدين شباب بالملايين"، كشف زعيم التيار الشعبي "حمدين صباحي" أن هناك مشاورات تتم الآن بينه وبين الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، وعبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وهم المؤسسون للتيار الشعبي، فضلًا عن حزب الكرامة، لتوحيد هذه الأحزاب تحت مظلة واحدة وحزب واحد، لاستكمال ثورة يناير، التي لا تنفصل عن تاريخهم الوطني رغم محاولات الآخرين لفصلها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com