استقصاء حقوقي عن "فتنة دشهور": قيادات الأمن نصحت الأقباط بالمغادرة بعد وفاة "معاذ"

وشهدت دهشور أحداثًا طائفية، عقب وفاة أحد مسلمي القرية، متأثرا بإصابته في مشاجرة بين مسلمين ومسيحيين عرفت إعلاميًا بـ"فتنة القميص".

 

وحسب التحقيق الاستقصائي، جاءت روايات شهود العيان، مختلفة، فأبدى مسلمون، شكواهم من "القس تكلا" كاهن كنيسة مارجرجس، ولجوئه الدائم إلى جهاز أمن الدولة للتدخل؛ ما خلق نوعاً من التوتر تحت السطح باعتبار أن المسيحيين يستقوون بجهاز أمن الدولة.

 

وقال سيد عياد، عضو حزب الحرية والعدالة، وأحد سكان القرية:"أية مشكلة، يتصل القس بأمن الدولة، عمّال على بطّال، وبيعمل مشكلة، وده خلى الطرف المسيحي يزيد في طغيانه"، بينما قال شهود عيان:" إن سامح نسيم، المكوجي طرف المشاجرة الأساسي، المحبوس على ذمة التحقيقات، كان طرفاً في شجار نشب بالقرية، منذ سنوات بينه وبين جار مسلم له، تعدى فيه على جاره وسبب له إصابات، وانعقدت جلسة صلح بين الطرفين وانتهى الموضوع.

 

وكشف التحقيق عن أن أغلب "الأقباط"، الذين هجروا قرية دشهور، استندوا على شائعة سرت بين سكانها أن والد الضحية "معاذ" هدد بأنه سيأخذ بالثأر من مسيحيي القرية، وعندما اتضح أن الأمر مجرد شائعة عادوا، فيما قرر البعض ترك النساء والأطفال لدى أقربائهم في القرى المجاورة.

 

وتضمنت الشهادات، روايات مواطنين "أقباط"، قالوا: إنهم تعرضوا لمطاردة من قوات الأمن المركزى لإجبارهم على الخروج، ولم يبق في القرية إلا سيدة تبلغ من العمر 70 عاما، تدعى سميحة وهبة، استضافها جيرانها المسلمون وتعهدوا بحمايتها.

 

وكشفت المبادرة عن خلو اللجنة، التي شكلها محافظ الجيزة، لتقدير حجم الخسائر من ممثلين للقرية أو خبراء مستقلين، واقتصرت عضوية اللجنة على مسئولين وموظفين بالمحافظة، مؤكدة على ضرورة تقديم إعانات عاجلة للأسر المسيحية لحين تأمين عودتهم وسلامة بقائهم.