بقلم: ماجد سمير
سمعت اللهم اجعله خير: أن أستاذ تاريخ بدأ في إعداد بحث وتقرير كامل متكامل عن موضوع ألح على ذهنه، ويبدو أن هناك خلط بين معنى ومفهوم التقرير والتكرير لأن الثاني أحيانًا ينتج عنه أحد مشتقات البترول "زفت"، فالرجل بعد ما يقرب من 17 سنة من البحث والعمل الشاق في كل ما يخص العصر المملوكي وجد أن فرع مهم من عمله قضية خلافية لأنه أصيب بلوثة علمية جعلته يعتقد أن من حقه البحث في شئون المياه إبان العصر المملوكي، ويبدو أن السلطان "برقوق" أحد أشهر سلاطين المماليك كان بدون "نوايه" فأنخدع العسس وباتوا لا يستطيعون معرفة ما فكر فيه السلطان "الحائر".
ورغم إدراكي ومعي الباحث أيضًا أن المياه أيام المماليك كانت بدون "مواسير" وبالتالي لا يوجد حنفية التي استُحدثت أيام الحملة الفرنسية وربما تم تسميتها نسبة إلى شخص يدعى "حنفي" لم يذكره التاريخ أبدًا، وكان المسئول عن توصيل المياه للمنازل قبل اختراع "الدليفري" بعدة قرون السقا.
والغريب أن الباحث الذي يواجه مشكلة أصابت بحثه "بسدة" وتم تركيب "طبة" على مجهود السنوات التي تسربت بما يشبه "السرسوب" دون نتيجة، وقام المسئولون بتهديده بشيل "العداد" لم ييأس وتابع محاولاته المضنية في تركيب "جلدة" لعل بحثه ينال شرف الموافقة على خطواته لأن كلمة "البحث" قديمًا كانت لها علاقة شرعية "بالمحبس".
وبالخبرة قد تلجأ الحكومة يومًا إلى تعيين "سباك" له خبرة في عمل المواسير كـ "رئيسًا" للجنة مسئوليتها الوحيدة تقويم أي أبحاث تتعلق بموضوع المياه وكذا تسليم كل باحث "مفتاح إنجليزي" لربط كل حنفيات البحث بعضها البعض، وأيضًا تبدأ فورًا في تركيب عدادات مياه في كل مراكز الأبحاث في بر مصر بطولها وعرضها تحسب بشكل دقيق كل ما يفكر فيه أي باحث له علاقة بقضية المياه على تضاف لقيمة الفاتورة التي ستخصم من راتب الباحث -إذا كان له راتب من الأساس- قيمة الزبالة بشكل شهري.
ولا يعرف أحد سببًا وحيدًا لرفض البحث في شئون المياه في العصر المملوكي رغم الموافقة على إجرائه فيما يخص الملابس كوحدة بحثية ربما لأن الحكومة اعتقدت أن الباحث "ترزي" قديم أو لأنه كان يحمل في أوراقه صورة أبيض وأسود لماكينة سينجر بدون مكوك، وقد تعود الموافقة على وحدة الري البحثية تحت مبدأ "أديها ميه تديك تراوة" أما الزراعة التي حظيت بالموافقة خوفًا من اعتراض بطل فيلم الأرض الباحث "أبو سويلم".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com