أقام “رواق العامية” في أتيلييه القاهرة ندوة تحت عنوان “الفولكلور القبطي في مصر” تحدث فيها الباحث عصام ستاتي، وأدارها الشاعر سمير عبد الباقي .
وأشار ستاتي إلى تطور اللغة القبطية، خاصة بعد الفتح العربي لمصر، “حيث تزاوجت اللغة القبطية باللغة العربية ونتج عن ذلك لغة ثالثة عرفت باسم “اللغة المولدة”، وهذه اللغة نجدها بوضوح عند المؤرخ القبطي القديم المعروف ساويرس ابن المقفع في كتابه عن “الآباء البطارقة”، وهذه اللغة تعتمد على الفكرة الصوتية أكثر من اعتمادها على دقة النحو، واستفادت من الدلالات اللغوية في الهيروغليفية القديمة” .
وأضاف ستاتي: “أن المصري استفاد كثيرا من اللغة الفرعونية واللغة العربية لينحت منها لغته الخاصة فيما عرف باللهجة العامية والتي تتميز بتعدد روافدها، بعد أن تخلصت من الصرف والتنوين، بما يسمى ب”اللغة الوطنية المصرية” كما تعرفها “اليونسكو” الآن” . وأكد ستاتي: “لا يوجد فولكلور قبطي منفصل عن الهوية المصرية، فهناك فولكلور وطني مصري فكلمة قبطي في اللغة الفرعونية تساوي كلمة “مصري”، ونظرة سريعة سنجد أن هناك حالة من التواصل بين التراثين الإسلامي والقبطي، ما أنتج لغة وسيطة نراها جلية في شعر العامية المصرية، والذي ازدهر منذ القرن الهجري الأول حتى الآن، في حين لم نجد شعراء متميزين في الفصحى منذ الفتح الإسلامي لمصر حتى ظهور محمود سامي البارودي، وشعراء مدرسة “الإحياء” .
وقارن ستاتي بين الموالد الفرعونية والإسلامية والقبطية قائلا: “المصري لا ينكر ما سبقه، بل يضخ فيه دماً جديداً، يتوافق مع روح المجتمع الذي يعيش فيه، فالمصري تعامل مع “العذراء مريم” بصورة “إيزيس”، فقد استلهم لوحة “إيزيس” وهي ترضع حورس ليجعلها لوحة للعذراء وهي ترضع المسيح، بتغيرات طفيفة، كذلك نجد أن وصف السيدة العذراء ب”أم النور” ووصف “السيدة زينب حفيدة النبي صلى الله عليه وسلم” ب”أم العواجيز” فالمشكلة تكمن في تعامل النخبة المثقفة مع التراث والموروث الشعبي، أما البسطاء فقد تعاملوا مع هذا الموروث ببساطة من دون تعقيدات، فالمصري القديم حين يتكلم عن “الإله الأوحد” كما في نشيد “هيرمس” والمتون المصري نجد هذا التوحد، فعقيدة التوحيد موجدة حتى في التراث القبطي .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com