بقلم : شريف منصور
كنت أتعجب من تاريخ الأجداد وكيف فرطوا في مصر لكي يحتلها كل من هب ودب. التاريخ لا يعيد نفسه ولكن تصرفاتنا هي التي تعيد الوقائع التي تسطر التاريخ. اختلفت ألازمنه و التقاعس عن الذود عن مصر واحد.
تفكك المصريين لم يعد ظاهرة فحسب بل أصبح سمة من سماتهم. فلقد تعودنا أن نري من يُفٍجٌر فجور فيها و يعتدي علي حُرمتها و نقف كأننا لسنا برجالً أو كأن مصر أمنا لا تهمنا. فقدنا نخوتنا الوطنية عبر الزمان و تركنا أمنا مصر يعربد فيها الكلاب.
لا أتخيل كيف نظل واقفين متباعدين في مواجهة كل هذه المصائب ضد بعضنا البعض ، متفرجين علي الخونة يغتالون مصر و حضارتها في وضح النهار.
متي سيظل القبطي في الحقيقة جبان و يخشي الموت في سبيل تحرير الوطن و يقول انه لا يهاب الموت لأنه و أن مات فسيحيا في الرب يسوع المسيح. إلي متي
لا نستطيع أن نقف خلف أمناء يحملون راية الدفاع عنها. هل لعدم وجود أمناء ؟ بالعكس الأمناء كثيرون ومن كثرتهم لم نعد نعرفهم . ولو حاول احدهم النهضة أسكتناه و كممنا أنفاسه لأنه لم يستشيرنا و أن حاول احد استشارتنا يتوه في بحثه عنا فنحن موجودين و لكن متقوقعين في ذواتنا و أنفسنا.
مثال واقعي من مجتمعنا ، لا نعرف ان نعمل في فريق ولا نقبل ان نأخذ الادوار الثانوية . الجميع يصبحون بقدرة قادر رؤساء يرغبون في أن يلقوا بالاوامر و الاخرين يعملون . لو تكون الفريق من ثلاثة تجد ثلاثة مديرين يبحثون عن واحد يقوم بالعمل ، و ان وجدوا ستجد ثلاثة طرق مختلفة لعمل شيء واحد . ان قال احدهم ابيض يقول لا الابيض الناصع لا يصلح يجب ان يكون ازرق به شعرة زرقاء فيقول الثالث الابيض لا يصلح اطلاقا فليكن رماديا .
لم أري انقسام حول أي فعل أو حركة يقوم بها ليبرالي أو قبطي من الليبراليين أو الأقباط منهم بعضهم في بعض كما أري كيف يتناحروا فيما بعضهم ببعض.
عندما طالبنا قبل سقوط مبارك بتجميع قوي الأقباط في ملتقي عام يكون له الصفة العالمية ليمثل الشعب القبطي وجدنا المعارضين من صفوة الأقباط أنفسهم اسودا ضدنا. وذهب البعض منهم يقوم بنفس العمل ولم يكن لدي البعض منا أي مانع من الاشتراك فيه لأننا مقتنعين أن الاتحاد قوة. لا يهمني من يقود القاطرة طالما هو قادر علي القيادة ولا يهمني في أي محطات يقف بنا طالما نصل إلي المحطة الأخيرة.
في نهاية شهر يونيو عام 2012 أقيم مؤتمر في واشنطن ضم باقة من الأقباط قاموا بمجهود رائع و تحدث الجميع عن كيف انه كان من اكبر التجمعات القبطية علي حد تعبيرهم. و الدعوة كانت عامة و حضر لفيف من الأقباط من كل مكان. و حتى لا يفهم احد خطأ أنني لم احضر بسبب أن المنظمين غالبيتهم ممن هاجموا فكرة البرلمان القبطي. لم احضر لأنها كانت أول فرصة لي بعد سنوات من العمل المتواصل يوميا أن اذهب في إجازة كانت طلب من اسرتي في عيد الأب وهم من قاموا بالحجز دون علمي حتى لا ارفض.
كنت اتمني ان اشارك في هذا التجمع بكلمة بسيطة. أقول فيها يا أيها السادة النبلاء من جئتم تضحون بوقتكم نريد أن ننتخب مجلس نشطاء يمثل الأقباط سياسيا و كانت فرصة هذا المؤتمر في واشنطن فرصة عظيمة لان الدعوة كانت عامة . فأن أعلن في أجندة المؤتمر أن الدعوة عامة لان الجميع مدعويين بدعوة مفتوحة للحضور و الترشيح لمجلس الأقباط ، اعتقد أن العدد كان سيكون 10 إضعاف من حضروا . و من يرغب في الترشيح عليه أن ياتي بخمسين توقيع توصية علي الأقل من أقباط مقيمين بنفس المدينة المقيم فيها لترشيحه ويقدم أوراق الترشيح قبل المؤتمر بشهر للبت فيها و التحقق منها بناء علي الشروط ألتاليه.... و كانت توضع شروط أولية بسيطة غير تعجيزيه ونمارس الديموقراطية بيننا من أجل بناء صرح قبطي سياسي قوي يتصدي للهجمات البربرية الشرسة التي تعصف بمصرنا الحبيبة.
أنني أكرر مرة أخري أنني و غيري كثيرين يرغبون رغبة صادقة في حرق أوراق الخلاف القديمة التي فرقتنا ولنقبل بعضنا بعض بكافة خلفياتنا المختلفة ولنتعلم أن الفريق أهم من اللاعب و اللاعب لا يصبح فائزا في لعبة جماعية بدون فريق. و نحن لا نستطيع أن نكون فرقاء ضد بعضنا البعض لأننا فريق واحد في نظر خصومنا لا يفرقون بيننا كأشخاص بل ينظرون إلينا كخصم واحد. و بما أن هذا المؤتمر نجح فليستمر المنظمين في تبني الفكرة الأكبر و علي البركة افتحوا الأبواب لكي نشترك معكم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com