ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

"يسري فودة" يوجه عدة نصائح لمواجهة "الإعلام القذر"

| 2012-07-03 17:10:52

 الأقباط متحدون

وجه الإعلامي "يسري فودة"، عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مجموعة نصائح سريعة إلى أبناء الوطن، قال إن ما يدفعه إلى التفكير فيها هو ما يراه الآن من تدليس وما يسمعه من شائعات طبائعها مختلفة، وكذلك أشكالها وأهدافها، مشيرًا إلى أن هذه النصائح مجردة عن أي انتماء سياسي أو فكري أو ديني، وتأتي من إيمانه بأن أي "إدارة" متعمدة لـ "الخبر" لتحقيق هدف بعينه، هي في الواقع تدخّل وقح في فطرة الأمور، ومن ثم هي آلة إنتاج لجراثيم تضر حتمًا بأي مجتمع.
 
وأشار "فودة" إلى أهمية التفرقة بين "الرأي" و"الخبر"، موضحًا أن الرأي هو ما تكفل له الحرية المطلقة كافة القوانين والأعراف والتقاليد في العالم كله، بشرط ألا يدخل صاحبه إلى دائرة السب والقذف، ولا يتعدى على حرية الآخرين، لافتًا إلى أن الخطورة تبدأ إذا:
 
1- لم توضح وسيلة الإعلام أو صاحب الرأي أن تلك مساحة للرأي شخصية، تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ.
2- خلط صاحب الرأي عامدًا أو غير عامد بين رأيه الشخصي ووقائع بعينها دون أن يشير إلى أن تلك هي قراءته الشخصية، وأنها ليست "معلومة" أو "خبرًا" يزفه إلى القارئ.
3- نقل صاحب الرأي ما يمكن أن يدخل في دائرة "الخبر" دون أن يراعي الشروط المهنية لنقل الخبر.
4- لم يكن لدينا قارئ واعٍ لديه من الثقافة الإعلامية ذلك الحد الأدنى الذي يمكن أن يبدأ في تكوين حائط من المناعة أمام تلك الاحتمالات وغيرها.
 
وقال: "نصحيتي هنا هي: أعط كل صاحب رأي فرصة، بل احرص على متابعة الأصوات المختلفة بغض النظر عن انتماءاتها، أو ما تظن أنه انتماءاتها، السياسية أو الفكرية أو الدينية، ولكن فقط إلى أن يثبت لك أنه حاول عمدًا أن يخدعك. عندئذ أسقطه تمامًا من حساباتك، فتلك مسألة تتعلق بالمبدأ، والمبدأ شرف."
 
أما عن "الخبر" فقال "فودة"، إنه عصب العمل الإعلامي، وخبزه وملحه، إن صح صحت معه العملية الإعلامية، وإن فسد فسدت، ومن ثم فإن قواعده أكثر صرامة من قواعد الرأي، كما أن المس بقواعده أكثر خطورة من أي منتج إعلامي آخر. وتزيد الخطورة في حالات التوتر السياسي والاجتماعي، كهذه الحالة التي نمر بها في مصر الآن. ومهما تغيرت الحالة تبقى القواعد ثابتة.
 
وأوضح "فودة" أن الخبر لابد أن يجيب على أربعة أسئلة على الأقل: من فعل؟ ماذا؟ متى؟ وأين؟ وباستثناء حالات نادرة يكفلها القانون والمنطق، لابد أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة في صيغة المُعرّف لا في صيغة المُجهَّل، فحين ترى أو تسمع هذه الصيغة الأخيرة لا بد أن "يلعب الفأر في عبك"، ولا بد أن تتساءل عن منطق الغياب: لماذا يتكرر استخدام تلك الـ "مصادر مطلعة"؟ ولماذا لم يذكر الخبر متى بالتحديد قال ذلك المصدر كلامه ذلك؟ أهو جهل أو قلة خبرة لا يساعدان الصحفي على التمييز أو على مقاومة المصادر الدخيلة؟ أم أنه كسل يمنعه من التأكد من مصادر أخرى؟ أم أنه غرض يدفعه إلى الاستسلام أو حتى إلى الاختلاق؟.
 
وأضاف "فودة: "النصيحة هنا هي تنشيط قرون الاستشعار حين تغيب الإجابة عن واحد أو أكثر من تلك الأسئلة الأربعة، فإن لم تقتنع بوجاهة الغياب فإن أضعف الإيمان ألا تساهم فيما يمكن أن يكون مؤامرة صغرى عن طريق نقل "الخبر" المبتور، ولو حتى إلى أقرب الناس. إذا فعلت هذا فإنك تفّعل تمامًا ما يريده هؤلاء الذين يمكن أن يكونوا وراء تلك المؤامرة الصغرى. تذكّر دائمًا: النار تأكل بعضَها إن لم تجد ما تأكله."
 
ورأى "فودة" أن هناك سؤالين آخرين يزيدان الأمور تعقيدًا، هما: كيف؟ ولماذا؟ تنتقل الإجابة عليهما بالخبر الخام إلى أشكال أخرى معقدة من المنتجات الإعلامية كالريبورتاج والتحقيق والتوك شو وغيرها، وهو ما يزيد التحدي أمام المتلقي. وقال: "ابحث دائمًا، مهما اختلفت الأشكال، عن المصدر. مهمة الصحفي المهني أن يساعدك في هذا الاتجاه، فإذا لم يساعدك - لأنه جاهل أو لأنه كسول أو لأنه مغرض- فلا بد لك من أن تساعد نفسك بنفسك. أولى خطواتك على هذا الطريق هي رفض رواية لا يوجد لها مصدر مُعرّف. وثانيها البحث عن مصادر أخرى إن توفرت، فإن لم تتوفر فإن أحدًا ما في الغالب يريد أن يدير وعيك."
 
وأشار "فودة" إلى أن هذه المسألة تبدو معقدة، لكنها في الواقع أبسط مما تبدو، ف"الكدب مالوش رجلين"، ونحن محظوظون لأننا نعيش اليوم في عالم صغير ملئ بالمنتجات التقنية وبمصادر لا حصر لها للمعلومة والخبر.
 
واختتم "فودة" نصائحه قائلًا: "كن ذكيًا، واختر لنفسك من المصادر تلك التي انتصرت في اختبار الزمن والأزمة فاستطاعت أن تحتفظ لنفسها بالحد الأدنى من المصداقية التي استحقتها عبر فترة طويلة. ينطبق هذا على المؤسسات مثلما ينطبق على الأفراد، داخل مصر أو خارجها. وأخيرًا، تذَكّر دائمًا مرة أخرى أن النار تأكل بعضَها إن لم تجد ما تأكله."
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com