جاء إعلان اللجنة الرئاسية العليا التاريخي لاسم أول رئيس منتخب ليكشف الوجه الحقيقي لوحدة وتماسك المصريين، فهو أول رئيس منتخب منذ أكثر من 7000 عام، فلم ينظر الشعب نظرة المؤييد والمعارض له ، بل اجتمعوا خلفه علي الرغم من كون غالبيتهم ليس مؤيدا له في الحقيقة، ولم يكن من المصوتين له بداية ،إلا أنه يحمل آمال كل المصريين بكل طوائفهم ومذاهبهم ، لكون أنه أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير العظيمة وانتخابات حقيقية علي أرض الواقع.
فعلي الصعيد الإسلامي ،رحبت جميع التيارات الإسلامية بهذا الفوز الحضاري وأعلنت تأييدها له وتعهداتها بمساندته والوقوف ضد أية معوقات قد تؤثر علي تنفيذ المشروعات التنموية والنهضة المطلوبة ،مع تلميحهم إلي أنهم مساندين له حتي يسترجع جميع صلاحياته ، وبعد ذلك سيتحولون لجبهة المعارضين المحاسبين له.
فمن جانبها، أصدرت الجماعات السلفية بيان لها تهنئ فيه الشعب المصري والدكتور محمد مرسي بالفوز التاريخي لمرشح الثورة مؤكدة دعمها له فى كل الأحوال "في الصواب بالدعم والتأييد، وفى الخطأ بالنصح والإرشاد".
وقد أعلنت الجماعة الإسلامية ترحيبها في شتي مقراتها بجميع الدول العربية بفوز الدكتور مرسي متمنية من الله أن يعينه علي العبور بمصر إلي بر الأمان
في حين أن أعربت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بمصر عن خالص تهنئتها بهذا الانجاز الحضاري وشاركتها التهنئة جميع القوي المصرية والجهات الحكومية والعسكرية.
ووفقا للرأي العام المصري، فقد عمت مشاعر الفرحة والأمل أرجاء المعمورة، ولوحظ تجنب الجميع العودة إلي نقاشات التمييز بين المرشحين ، وتوحد الأراء علي كون أن هذا هو وقت العمل الفعلي وليس الشعارات الرنانة، بل وتنازل الكثير عن فكرة أن الدكتور محمد مرسي ليس المرشح المفضل له وتعاملوا مع الواقع بكل جدية وحيادية وظهر ذلك جليا من خلال مواقف معظم أنصار الفريق أحمد شفيق المشرفة والمعبرة عن مدي وعي المصريين بخطورة المرحلة وضرورة نبذ الخلافات.
ومن جانبه، نشر الشيخ أسامة السيد الأزهري أحد شيوخ الأزهر عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مهنئا الدكتور محمد مرسي بقوله "اللهم وفق الرئيس الجديد للبلاد، وخذ بيده، واجمع به من شمل المصريين ما تفرق، وأعنه على ما تحمل، وامنن على بلادنا وأوطاننا بكمال الأمن والاستقرار والعافية، وفرج عن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يارب العالمين"
وأعرب الشيخ محمد حسان عن أمله في إصلاح مصر علي يد الرئيس المنتخب معلقا : " أهنيء المؤسسة الشرطية والعسكرية وكل الشرفاء، واهنيء أقباط مصر المسيحيين بعيش آمن بإذن الله في ظلال الشريعة لأنها شريعة عدل ولن نقبل أبدا أن يظلم واحد منهم".
وطالب حسان الشعب المصري ببدء حياة جديدة موحدة لبناء مصر الجديدة وختم تهنئته بالدكتور محمد مرسي سائلا الله تعالي أن يعينه علي المسئولية الثقيلة، مؤكدا أنه سيلقي رسالته الي الدكتور مرسي خلال خطبة الجمعة القادمة بجامع الحصري بالسادس من اكتوبر.
وكشف الشيخ محمود حسان مدير عام قناة الرحمة وشقيق الشيخ محمد حسان عن سعادته "نسجد لله شكرا علي فوز الدكتور مرسي وهذا إن دل فإنما يدل علي نزاهة القضاء المصري وبعد شكر الله أولا نتوجه بالشكر إلي جيشنا العظيم والقضاء المصري الذي حمى هذه الانتخابات".
وأخيرا يري الدكتور طلعت عفيفي أن فوز الدكتور محمد مرسي له رمزية عظيمة ومدلول قوي وهو انتصار الثورة المصرية ، بل ونجاحه هو نجاح لجميع الثورات العربية ومبشر علي نجاح الثورة السورية بإذن الله".
وفي سياق الدعوات المغرضة التي تزعم أن الأقباط المسيحيين في مصر قلقين تجاه تولي الدكتور مرسي لحكم البلاد ، خرجت الكنيسة المصرية مهنئة الدكتور مرسي بالفوز، كمحاولة لإسكات الألسنة التي تحاول التلاعب بوحدة وتماسك قضيبي الحضارة المصرية المتسامحة ، ومن ثم تلتها تبريكات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ودعا الأنبا أنجيلوس الجميع فى مصر إلى احترام قيم وحقوق كافة أفراد الشعب كما دعا الرئيس الجديد إلى العمل من أجل مستقبل أفضل لجميع المصريين.
هذا ،وقد بعث الدكتور القس أندريه زكى مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ببرقية تهنئة للدكتور محمد مرسى بمناسبة فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، مطالبا إياه بتحقيق الديمقراطية والعدل بين جميع أبناء الوطن .
وعلي الصعيد الدولي ، لقي نجاح الدكتور مرسي رضاء جميع الأوساط ولاسيما الدول العربية التي سارعت بتقديم التهنئة بل والاحتفال الموسع بهذا الفوز،فالجميع شاهد فرحة فلسطين وخاصة غزة، إلي جانب برقيات جميع الدول العربية التي آملت بتوطد العلاقات في عهد مصر الجديد.
ومن جهة الحركات السياسية المرتبطة ومن قبل بجماعة الإخوان المسلمين ،الذي انفصل عنها الرئيس المنتخب مؤخرا ، فقد باركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لشعب مصر الشقيق نجاح الانتخابات الرئاسية، مهنئة الرئيس بالفوز، وناوبتها حركة حماس مباركة ومعربة عن أملها بالتعاون المتبادل بين مصر وفلسطين ، وحركة العدالة والتنمية بتركيا وغير ذلك من الحركات التي تتمني سيادة الشريعة الاسلامية ومبادئها السمحة.
ونختم بدعوات كل المصريين بالصلاح والتوفيق للرئيس المنتخب وأن يستطيع أن ينتقل ببلدنا من الهمجية والفوضي إلي الأمان والديمقراطية الحقيقية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com